إن مواقف الأردن وجهوده بقيادة الملك عبد الله الثاني، حيال القدس والقضيّة الفلسطينيّة مركزية ومهمة، وهي واضحة ومعلنة وساهمت بوضع القضية الفلسطينية بصدارة اهتمامات المجتمع الدولي.
وتأتي زيارة الدكتور محمد اشتيه رئيس الوزراء الفلسطيني للأردن الشقيق لتكتسب أهميه وبعد قومي عربي في الارتقاء لمستوى التنسيق بين البلدين لمواجهة المخاطر التي تتهدد البلدين ، فالأردن بمواقفه وثوابته الداعم والسند والظهير للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني .
وكان العاهل الأردني جدد تأكيد موقف المملكة الثابت من القضية الفلسطينية والقدس، مشددا على أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا من خلال حل الدولتين الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتأتي أهميه وبعد الزيارة لرئيس الوزراء اشتبه واجتماعه مع نظيره رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز في مفصل تاريخي حيث تتعرض القضية الفلسطينية لمخاطر تتهدد محاولات التصفية والتنكر للحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني في ارض فلسطين ، وتركزت المباحثات الاردنيه الفلسطينية على أهمية التنسيق والتعاون بين البلدين في كافة المجالات والتصدي للمخططات التي تستهدف الأردن وفلسطين
فقد أكد رئيسا الوزراء في لقاء ثنائي تبعه جلسة مباحثات موسعة بحضور عدد من الوزراء والمسئولين من الجانبين، عمق وتاريخية العلاقات الأردنية الفلسطينية التي تحظى بالاهتمام والرعاية المباشرة من قبل جلالة الملك عبدا لله الثاني وأخيه فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز أكد ، أن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدا لله الثاني، يقف سنداً مع الأشقاء الفلسطينيين أمام الإجراءات الأحادية لسلطة الاحتلال، لافتاً إلى أن هذه الإجراءات الأحادية تخالف كل القوانين الدولية وجميع الاتفاقات السابقة.
وشدد الرزاز على موقف الأردن الثابت والتزامه بعدم قبول أي مساومة أو مشروع أو صفقات أو حل يلغي حق الأشقاء الفلسطينيين المشروع بإنهاء الاحتلال وإقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 67 وعاصمتها القدس الشرقية، وقال «لا يمكن أن نفكر أو نقبل بحل اقتصادي لا كبديل أو بمعزل عن الحل السياسي».
وأكد رئيس الوزراء أن الأردن يعتبر القضية الفلسطينية مصلحة وطنية أردنية عليا ونحن في الأردن نحمل هذا الملف في جميع المحافل الدولية، مشدداً على أن جلالة الملك عبدا لله الثاني يطرح هذا الموقف دوما وبنفس القوة والعبارات ليسمعها الجميع.
وكانت الرسالة الأهم التي أكدها الرزاز على أن لا تنازل عن القدس والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية ولا مساومة إطلاقا بهذا الملف، معربا عن تقدير الأردن للأشقاء الفلسطينيين والعديد من دول العالم على وقوفها إلى جانب الأردن للقيام بهذا الدور التاريخي للأردن وللهاشميين.
زيارة ناجحة للدكتور محمد اشتيه للأردن ولقاءات مثمره مع رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز ، بنتيجتها التنسيق والعمل المشترك بين فلسطين والأردن ، وتعميق وترسيخ الروابط الاخويه التي تربط الأردن في فلسطين والعمل على ضرورة الإسراع في تنفيذ كافة التفاهمات والاتفاقيات الموقعة بين البلدين.
