ما يتم استخدامه بمضمون ومفردات الخطاب ... وحتى المقال ... يعبر عن رأي خاص ... ولا يعبر بالمجموع الكلي عن مواقف الرأي العام .
الخطابات المعلنة ما بين القوى السياسية والمجتمعية يجب ان يحدث عليها الكثير من التغيير والتعديل بالمضمون والمفردات المستخدمة وحتى بالنتائج والاهداف المراد تحقيقها .
بنظرة سريعة حول الخطاب المستخدم ومع تعدد المنطلقات الفكرية والايدلوجية والمفردات المستخدمة ... والاهداف التي يراد ايصالها وتحقيقها .... يؤكد على عدم مقدرة الخطاب المستخدم من احداث أي اختراق ... او تعديل ... او تغيير في مواقف الاخريين !! وحتى لم يحدث أي تأثير فعلي ملموس في الرأي العام !! .
ما نشهده بالعديد من الخطابات ... وحتى بمقالات الرأي ... والتدوينات على صفحات المواقع الالكترونية يعبر عن اراء شخصية تحاول ان تعبر من خلالها عن مواقف سياسية تنظيمية بأغلبيتها ... وعن مواقف شخصية واراء خاصة بأقليتها .
نحن لا نرى بالتعبير عن الرأي واستخدام لغة الخطاب ومفرداته ... ما يعيب صاحبه او ما يعطي مبررا او ذريعة للنقد والتجريح ... على اعتبار ان الراي مكفول بحرية لا يشارك فيها احد .... الا اذا كان في هذا الرأي ما يستوجب النقد او الحديث او التصويب من وجهة نظر اخرى .
نحن لا زلنا نفتقد الى قدرة الوعي على استيعاب رأي الاخرين وهذا مرده الى انتماءات تنظيمية .... وتعبئة فكرية فيها من الاخطاء التي لا تقبل بالأخر ... ولا تقبل بالنقاش والحوار ...وتعتبر ان في رأيها الصواب وناصية الحقيقة التي لا تقبل بالجدل والنقاش حولها او حتى معارضتها .
الرأي العام يتلقى وعلى مدار اللحظة العديد من الخطابات والتدوينات وحتى المقالات يطلع على بعضها ولا يقرأ اغلبيتها لاختلاف الانشغالات والاولويات ... حيث ان الرأي العام بكافة فئاته وشرائحه يعيش هموم الحالة ولحظتها وقسوة ظروفها ... ولا يولي اهتماما بالغا بما يقال هنا او هناك ... على اعتبار ان معظم ما يقال لا يلامس ظروف الناس واحتياجاتهم واولوياتهم .
الخطاب الحاصل والحادث والمقروء والمسموع والمرئي يحتاج الى تعديل في مفرداته ومضامينه ونتائجه المراد تحقيقها ... لان أي كلام يمكن ان يقال او يكتب يجب ان يكون ... بل ضرورة ان يستجيب لمشاعر واحاسيس ومتطلبات المجتمع ... وان لا يكون ترجمة لفوقية عالية ... او مصلحة شخصية ... او مزاجية عصبوية او تنظيمية .
حق الكاتب في قول الرأي حق مكفول لا ينازعه احد وهو حق مشروط بضرورات الوطن واولوياته وشرعيته ومجمل الاهداف التي من أجلها كانت التضحيات ومسيرة النضال الطويل ... اما ان يعجب ... او لا يعجب ان يقبل او يرفض فهذا امر خاص بصاحب الرأي ... لكنه ليس من حقه الاتهام او محاولة الايحاء بأن هناك مصلحة خاصة لهذا الكاتب او ذاك ... فالمصلحة العامة والوطنية اذا ما كانت مصلحة خاصة فهذا أمر مطلوب ولا يعيب صاحبه ... اما اذا كان الامر بموقف خاص لمزاجية عصبوية او تنظيمية فهذا امر مرفوض .
الخطاب القائم في بلادنا بكل مسمياته واشكاله يحتاج الى اعادة الصياغة ... والى ضرورة تعديل مفرداته والنتائج المراد تحقيقها ... حتى يتم استثمار مجمل الاهداف والافكار والجهود لصالح المجتمع وبما يخدم الرأي العام ... وبما لا يتناقض مع التطلعات والاهداف والاولويات .
يجب ان ننهي حالة الجدل العقيم والقائم حول الخطاب الاصح والذي يمتلك من الشفافية والمصداقية وسلامة المفردات على عكس خطابات الاخرين مما يدخلنا بحالة جدل عقيم وليس بحالة نقاش وفكر مستنير وعصف ذهني يوصلنا الى المواقف الاكثر قربا من الحقيقة التي نسعى اليها ... ونعمل من اجل تحقيقها .
لا زلنا بحالة عقم قائم في اختيار المفردات ... حتى في تحديد الرأي ... والوصول الى حالة نقاش هادئ وهادف يسعى للارتقاء بنا .. ولا يساهم في زيادة شقة الخلاف بيننا ولا اعرف ان كان مرجعه للخطاب والحديث والمقال ... ام مرجعه لعجز القارئ والمستمع في تحديد موقفه الاصوب .
الكاتب : وفيق زنداح