يقال ان حالنا يغني عن سؤالنا ... وحتى عن سؤال غيرنا ... فالحال لا يتطلب المزيد من التساؤلات .. لكنه يتطلب المزيد من الاعمال الجادة ... والوقفات الصادقة ... والارادة الحقيقية .. التي قد تكون المنقذ الاخير لحالة كارثية ليس فيها من الجوانب المضيئة الكثير والتي يمكن البناء عليها ... لمواجهة ما بخطط ويدبر ضدنا بالخفاء والعلن .
رأس مالنا ... نفتقد من اصوله الكثير ... ويضيع من بين ايدينا ... ويتهاوى أمام اعيننا ... ويزداد نصيب خسارتنا ... حتى اصبحت الميزانية عاجزة وعليها مديونية كبرى ... وعجز مالي وصل الى حد الاقتراب من اشهار الافلاس !!!
بعلم المحاسبة الارصدة خاوية ... بعلم الادارة فالقرارات متخبطة ... والارادة ضائعة تائهة!!!
... وبعلم الاقتصاد فالإنتاج مفقود ... ولا مقومات اقتصادية ولا معدل مرتفع لدوران رأس المال الانتاجي والذي يحدث عليه الكثير من التراجع في ظل معدلات مرتفعة من التضخم ... والبطالة ... وانخفاض حاد بمعدل النمو كل ذلك ينذر بمخاطر شديدة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي .
وبعلم السياسة القائم على المصالح والعلاقات ومقومات القوة .... فالتراجع واضح ... والارصدة مكشوفة ... والاتفاقيات مكبلة ... والعلاقات اصابتنا بمقتل وطني اسمه الانقسام !!! والذي يشكل الطامة الكبرى !! .... والنكبة الاكبر بتاريخنا !!!
أمام كل هذا نجد تنامي في قدرات ومخططات اعداءنا والتي ليس نهايتها ما يسمى بصفقة القرن !!! كما ليس بدايتها سلب الارض والاستيطان فيها وتهويدها وتزييف تاريخنا ومقدساتنا ... بل على مدار السنوات الماضية وما يخرج عبرها من مؤامرات ومخططات في ظل الطريق الممهد والمعبد لتمرير المؤامرة علينا في ظل عدم انتظام حساباتنا !!! وفي ظل حالنا المنقسم ... والمشتت لجهودنا وطاقاتنا ... والذي اضاع الكثير من مقومات صمودنا حيث لم يتبقى الا مجموعة من الشعارات التي تستخدم بالمناسبات وبحسب التوقيت الزماني والمكاني والمضمون الشعاراتي !!!
بسؤال انفسنا ... حول حقيقة رأس مالنا سيجيب الجميع دون تردد وبصوت مرتفع انه الانسان الفلسطيني ... هو رأس مالنا الحقيقي ومن اجله ولاجله كانت الوسائل والاهداف ... جيد اننا نعرف حقيقة رأس مالنا ! ... وبسؤال اخر اكثر صراحة ووضوحا حول ماذا فعلنا لزيادة قوة رأس مالنا ؟!
الاجابات شعاراتية ... فضفاضة ... فيها من العمومية اكثر من الاختصاص والخصوصية ... وتتناقض جملة وتفصيلا مع خارطة العلاقات الداخلية وما يجري على واقع الارض ... وما هو ناتج عن فعلنا المنظور وغير المنظور والذي يهدم برأس مالنا البشري وعلى كافة المستويات والصعد ... والى حد السعي المتواصل لفتح الطريق امام الهجرة والخروج الى حد المجهول في ظل تأكل رأس المال وتراجعه وانهيار الكثير من منظوماته .
لن يكتب لنا النجاح ... ولن يتحقق لنا النصر ... ولن نكون على مقربة من الحرية والدولة دون ان نحدث وقفة صادقة ... ونعيد صياغة اسلوبنا واهتماماتنا .. ورعايتنا الكاملة لإنقاذ ما يمكن انقاذه من رأس مالنا البشري ... الذي يتأكل يوما بعد يوم حتى بدأنا نفتقد الكثير من مقوماته وركائزه حتى اقتربنا من حالة الخطر الشديد !!! دون ادنى فعل حقيقي يمكن ان نراه بالأفق .
بقلم/ وفيق زنداح