وسبق للأردن وفلسطين أن اتفقا على تفعيل عمل اللجنة المشتركة الاردنيه الفلسطينية ، ضمن عملية جهود تقود إلى التكامل التي تربط الأردن وفلسطين من كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وتمهد للفلسطينيين عملية انفكاكهم عن الاقتصاد الإسرائيلي والتحلل من بنود اتفاق باريس الاقتصادي الذي يحول دون إحداث تنميه اقتصاديه
فالأردن هو بمثابة "الرئة التي يتنفس منها الشعب الفلسطيني"،حيث أكد على ذلك الدكتور اشتبه مشيدًا بالأردن ومواقفه تجاه القضية الفلسطينية واكد رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور محمد اشتية عمق العلاقات الأردنية الفلسطينية، مشددا على أن الأردن بالنسبة لفلسطين ليس بوابة فحسب وإنما عمق وجسر فلسطيني للعرب والعالم. ،وتحمل الزيارة أهميه في تدعيم العلاقات الاردنيه الفلسطينية والتنسيق المشترك في سبيل بناء رؤيا استراتجيه بين البلدين الشقيقين
واشاد رئيس الوزراء اشتيه بموقف الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني لدعم الفلسطينيين لنيل حقوقهم المشروعة وفي مقدمتها اقامة الدولة الفلسطينية المشتركة باعتبارها مصلحة فلسطينية ومصلحة أردنية وان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. وثمن الدور الذي يقوم به الاردن لحماية «الاونروا» لما تمثله من ذكرى تراكمية للشعب الفلسطيني وحق العودة كحق مقدس. ولفت الى ان السلطة الوطنية الفلسطينية اوقفت جميع التحويلات الطبية للمرضى الفلسطينيين، معربا عن الشكر للحكومة الاردنية على فتح الابواب امامهم للمعالجة في مدينة الحسين الطبية وفي المستشفيات الأخرى.
لا شك ان زيارة اشتيه للاردن تحمل ابعاد سياسيه واقتصاديه في سبيل تدعيم اواصر التعاون والتكامل بين البلدين والتي تمهد للتحلل والانفكاك الاقتصادي مع الاحتلال الاسرائيلي حيث صرح رئيس الوزراء اشتيه بالقول ، ناقشنا مجموعة من القضايا التي تساعدنا في الانفكال التدريجي الذي يفرضه علينا واقع الاحتلال والتوجه نحو عمقنا العربي ووجدنا كل الدعم والمساندة في قضايا متعلقة بالاقتصاد والطاقة والصحة والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وقال وضعنا جداول زمنية لتنفيذ مذكرات التفاهم التي وقعناها.
وأضاف إلى أن يزول الاحتلال سنبقى نواجه سويا رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، ولقد لقينا كل الدعم بهذا الصدد من الحكومة الأردنية. ونوه إلى أهمية اللقاء الأخير الذي جمع جلالة الملك عبدالله الثاني مع الرئيس الفلسطيني وتأكيد جلالته على وضع كافة الخبرات الاردنية وكامل المنتوج الوطني الأردني في خدمة السوق الفلسطينية مثلما ان الاسواق الاردنية مفتوحة امام المنتجات الفلسطينية.
الأردن الشقيق يدعم الموقف الفلسطيني في نيل حقوقه كأمله غير منقوصة ويدعم إقامة دوله فلسطينيه مستقلة وعاصمتها القدس ، ومواقف الأردن الثابتة هي موضع ثقة الفلسطينيين في دعم القضية الفلسطينية، وموقفها من صفقة القرن، ورفض المساس بالقدس واللاجئين، ودعم توجهات القيادة الفلسطينية نحو الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
هذه الزيارات تزيد في عمق الترابط بين الأردن وفلسطين وتؤدي إلى. تعزيز التكامل والتنسيق في مواجهة الاحتلال خاصة وان للأردن دور هام وفعال في دعم القضية الفلسطينية لان فلسطين هي عمق استراتيجي للأمن القومي الأردني والأردن يشكل دعامة للأمن الفلسطيني وان سخونة العلاقات الاردنية الفلسطينية من شانها إعادة تصويب للأوضاع الاقليمية والدولية للمكانة التي يتمتع بها الاردن.
بقلم/ علي ابوحبله