تعمل وتبذل كل من اسرائيل والادارة الاميركية جهدا كبيرا من أجل اطالة أمد المؤامرة الكونية على سورية، وذلك بشتى الطرق والوسائل، وعبر أساليب عديدة متنوعة..
فاسرائيل تقوم بالاعتداء على سورية في محاولة لاضعاف الدعم الايراني الواضح لسورية في التصدي، لا بل في سحق ما تبقى من الارهاب وادواته المرتزقة الرخيصة في محافظة ادلب، ولكن هذه المحاولة فاشلة، فالوجود الايراني في سورية شرعي، وبناء على تنسيق مسبق مع الدولة الشرعية. وتحاول من خلال هذه الاعتداءات رفع معنويات الارهابيين، وتشجيعهم على المقاومة والصمود في وجه الجيش العربي السوري، ولكن معنويات الارهابيين ستنهار، ان لم تكن قد انهارت، كما حدث ذلك في الجنوب السوري.
وتعمل اسرائيل على تشجيع ادارة ترامب على ابقاء جيش اميركي في شمال شرق سورية لدعم الاكراد المتحالفين مع اميركا واسرائيل على حد سواء. وتقوم قوات التحالف الاميركي بقصف مواقع مدنية في سورية بحجة قصف مواقع الارهابيين، ويسقط العشرات من المدنيين السوريين من دون أية محاسبة أو مساءلة لهذا التصرف الارعن من قبل ادارة ترامب.
ولن تتردد اسرائيل في تحريض تركيا ضد سورية. فهي تنسق معها أمنياً وبصورة سرية لأن تواجد نظام تركي معارض للدولة السورية يخدم مصالح اسرائيل. وها هو الجيش التركي يحتل بعض الاراضي السورية والعراقية بحجة محاربة الارهاب الكردي المدعوم اميركيا واسرائيليا.
وتسرّب معلومات ملفقة عن توتر في العلاقات الايرانية الروسية نتيجة الأوضاع في سورية في اطار الجهد المتواصل والفاشل للايقاع بين حلفاء سورية في التصدي والارهاب.
كما توزع اخبارا مختلقة على سكوت روسيا عن الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على سورية، وان الروس يتبنون الموقف الاسرائيلي في عدم السماح لتواجد ايراني في سورية.
كل هذه المحاولات الفاشلة لن تزيد سورية الا قوة، وكذلك تعزز العلاقات التحالفية بين سورية وكل من روسيا وايران.. فلا تهتم بمساعي اسرائيل لاطالة أمد "الازمة" أو المؤامرة على سورية من اجل محاولة الهاء سورية واشغالها عن المطالبة بعودة اراضي الجولان المحتلة الى سيادة الوطن. واسرائيل تدرك ان سورية، وبعد الانتهاء من هذه المؤامرة القذرة، لن تتردد في العمل الجاد والصريح لاعادة الجولان سواء سلميا أو بالقوة. وهذا ما لا تريده اسرائيل، ولا تريد ايضا حربا أو مواجهة ساخنة لأنها تدرك أيضاً ان سورية وبعد ثماني سنوات، أقوى عسكريا مما كانت عليه قبل عام 2011. وهي قادرة على نقل المعركة الى الداخل من اراضي فلسطين المحتلة.
مهما حاولت اسرائيل، وبدعم اميركي، والجهات المعادية لسورية من اطالة أمد المؤامرة الخسيسة على سورية، فان سورية ستنتصر، ومؤشرات ذلك الانتصار واضحة لكل المتآمرين. وكل محاولات اسرائيل ومساعيها للنيل من صمود وسيادة سورية ستشكل عبئا على مستقبلها، وحتى على وجودها.
القيادة الاسرائيلية الحالية يمينية ومتطرفة، وهي تقود "اسرائيل" الى "الدمار".. وما جاء في مقابلة لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله مؤخرا من تهديد ووعيد ان شنت اسرائيل حربا سواء ضد ايران أو لبنان، هي رسالة واضحة المعالم، هي رسالة ردع قوية.. فهل تتعظ القيادة الاسرائيلية، وتوقف استفزازاتها وتعدياتها على سورية وحلفائها! الاجابة على ذلك هي رهن التصرف الاسرائيلي في الاشهر القادمة!.
بقلم/ جاك خزمو