يمر مجتمعنا العربي في أزمات متعددة ومختلفة ، ويواجه الكثير من المشاكل والقضايا الحارقة ، والأوبئة الاجتماعية المزمنة ، ويعيش حالة من التشرذم السياسي ، والتفكك الأسري والعائلي الواضح .
فأوضاعنا وأحوالنا الاجتماعية مؤلمة ومؤرقة ، فالعنف مستشرٍ ، والجريمة تتزايد وتتصاعد ، والعائلية والقبلية والعشائرية تكشر عن أنيابها من جديد ، والشخصنة والذاتية والمظاهر الكاذبة باتت تسم حياتنا الراهنة ، وعن الانحلال الأخلاقي فحدث ولا حرج ، وأزمة السكن تتفاقم ، والبطالة بين خريجي الجامعات والمعاهد العليا تتعمق ، والثقافة والاهتمام بالمعرفة في تراجع .
نحن محاصرون قوميًا وسياسيًا ونفسيًا ، والمؤسسة الحاكمة تحاول اقناعنا بأننا " غرباء " ، في حين أن القوى العنصرية والفاشية الأكثر صراحة تحلم بترحيلنا من وطننا ، وتتخذ من الترانسفير هدفًا رسميًا . ومن المعركة للبقاء تتفرع قضايا أساسية جوهرية كقضية الأرض ، وقضية البيوت ، وقضايا التعليم والسلطات المحلية وغير ذلك .
باختصار ، يمكن القول أن مجتمعنا يعيش مخاضًا قاسيًا وصولًا الى طفرة في تعاملنا مع المشاكل المصيرية لمجتمعنا ، والارتقاء به من جديد ، وطرح الحلول لمشاكلنا ، والرد على كل الاسئلة المتعلقة بالقضايا المصيرية التي يعاني منها . وهذا يتطلب المزيد من اليقظة الواعية ، والتربية السليمة ، والتنشئة الاجتماعية الصحيحة ، والمزيد من التثقيف والتوعية والارشاد ، واعادة بناء مچتمعنا على أسس قيمية حقيقية . وهذا بلا شك يتطلب تضافر الجميع من أبناء المجتمع ، من القوى الخيرة والطيبة ، وموسسات المجتمع المدني ، والأحزاب السياسية ، ورجال الدين ، وائمة المساجد ، والمستشارين التربويين ، والعاملين الاجتماعيين في سلطاتنا المحلية . فلنحاول ، ولكن يبقى السؤال من يبادر الى التغيير ..؟؟!
بقلم : شاكر فريد حسن