لقاء المصري وكوخافي...هل بدأت “ورشة رام الله“!

بقلم: حسن عصفور

في اعلان لا يمكن تجاهل توقيته ومسبباته، ذكرت مواقع عبرية، ان رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي، التقى "سرا" مع رجل الأعمال الفلسطيني بشار المصري، في مدينة روابي بالضفة الغربية، (المدينة التي تراها إسرائيل النموذج المطلوب للتعايش).

ناشري الخبر، لم يحددوا توقيت اللقاء، لكن مصادر مقربة من المصري، افادت أنه عقد قبل "شهرين"، ونشره مرتبط برفض بشار المشاركة في "ورشة البحرين"، وهدفه الإضرار بسمعته في هذا التوقيت، وقد يكون ذلك صحيحا من "الناحية النظرية" لكن السؤال المركزي لما نشرت إسرائيل الخبر الآن، وما مصلحتها من وراء ذلك، بل السؤال الأساسي، لماذا يعقد هذا اللقاء؟!

قبل تشكيل السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994، (وقبل طمس ملامحها الوطنية منذ 2005 وحتى تاريخه) كانت سلطات الاحتلال تستدعي بعض رجال الأعمال لمناقشتهم في قضايا تتعلق بالوضع الميداني، ولم يكن الرفض حاضرا كثيرا، ولم تكن تثير "ضجة كبيرة" ما لم يكن لها أي نتائج ضارة وطنيا، وعندها تصدر البيانات الفاضحة لتلك الشخصيات.

بعد قيام السلطة، توقفت الاتصالات أو اللقاءات المباشرة تلك، حيث لا يوجد "قناة خاصة" معلنة تتيح لهم عقد مثل تلك اللقاءات، فالسلطة وعبر لجنة خاصة تتولى عملية التنسيق.

ولكن أن يقدم رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي على عقد لقاء مع أحد هم رجال الأعمال في فلسطين، وبعد أسابيع من تولي كوخافي منصبه، فتلك هي المسألة التي تستحق التفكير، حيث يمكن اعتبارها "سابقة" لم تحدث أو لم ينشر عنها (ربما تحدث لقاءات غير معلنة ضمن ترتيبات خاصة)، سياقها لا يخرج عن مستقبل التطورات القادمة، وعمليا قد تكون بحثا عن مسار تنفيذي للخطة الأمريكية ببعدها الاقتصادي، دون الذهاب الى البحرين، والتي مثل عقد الورشة فيها عملا غبيا بالبعد السياسي، ويمكن اعتباره "استعراض فاشل".

ليس منطقيا ابدا، ان يلتقي رئيس اركان جيش الاحتلال مع رجل أعمال قد يكون هو أول فلسطيني يلتقيه بعد تسلمه منصبه الجديد، ولا يمكن اعتباره صدفة خلال جولة "ميدانية" للمسؤول الأول عن جيش الكيان، بل هو لقاء بترتيبات مسبقة، وافق عليها المصري وهو يعلم جيدا هدف اللقاء.

 

واشتقاقا، هل علمت سلطة رام الله مسبقا بهذا اللقاء، ولم يكن امامها من خيار سوى الموافقة، ولو كان ذلك، هل طالبت بحضور ممثل لها، ولو طالبت ورفض لما تكتمت، ولو لم تعلم وعلمت لاحقا، ما هو موقفها من لقاء بين اعلى مسؤول عسكري في دولة الكيان، وشخصية اقتصادية فلسطينية.

المفارقة السياسية، ان السلطة الفلسطينية تجاهلت الخبر كليا، وكأنه لا يمثل بعدا سياسيا، فيما صاحب العلاقة تعامل مع المسألة وكأنها حدث طبيعي، في ظل تشابك "المصالح" مع دولة الاحتلال.

الاستخفاف بالحدث لا يزيل عنه أنه يأتي كجزء من بحث دولة الكيان عن "ترتيبات مستقبلية" لما بعد مرحلة محمود عباس، واستباقا لكيفية التعامل مع الخطة التنفيذية الاقتصادية، التي قد ترى النور أسرع كثيرا مما تحدث عنه "الفتى كوشنير"، حيث تبدأ الترتيبات عبر البوابة الأمنية الإسرائيلية، التي بدورها تعيد صياغة الموقف ليقدم للمستوى السياسي.

 

هل سنشهد حركة لقاءات بين رجال أعمال وشخصيات اجتماعية اعتبارية مع قيادات الأمن الإسرائيلي، وبذات عنوان لقاء المصري – كوخافي، البحث بالأوضاع الاقتصادية في الضفة الغربية، والقدس وقطاع غزة، كجزء من عملية بحث عن "آليات تنفيذية"، وترتيبات محددة في التساوق مع خطة ترامب بالبعد الاقتصادي.

لو حدث ذلك، ما هو الفرق السياسي هنا بين من حضر "ورشة البحرين" ومن يساهم في "ورشة رام الله". سؤال يستحق الرد!

ملاحظة: في يوم 5 يوليو 1994كان النبأ الصاعقة حادث مرور في طريق اريحا أفقدنا "أبو الأمين"، توفيق زياد اختار رؤية الزعيم الخالد أبو عمار ليكون خاتمة من يرى وكأنه يقول بك اضع نقطة لكل مساري الوطني والكفاحي...سلاما لروحك أيها النبيل!

تنويه خاص: يبدو أن وفاة والدة أحد مسؤولي السلطة "المحبوبين" للمقاطعة، أجبر الرئيس عباس ان يتصل معزيا بالمناضل علي اسحق، الذي توفي قبل أيام من الاتصال ومعزيا بالحاج مطلق، كأن التعازي صارت عند عباس (أ، ب، ج)

بقلم: حسن عصفور