المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا من ابرشية اثينا الارثوذكسية اليونانية

استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم الثلاثاء وفدا من ابرشية اثينا الارثوذكسية اليونانية وقد ضم الوفد الكنسي عددا من الاباء الكهنة والرهبان والراهبات وعدد من الحجاج حيث ابتدأوا زيارتهم للاراضي المقدسة وقد استهلوها بجولة في البلدة القديمة من القدس مرورا بطريق الالام ووصولا الى كنيسة القيامة حيث استقبلهم سيادة المطران وقد ابتدأت زيارتهم بالصلاة والدعاء امام القبر المقدس ومن ثم جولة داخل كنيسة القيامة وزيارة الكاتدرائية حيث استمع اعضاء الوفد الى كلمة سيادته.

رحب المطران في كلمته بزيارة الوفد الكنسي الاتي الينا من اثينا مدينة التاريخ والحضارة والفلاسفة العظماء وكذلك المدينة التي بشر بها بولس الرسول ، "نستقبلكم اخويا في كنيسة القيامة وفي مدينة القدس المباركة مرحبين بكم باسم كنيستنا وابناء رعيتنا كما وباسم شعبنا الفلسطيني كله ."

وقال "القدس مدينة ايماننا وهي المدينة التي تحتضن اهم المواقع التاريخية والتراثية والدينية، انها المدينة التي تعتبر بالنسبة الينا قبلتنا الاولى والوحيدة وكلكم تعلمون ماذا يعني بالنسبة الينا القبر المقدس كما وغيره من المواقع المقدسة والشريفة في كنيسة القيامة."

وتابع "الحضور المسيحي في بلادنا لم ينقطع لاكثر من الفي عام فالمسيحية انطلقت من هذه الارض المقدسة وهي ليست بضاعة مستوردة من اي مكان في هذا العالم ، فهنا تمت كافة الاحداث الخلاصية ومن هنا انطلق الرسل والتلاميذ الى مشارق الارض ومغاربها لكي ينادوا بالقيم المسيحية ولكي يبشروا بالايمان المسيحي في كثير من الاماكن والاقطار في عالمنا ."

وقال "هنا المركز المسيحي الاول والاقدم والاعرق في عالمنا ومع احترامنا لكافة المراكز المسيحية في العالم تبقى القدس المركز المسيحي الاساسي والاقدم وهي الكنيسة التي وصفها الدمشقي يوحنا بام الكنائس .

بعد مرور اكثر من الفي عام على الحضور المسيحي العريق في هذه الارض المقدسة نرى اننا نقف امام تحديات وجودية فهنالك تراجع غير مسبوق في اعداد المسيحيين في هذه الارض المقدسة ، أما في مدينة القدس فقد تراجعت اعداد المسيحيين بشكل دراماتيكي وغير مسبوق بسبب الظروف السياسية والاقتصادية والحياتية وها نحن اليوم مقبلون على نكبة وانتكاسة وشيكة حيث يخطط المستوطنون المنتمون لمنظمة عطيرت كوهانيم للاستيلاء على عقارات ارثوذكسية تعتبر تحفة فنية من التحف التي تتزين بها مدينة القدس ، انها عقارات باب الخليل وهي عبارة عن ابنية جميلة في غاية الروعة بناها اباء ورهبان قديسون من اجل الحفاظ على حضورنا وتراثنا وتاريخنا في هذه الارض المقدسة .

وها هم المرتزقة والعملاء يسربونها للمستوطنين بأبخس الاثمان كما باع يهوذا الاسخريوطي معلمه بثلاثين من الفضة ."

وأضاف "من باع هذه الابنية التاريخية للاحتلال وادواته انما باع المسيحية وباع المسيحيين وخان الكنيسة والامانة كما واساء للحضور المسيحي العريق والاصيل في هذه الارض المقدسة والمباركة ."

وناشد الكنيسة اليونانية الشقيقة بأن "تقوم بدورها في ابطال صفقة باب الخليل وغبطة رئيس اساقفة اثينا واساقفة الكنيسة اليونانية الشقيقة يعرفون جيدا ماذا يجب ان يفعلوا من اجل ابطال هذه الصفقة والتي تعتبر من اخطر الصفقات التي التهمت عقاراتنا واوقافنا في مدينة القدس ، فقد ابتدأ مسلسل تسريب العقارات منذ عام 48 ومازال الجرح نازف حتى اليوم ، أما صفقة باب الخليل المشؤومة فإنما تندرج في اطار سياسة ممنهجة هدفها شطب وجودنا والغاء حقوقنا والنيل من مكانة كنيستنا ورسالتها في هذه الارض المقدسة ."

وأضاف "نقول لكم بـأننا لن نكون مكتوفي الايدي امام هذه الجريمة الجديدة الوشيكة بحق ابنيتنا الارثوذكسية العريقة في باب الخليل .

لن نكون متفرجين على هذه المجزرة التي ترتكب بحق اوقافنا الارثوذكسية ونعتبر بأن تسريبها انما هدفه تفريغ القدس من المسيحيين الذين بقيوا فيها .

تزعجهم اجراس كنائسنا ويزعجهم الحضور المسيحي في مدينتنا المقدسة وهم يتمنون ان نحزم امتعتنا وان نغادر وطننا ولكن هذا لن يحدث على الاطلاق .

نوجه نداء حارا الى الكنائس الارثوذكسية الشقيقة في العالم بضرورة الاهتمام بما يحدث عندنا فالاعتداء على الكنيسة الارثوذكسية في القدس واوقافها انما هو اعتداء على كل الكنائس الارثوذكسية في العالم وعلى الجميع ان يتحملوا مسؤولياتهم الروحية والانسانية والاخلاقية تجاه ما يحدث في القدس .

اما نحن الفلسطينيون ابناء القدس وابناء فلسطين الارض المقدسة مسيحيين ومسلمين فسنبقى شعبا واحدا مناضلا ومكافحا من اجل الحرية ، صلوا من اجل فلسطين لكي تتحقق فيها العدالة المسلوبة والمسروقة والمنهوبة وصلوا من اجل شعبنا الفلسطيني الذي تعرض وما زال يتعرض للنكبات والنكسات والمظالم ."

وضع المطران الوفد في صورة ما يحدث في مدينة القدس ومن ثم رافق الوفد في زيارة لمنطقة باب الخليل حيث عاينوا الابنية الارثوذكسية العريقة التي ينوي المستوطنون الاستيلاء عليها واعربوا عن ألمهم وحزنهم لما شاهدوه معتبرين بأن ما يحدث انما هي خسارة لا يمكن وصفها بالكلمات .

هذا وقد اجاب المطران على عدد من الاسئلة والاستفسارات .

المصدر: القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء -