كثيرة هي المناسبات التي تذكرنا بأصل الإرهاب في المنطقة كتفجير فندق الملك داود في القدس ومجزرة دير ياسين وغيرهما . هذه الأيام وتحديد في الثالث والعشرين من تموز عام 1946 كان فندق الملك داود في القدس على موعد مع عمل ارهابي فظيع ، في عملية نفذتها منظمة الآرجون الصهيونية . كان الفندق في عهد الإنتداب البريطاني على فلسطين المقر الرئيسي للإدارة البريطانية المدنية ، التي احتلت جناحه الجنوبي . الارهاب الصهيوني وصل آنذاك ذروته عندما اصدر مناحيم بيجن زعيم منظمة الارجون الارهابية تعليماته بنسف الجناح الجنوبي للفندق ليسفر التفجير عن مقتل 91 موظفا وزائرا من المدنيين، بينهم 41 عربيا، و28 بريطانيا ، و17 يهوديا ، وكان الدمار الهائل الذي أحدثه التفجير في الفندق وعدد الضحايا الكبير، نتيجة طبيعية للتطور في العمل الإرهابي الذي مارسته منظمات الارهاب الصهيونية ، ضد الأهداف المدنية في فلسطين ، ولم يكن نسف الفندق نهاية المطاف، فبفضل بيغن نفسه، ظهر على مسرح الارهاب أسلوب السيارات المفخخة التي استخدمتها منظمات الارهاب اليهودي خلال عامي 1947 – 1948
وللمفارقة نظم مركز مناحيم بيجن للدراسات مؤتمرا في الذكرى الستين لتفجير الفندق في نهاية شهر يوليو 2006، وعلى هامش المؤتمر نظمت زيارة إلى الفندق لمن بقي على قيد الحياة من أفراد الارغون الذين شاركوا في تخطيط وتنفيذ ذلك العمل الارهابي ، حيث خاطب بنيامين نتنياهو المؤتمرين مشيدا بذلك العمل الإرهابي، ومدعيا بان منفذيه تحلوا بالأخلاق الواجبة عندما اتصلوا بالمسؤولين البريطانيين في الفندق وحذروهم من وجود قنبلة ستنفجر في الفندق . وانتهى ذلك المؤتمر بوضع لوحة تذكارية على مدخل الفندق تمجد ذلك العمل الإرهابي ، الأمر الذي آثار في حينه حفيظة السفارة البريطانية في تل أبيب، التي عبرت عن استياء حكومة جلالة الملكة من إحياء إسرائيل لذكرى عمل إرهابي، لا يختلف اثنان على طبيعته.
مناجم بيغن ، الذي أطاح بحزب العمل نهاية سبعينات القرن الماضي واصبح رئيسا لحكومة اسرائيل علق على ذلك العمل الارهابي قائلا ً: لقد حاولت دعاية العدو أن تلطخ أسماءنا، ولكنها في النتيجة ساعدتنا، فلقد طغى الذعر على العرب. بدون دير ياسين ما كان ممكناً لإسرائيل أن تظهر إلى الوجود ، أما وريثه في الارهاب ، بنيامين نتنياهو فقد اختار هو الاخر الاحتفال بالعمل الارهابي في فندق الملك داود بوضع لوحة تذكارية على مدخله تمجد ذلك العمل الارهابي . متى يدرك جيسون غرينبلات وأركان الادارة الأميركية أن دولة الاحتلال الاسرائيلي قبل وبعد قيامها لم تكن في يوم من الايام ضحية ، كما يزعم بل هي قامت على الارهاب وما زالت تمارسه وترعاه.
بقلم/ تيسير خالد