مجتمعنا السياسي فاسد وأدوات التغيرالمتمثلة في النخب مهترئة

بقلم: نضال خضرة

إستخلاص العبر من تجارب الشعوب مسألة مهمة في إعادة البناء

لاسيما اذا كانت تلك التجارب تشبه حالتنا المتردية،،،
سجلت أوروبا فشل ذريع في محاربة الحركات الدينية والإيدلوجية المتطرفة من خلال الصراع المتمثل
في العنف، والإقتتال والإقصاء،
وأدركت بأن محاربة الفكر الديني والايدلوجي المتطرف لن يتحقق
إلا بالفكر،،،
وأفضل الأفكار التي أنتجتها القارة العجوز تعزيز قواعد الإصلاح السياسي
في مؤسسات الدولة، من تعليم وديمقراطية وعدالة إجتماعية
وحرية فكرية ودينية وبناء مشاريع إقتصادية ،،
واطلاق العنان للسلطات لاسيما التشريعية والقضائية والرقابية

ولم يكن حال المجتمع العربي أكثر ردائة من الحالة التي عاشتها
أوروبا قبل النهضة
ولم تكن حركات التطرف الديني والإيدلوجي في مجتمعنا العربي والإسلامي اكثر خطراً من الحركات اليمينية المسيحية في غرب أوروبا وأبرزهم حركة حراس المعبد أو حتي الحركات الايدلوجية التي نشأت في شرق أوروبا،،

ولكن عندما جائت النخب الفكرية الصالحة التي تمتلك إرادتها إستطاعت فرض حركة التصحيح والإصلاح السياسي علي الأنظمة وأرست قواعدالإصلاح في مؤسسات الدولة
مما ساهم ذالك في إنحسار دور
كل الحركات الدينية والإيدلوجية
المتطرفة وتراجعت حركة التأييد لهذه،
الحركات بفعل إصلاح مؤسسات الدولة من خلال ما ذكر أعلاه ،،

وعلى ضوء حركة التصحيح والإصلاح
أصبح كل من ينتمي لهذه الحركات يدافع تلقائياً عن مؤسسات الدولة التي وفرت له التعليم والديمقراطية والعدالة الإجتماعية والحرية الفكرية والدينية والحماية والمشاريع الاقتصادية،

لذلك أقصر الطرق لإصلاح المجتمع السياسيالعمل على إصلاح النظام السياسي،
وهذا يحتاج قوة دافعة تستطيع فرض حركة الإصلاح والتي تتمثل
في كل ما ذكر

والقوة الدافعة التي تستطيع العمل على ذلك تتمثل في النخب الفكرية والوطنية،

ومع الأسف غالبية النخب في مجتمعنا مسلوبة الإرادة ومنقسمة بين مصالحها الذاتية وإرتبطاتها الحزبية والسياسية والاقليمية وحتي أصبحت تدافع عن الجماعات
والكيانات التي تستفيد منها وتسوق المبررات لأخطائها،
بل وأصبحت مفصولة عن الواقع وباتت تبث الإحباط في المجتمع بإدعائها العجز عن الإصلاح بسبب الكوارث السياسية المتراكمة
الي اوصلوا،المجتمع لحالة من اليأس،،

إن إصلاح المجتمع ليس بالقضية الصعبة والمستحيلة بل تحتاج
الي تحييد النخبة المهترئة الضالة والمضلة والعمل على انتاج نخبة جديدة متجردة من أي التزامات لتستطيع فرض التغير وتعمل على إستنهاض المجتمع من خلال إصلاح النظام السياسي، وبإعتقادي أن هناك جيل جديد من النخب يمكن البناء عليه ولكن مطلوب مساعدة هذا الجيل والأخذ بيده

بقلم : الكاتب نضال خضرة
‏nedal khadra