كشفت "مجموعة مكلاتشي" الصحفية الأميركية أنه وبتوجيه من جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومستشاره لعملية السلام المعروفة بـ "صفقة القرن"، "تقوم الوكالات الحكومية الأميركية المختلفة بجمع بيانات حول وسائل الإعلام العربية للتعرف على كيفية تغطيتها لعملية السلام في الشرق الأوسط".
وبحسب التقرير، تم رصد ما يقرب من 50 مؤسسة إعلامية في العالم العربي من قبل الحكومة الأميركية ، لتقييم تأثيرها على القراء والمشاهدين وذوي الرأي وتحديد مواقفها تجاه السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وفقًا لتقارير مشتركة بين الوكالات "تم مراجعتها حصريًا بواسطة مجموعة مكلاتشي" .
وبحسب التقرير، قال ثلاثة من كبار المسؤولين في الإدارة الاميركية إن الغرض من مشروع كوشنر هو "التواصل مع السكان المحليين بأكبر قدر ممكن من الفعالية - لفهم أفضل "لما يقود الشارع " في جميع أنحاء العالم العربي ، حتى يتمكن كوشنر وفريقه من استهداف اتصالاتهم " ناسبة لأحد المسؤولين الكبار في الإدارة قوله "الفكرة هنا هي أننا قضينا الكثير من الوقت في وضع خطة سياسية واقتصادية ، وقد أردنا تخصيص نفس القدر من الوقت في فهم البيئة الإعلامية الإقليمية" لكي نتعرف على ما الذي يقود الشارع؛ لذلك أردنا أن نفهم ماهية الأصوات والمنافذ المؤثرة ، وهكذا بحثناهم، وصنفناهم. وما وجدناه هو أن الكثير من المنافذ التي كانت معادية لأمريكا أو معادية لإسرائيل في الماضي لم تكن لديها اتصالات مع الحكومة الأميركية".
وبحسب مكلاتشي، فإن التقارير تنقسم إلى فئتين: فئة تقوم بتقييم الاستهلاك العام للأخبار في كل بلد في المنطقة، بما في ذلك التوزيع حسب العمر واستخدام الإنترنت والنسبة المئوية للأشخاص الذين يحصلون على معلومات على الأجهزة المحمولة أو الصحف أو التلفزيون. أما النوع الثاني من التقرير، فيفحص وسائل الإعلام المحددة ، ويقيٌم حياد كل مؤسسة في كيفية تصويرها لسياسة الولايات المتحدة ، وتقييم تأثيرها وإدراج ملكيتها، بناءً على تحليلات من وكالتين حكوميتين تفحصان المواد المتاحة للجمهور.
واكتشف فريق كوشنر أن انتشار الهواتف المحمولة بين الفلسطينيين مرتفع لدرجة أن الأغلبية يحصلون الآن على أخبارهم بواسطتها أثناء الانتظار في طابور للذهاب عبر الحواجز الإسرائيلية المتعددة.
وتتم مراقبة الإعلام العربي، خاصة الفلسطيني، من خلال "برامج لاقطة" باللغتين العربية والإنجليزية من منافذ إقليمية من خلال برنامج آلي يقوم بنسخ مجموعة من الكلمات الرئيسية ومن ثم التدقيق فيها ، وبعد ذلك، يتم التقاط مقاطع مدتها دقيقة حول كل كلمة مقيمة على أنها "كلمة رئيسية" أو مثيرة للاهتمام ، ومن ثم يقوم فريق من الخبراء الحكوميين بمراجعة المواد لتعيين درجة حيادها والتي تقيس مدى إيجابية أو سلبية المحتوى (بالنسبة للولايات المتحدة)، وبعد ذلك يتم حساب متوسط هذه الدرجات لتوفير تقييم عام لتغطية كل منفذ ، مما يسمح للحكومة بتتبع ما إذا كانت التغطية تتحسن بمرور الوقت.
ويستخدم الأسلوب ذاته مع وسائل الإعلام المطبوعة والمواقع الإلكترونية.
وقال مسؤولون لمكلاتشي إن سفارات الولايات المتحدة الإقليمية والمتحدثين باللغة العربية من وزارة الخارجية يشاركون في جهود التواصل.
ويقول أحد الخبراء الذين عملوا في السابق في "وكالة المعلومات الأميركية" لـ "القدس" إنه "ليس جديداً من حيث المبدأ، حيث تقوم الحكومة الأميركية بتجميع وسائل الإعلام الأجنبية وترجمتها منذ أكثر من 50 عامًا ، بدءًا من خدمة معلومات البث الأجنبي ثم فيما بعد باستخدام "مركز المصادر المفتوحة" ، لتحليل المواد من أجل قيمتها الاستخباراتية" وهي نفس الأساليب المستخدمة للتنصت والتجسس.
وأضاف: "فريق السلام الأميركي اتخذ خطوة إضافية في طلب تحديثات منتظمة مبنية على البيانات حول رأي وسائل الإعلام العربية واستخدام تلك المعلومات لتشكيل مجموعة من السياسات، مستفيداً من التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال".
وبحسب مكلاتشي، فإن الأولوية القصوى لكوشنر هي استهداف وسائل الإعلام العربية الأكثر نفوذاً، بغض النظر عن رصيد تغطيتها، لكن نتائج الحياد وفرت نظرة ثاقبة حول كيفية التعامل مع كبار الصحافيين والمديرين التنفيذيين للإعلام وفهم ولوسائل الأفضل التي يمكن من خلالها تحسين صورة الولايات المتحدة التي ينظر إليها أغلبية العرب بسلبية.
يذكر أن الإدارات السابقة استخدمت الوسائل نفسها، فقد عملت إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش على تحسين صورتها في العالم العربي في إطار غزو واحتلال العراق، وتبرير عدوانها أمام الشعوب العربية، فيما عملت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما الشيء ذاته لقياس رضا شعوب المنطقة عن الاتفاق النووي الإيراني.حسب تقرير لصحيفة "القدس" الفلسطينية.