لم تكن خطوات اللاعب الشاب كريم عاهد بسيسو في عالم كرة القدم شبيهة بأقرانه الذين تعلقوا بهذه اللعبة من خلال ممارستها في الحارات والساحات الشعبية، بل اتخذ لنفسه طريقا مغايرا من خلال التحاقه بأندية وأكاديميات عربية وعالمية.
كريم المولود في ولاية تكساس الأميركية بتاريخ 8-8-1998م تعلق بكرة القدم من خلال شقيقه الأكبر (فائق) والذي اهتم به ورعاه رغم ابتعاده عن الساحرة المستديرة الا انه وضع امله في كريم والذي وجد به شغف كرة القدم.
نقطة تحول
تعلق كريم بكرة القدم ازداد بصورة كبيرة بعد وفاة ابن عمه فاروق ابن الشهيد عاطف بسيسو والذي توفي في فنلندا وهو في ريعان شبابه عندما كان يلعب في احد الفرق الفنلندية، فهو كان بمثابة المثل الأعلى له، ويقول كريم "كانت وفاته المفاجئة صدمة كبيرة بالنسبة لي سرعان ما تحولت الى إصرار من اجل مواصلة الطريق الذي بدأه الراحل فاروق وهو الاحتراف في الفرق العالمية".
في الأردن
بعدما انتقلت أسرة كريم من غزة الى المملكة الأردنية الهاشمية في العام 2006 لعب مع اكاديمية عمان اف سي والتي تعد من اكثر الاكاديميات الكروية تقدما وفازت بدوري الناشئين بالأردن، ويوضح " لعبت مباريات ودية مع الاكاديمية في الأردن والامارات خلال الفترة من 2012-2016م وأرسلوني إلى عدة أندية أتدرب معها وهي الأهلي الأردني وشباب الأردن".
تجربة برشلونية أميركية
وتوجه كيم الذي يشجع فريق برشلونة الاسباني في العام 2014 وخلال إجازة الشتاء الى اسبانيا للتدرب مع فريق سي أي يوروبا بمدينة برشلونة وهو من اقدم الفرق الكتالونية بعد برشلونة واسبانيول.
ويواصل " في صيف 2016م ذهبت إلى أميركا مع أكاديمية آي أم جي أكاديمي وهي من اكبر الأكاديميات في الولايات المتحدة الأميركية وتورد لاعبين لأكبر الجامعات والفرق هناك، ولكن نظرا لظروفي الدراسية اضطررت للعودة الى الأردن لاكمال دراستي، وفي عام 2017 لعبت لفريق يو أي سنت ببرشلونة وتدربت مع فريق الشباب لديه، وبعدها لعبت بكلية أميركية تورد اللاعبين المميزين للدوري الأميركي لكرة القدم".
نظرة مختلفة
اختلفت نظرة كريم لكرة القدم بعد احتكاكه بالكرة الاميركية موضحا "هناك تأسيس جيد للناشئين عكس الجيل السابق الذي لم يتم العناية به بالشكل المناسب ، وسيكون للدوري الأميركي حضور اقوى، وهناك عدد كبير من اللاعبين الاميركيين الصاعدين الذين باتوا يغزون الفرق الأوروبية".
احتراف جزئي
في العام 2018 جاءت فرصة جيدة لكريم بسيسو، والذي يجيد في مركزي صانع الألعاب والجناح الأيسر، للعب في فريق اسباني شبه محترف، ويقول " الفريق هو سي دي ألمونيكار سيتي من منطقة ألمونيكار بمدينة غرناطة، تأسس عام 2013م ولعبت مع فريق تحت 23 عاما لديهم 32 مباراة، وحاليا أنا مسجل في الدوري الاسباني ضمن فريق ألمونيكار بمنطقة غرناطة الكروية".
نظام اليوم الكامل
ويتحدث كريم عن حياة الاحتراف الكروية الصعبة موضحا " نظام التدريب يعتمد على اليوم الكامل والذي يبدا الساعة 9 صباحا وحتى المساء والذي يشمل تدريبات وحصص لغة اسبانية وتناول الطعام وكل ذلك داخل المركز التدريبي للنادي ولمدة ستة أيام في الأسبوع، بمعنى لا يكون الا يوم إجازة وحيد في الأسبوع"، ولذا هو ينظر باحترام لكل لاعب وصل الى مرحلة الاحتراف الكامل لما وجده من صعوبة في هذه الحياة الاحترافية والتي تجعل اللاعب مركزا في كرة القدم فقط دون أي شيء آخر.
خطوة قادمة
وعن خطوته القادمة في عالم كرة القدم أكد كريم بسيسو أنه قرر العودة الى اميركا لاستكمال دراسته في تخصص الهندسة الصناعية حيث يتبقى له عامان، وسيمارس كرة القدم هناك رغم تمسك نادي ألمونيكار به والذي سيقوم من خلال وكالة بريطانية متعاقد معها بمتابعتي للعب هناك.
عائلة كروية
ينحدر كريم من عائلة كروية فوالده عاهد بسيسو كان لاعبا في صفوف نادي غزة الرياضي عميد الأندية الفلسطينية وكذلك لعب فترة قصيرة مع الأهلي المصري ولكن ظروف الدراسة منعته من استكمال مشواره الكروي.
ويقول بسيسو الوالد " زاملت في غزة الرياضي اللاعبين الكبار إسماعيل المصري وناجي عجور وزكريا مهدي ومحمد غياضة وغيرهم".
وحول نجله كريم ومستقبله الكروي يؤكد " يوجد لديه إصرار وشغف كبير بكرة القدم وهو شاب ملتزم ومنضبط ومنظم الى ابعد الحدود وكل ذلك سيوصله الى هدفه الذي يريده ويضحي من اجل تحقيق هذا الهدف، الى جانب وقوف الاسرة الى جانبه وخاصة والدته التي تشجعه".
المهد الكروي
عضو المكتب التنفيذي لاتحاد كرة القدم سابقا الخبير الرياضي سعد حاكورة تحدث عن النجم الواعد كريم بسيسو قائلا "استطيع القول أن كريم ربما من القلائل أو الوحيد الذي انطلق من مهده الكروي وصولاً إلي وضعه الآني المتألق والذي صاغ سطور سيرته الذاتية الدولية فيه بإلتزام وصبر و احترام لنظام حياته الموضوع من قبل الخبراء والتخصصيون في عالم الأكاديميات الكروية الكبيرة".
وأضاف حاكورة "أعتقد أن الطريق للنجومية المستقبلية القادمة لكريم كنجم واعد في منتخباتنا الوطنية الدولية ربما تكون سالكة ومفتوحة لتحقيق حلم حياته في تمثيل الوطن والعلم الفلسطيني في المحافل العربية والآسيوية والدولية".
وأكد ان "كريم كان هادئاً ومتمكناً بألمعيه وثقه وسيواصل بالصبر والأمل والإصرار علي تحقيق حلم حياته بالدفاع عن ألوان العلم الفلسطيني بكل العنفوان الهادر والقريب التحقيق والتنفيذ".
غزة- كتب / عاهد فروانة