ونشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية مقالا يتحدث عن الطفل عبدالرحمن، الذي يتلقى الرعاية الطبية في قسم العناية المركزة في مستشفى "صفرا" للأطفال في مركز شبا الطبي في تل هشومير، وهو تحت التخدير ويتنفس بمساعدة الأجهزة الطبية.

وبينما يتلقى الطفل الفلسطيني العلاج، يرابط والده وابن عمه بجانب سريره في انتظار حدوث معجزة، رغم أن ذلك أمرا مستبعدا.

وبدأت قصة عبد الرحمن عندما ذهب إلى البقالة لشراء الحلوى، فاشترى قطعة موز بالشوكولاتة، ورجع إلى بيته، ووضعها في الثلاجة، قبل ذهابه إلى منزل صديقه عند حافة القرية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن النقطة المحورية للتظاهرة الأسبوعية التي تحدث في بلدته لم تكن قريبة، إلا أن قناصا إسرائيليا صوب بندقيته نحو الطفل وأطلق النار، فأصابه برأسه.

وقالت الصحيفة إن الكاميرا المثبتة داخل البقالة التي اشترى منها عبدالرحمن الحلوى، سجلت لحظات ما قبل الحادث المروع، وأظهرت الطفل وهو يتجول بين الرفوف وثلاجة "الآيس كريم"، ويبحث عما يرغب بشرائه، بينما كان يرتدي قميصا وسروالا قصيرا، وهكذا كان يراه قناص الجيش الإسرائيلي، وهو ينظر إليه عبر منظار البندقية المتطورة، قبل أن يضغط على الزناد، ويصيب الطفل في رأسه برصاصة من مسافة 100 متر، لتنفجر إلى عشرات الشظايا في دماغه.

وقد كشف مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان "بتسيلم" نتائج التحقيق الخاصة بإصابة عبد الرحمن، حيث قال في بيان إن "بيان نتائج التحقيق تثبت أن جنديّا أطلق عيارا ناريا وأصاب الطفل عبد الرحمن شتيوي البالغ من العمر 9 سنوات في رأسه حين كان يلعب عند مدخل أحد منازل قرية كفر قدّوم في الأسبوع الماضي خلال التظاهرة الأسبوعية التي يقيمها أهالي القرية، والطفل عبد الرحمن هو الضحية الأخيرة لسياسة إطلاق النّار المنفلتة التي يطبقها الجنود، إذ يستخدمون الأعيرة النارية أيضا في حالات لا تشكّل خطرا عليهم أو على غيرهم".

وأوضح البيان: "في يوم الجمعة الموافق 12 يونيو 2019 نحو الساعة 13:30 خرجت في كفر قدوم تظاهرة يقوم بها السكان أسبوعيا احتجاجا على إغلاق الجيش الطريق الرئيسي الذي يصل القرية بمدينة نابلس مركز المحافظة. يذكر أن الطريق قد أغلقت منذ بداية الألفية في أعقاب توسيع مستوطنة (كدوميم) المجاورة مما أجبر السكّان على استخدام طرق التفافية أطول بنصف ساعة من الطريق المعتادة".

وتابع البيان: خلال التظاهرة رشق بضعة عشرات من الشبان بالحجارة عددا من الجنود المنتشرين على سفوح جبل في أطراف القرية، تفصلهم بضعة عشرات من الأمتار عن المتظاهرين، فأطلق الجنود الرصاص المعدني المغلف بالمطاط نحو المتظاهرين، وخلافا للعادة في تظاهرات كفر قدوم السابقة، فقد أطلق الجنود وابلا كثيفا من الأعيرة النارية".

وقال البيان: "نحو الساعة 14:20 عندما بدأت تتفرّق التظاهرة الرئيسية التي جرت على بعد نحو 200 متر من عبد الرحمن شتيوي، أطلق جندي عيارا ناريا وأصاب شتيوي في رأسه فوقع أرضا على الفور".