الناظر في احوال وأوضاع مجتمعنا العربي الفلسطيني ، يلحظ ويلمس حد الوجع الانحدار والانهيار القيمي الاخلاقي ، والمستوى المتردي الذي آل اليه في السنوات الاخيرة ، وفقدانه القيم الجميلة النبيلة التي كانت سائدة في ذلك الزمن المسمى بـ " الجميل " .
فنحن نعاني من انهيار شبه تام في شبكة المنظومة القيمية والاخلاقية والثقافية والفكرية ، ولم تعد ضوابط ولا كوابح ولا خطوط حمراء . فالعنف يستشري ، والبلطجية تتعمق وتزداد يومًا بعد يوم ، والتعدي على حقوق وكرامات الناس واعمال القتل تتواصل دون مراعاة لأي وازع اخلاقي أو ديني أو قيمي ، على أسباب تافهة وسطحية جدًا ، وباتت تهدد بشطر وتدمير النسيج المجتمعي .
وفي حقيقة الامر أن العلاقات الاجتماعية تكاد تتلاشى ، والنفاق الاجتماعي بات سيد الموقف ، والتفكك الأسري والاحتراب العائلي والعشائري والصراع على السلطة المحلية في استشراء واستشراس ، والفجوة بين الجيل القيد والجديد تتعمق أكثر ، والاهتمام بالثقافة والكتاب والمطالعة في تراجع كبير ، والوعي السياسي الوطني والطبقي والفكري ينحسر بين الاجيال الجديدة ، هذا ناهيك عن التشرذم السياسي والحزبي ، وتراجع دور المثقفين والاكاديميين النوعي والتغييري المسؤول .
باختصار شديد واقعنا مأزوم ، وحالنا مؤسف وموجع ، والمسؤولية تقع علينا جميعًا دون استثناء ، وذلك يتطلب مراجعة نقدية ومكاشفة حقيقية جذرية ، وطرح وايجاد الحلول العملية لهذا الحال الذي وصلنا اليه ، ويحتاج الى تنشئة اجتماعية حقيقية على دعائم سليمة وصحيحة ، واعادة بناء لمجتمعنا على أساس القيم الجمالية والمعايير القيمية التي فقدناها وتلاشت ، فقد دق ناقوس الخطر وحان الوقت لمنع استمرار الانهيار.
بقلم/ شاكر فريد حسن