حماس ليس إمارة إسلامية

بقلم: أشرف صالح

ليس دفاعاً عن حماس , إنما دفاعاً عن قوة مصطلح الإمارة , ومن يستحق أن يطلق عليه هذا المصطلح , فهناك خطأ متكرر يقعون فيه قيادات من حركة فتح , ومن خلال تصريحاتهم في التعبير عن سيطرة حماس على غزة , فهم دائماً يقولون "لن نسمح بوجود إمارة في غزة" وكان آخرهم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح , أحمد حلس "أبو ماهر" عندما صرح بأن غزة لن تكون إمارة ,  وهذا قد يعني بالنسبة للقارئ البسيط أن المقصود بالإمارة هو الإمارة الإسلامية , نسبة لوجود نظام الدعوة في غزة , وأمراء للمساجد والتي تسيطر عليها حماس , ونسبة لتعريف مصطلح الإمارة شرعاً , وقد لا يكون يقصد حلس من خلال تصريحة بالإمارة الإسلامية , ولكن المهم ليس نية المصرح , المهم هو كيف يفهمون عامة الناس هذا التصريح , سواء كان لغتاً أو إصطلاحاً , ورغم أن حماس أعلنت مراراً وتكراراً أنها دولة مدنية "علمانية" وديمقراطية , وليس لها علاقة بمشروع الخلافة الإسلامية , إلا أنها ممكن أن تكون مستفيدة جداً من تصريحات بعض قيادات فتح بما يخص الإمارة , فكلمة أمارة لها جمهورها في كل مكان , وقد تحشد قبولاً في الرأي العام وخاصة من من يتعاطفون مع فكرة الدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة , وهناك أيضاً بعض الدولة والبعيدة عن تفاصيل القضية الفلسطينية , تتعاطف دوماً مع كلمة مقاومة وكلمة تيار إسلامي , وبالطبع هذا لأن كلمة مقاومة وكلمة إسلام تصل إليهم مجردة من الأخطاء والأجندات , ولو إعتبرنا أن حماس  ستتحفظ على مصطلح الإمارة  أمام الأنظمة العربية الحاكمة وعلى رأسها مصر, بسبب مشروعها الجديد , فهذا لا يعني عدم رضاها عن كلمة إمارة , لأن هذه الكلمة قد تفتح لها أبواب الدعم من الخارج , وخاصة من الدول التي لا زالت مخدوعة بالإسلام السياسي .

للتوضيح..

حماس الجديدة ليس كحماس القديمة , فمنذ إنفكاكها تنظيمياً عن جماعة الإخوان في وثيقتها الأخيرة , أصبحت تتحدث عن الدولة المدنية "العلمانية" بكل صراحة , وتؤمن بقواعد الديمقراطية , وأصبحت تتصدى لدعاة الخلافة الإسلامية مثل " السلفيين بجميع فروعهم وحزب التحرير" , وللعلم لا يوجد أي تنظيم أو حزب سياسي فلسطيني يتبنى فكرة الخلافة الإسلامية والإمارة , بإستثناء حزب التحرير والتيار السلفي .

في هذا المقال لا أريد الدخول في تفاصيل الإمارة والخلافة كلغة وإصطلاح , فهذا يتطلب عدة مقالات , ولكن للتوضيح البسيط أريد أن أركز على أن حماس ليس مشروع إمارة إسلامية , ولن تكون في يوم من الأيام , وذلك لأسباب كثيرة وكثيرة , ولكن الملفت للنظر أن تصريحات بعض قيادات فتح عن الإمارة قد تأتي لصالح حماس , وتكون النتائج عكسية للمصرح , ومن هنا فيجب أن تكون تصريحات القيادات دقيقة بما يكفي لفهم القارئ , وإلا فإنها ستتحول الى دعاية إنتخابية للحزب المراد التصريح ضده .

بقلم/ أشرف صالح