احتفلت السفارة الفنزويلية في المملكة الأردنية الهاشمية بذكرى استقلال فنزويلا الذي يصادف يوم 24/7 من كل عام، وكان لنا شرف الحضور في هذا الاحتفال، بالإضافة إلى نخبة من المثقفين الأردنيين من اجل مؤازرة فنزويلا ضد الامبريالية الأمريكية، والاحتفال مع الفنزويلين بمبادئ وأُسس الاستقلال الذي وضعه سيمون بوليفار وسار على نهجه الراحل شافيز ومادورو، وقد قام السفير الفنزيلي بشرح مختصر عن تاريخ فنزويلا، وهذا كان له الأثر الايجابي بالتعريف عن هذه البلد وما تعيشه هذه الفترة؛ ومن الأردن ألقى كل من الدكتور محمد فرج والدكتور عصام الخواجا كلمتين منفصلتين للتعريف بفنزويلا ومواقفها المشرفة مع العالم المضطهد برغم الضغوطات الأمريكية عليه، وكان الحفل بنّاء بأن زاد للضيف معلومة جديدة عن هذا البلد.
هذا الاستقلال جاء من اجل الحفاظ على وحدة فنزويلا من أي تدخل خارجي من قبل الدول المتربصة بها، وتحديداً الولايات المتحدة الأمريكية من اجل الهيمنة على النفط الفنزويلي الذي يُعتبر من أجود أنواع النفط على مستوى العالم.
وسار الراحل شافيز منذ استلامه الحكم برغم الضغوطات والانقلابات التي تمت ضده من قبل المعارضة الفنزويلية في حينه، وهذه المحاولات باءت جميعها بالفشل، علماً بأن الشعب الفنزويلي كان دائماً يسير خلف الحرية المُطلقة وخلف القائد الذي اخذ على عاتقه محاربة كل طامع في خيرات هذا البلد، ووضع مقدرات الدولة للشعب فقط ويرفض أن تدار أمور دولته من الخارج أو الانصياع لأي دولة كانت.
وأيضاً تبنى هذه النهج مادورو لتبقى فنزويلا دولة مستقلة، ووقوفها بوجه أمريكا، والتفاف الشعب والجيش حول مادورو في وجه الانقلابيين، عزز موقفه في محاربة الاستعمار وعدم تدخل أي دولة أو الهيمنة أو السيطرة على نفطها كما تفعل أمريكا مع الدولة التي تسيطر عليها.
وفي خضم الضغوطات الأمريكية ومحاولتها دعم الانقلابين في فنزيلي، فجميع هذه المحاولات فشلت أمام إرادة شعب برفض الاملاءات الخارجية، وهذا الفكر كان يحمله سيمون بوليفار منذ عشرات السنيين، والقائد الذي يحكم فنزيلا يختاره الشعب وهو متمسك بأفكار ونهج بوليفار، وتعتبر منهجيته في حكم البلاد رفض الاستعمار أو السيطرة على مقدرات البلد.
هذا الوضع الذي تعيشه فنزويلا برغم الضغوطات الهائلة عليها تبقى القضية الفلسطينية هي القضية الرئيسية بالنسبة للقيادة الفنزويلية، نظراً لما يعانيه الشعب الفلسطيني من الاستعمار وما عاناه الشعب الفنزويلي، ويعتبرون من المدافعين عن فلسطين برغم بُعدها الجغرافي واختلاف اللغة والديانة، لكن الاستعمار هو استعمار للعقل والفكر والأرض، وكل ما يتعلق بحضارة دولة مهمة مثل فلسطين يتم القضاء عليه ومحوه من الوجود، وفنزويلا لا تقل حضارة عن أي دولة كانت في هذا العالم.
ما كان واضحاً في الاحتفال بذكرى استقلال فنزويلا، بأن من يستلمون الحكم في فنزويلا يسيرون على نفس النهج، وهو رفض الاستعمار بكافة أشكاله، والمدافعة عن الدولة يكون من قبل الحكومة والشعب، والشعب يُساند الحكومة لتبقى الدولة مستقلة دون أي تدخل خارجي.
الشعوب العربية الحُرة تقف ضد الاستعمار بكافة أشكاله، وتدعم الدول التي تحارب هذا الاستعمار، وكان هذا واضحاً من خلال الدعم الشعبي والعالم الحر لمادورو ضد الانقلابيين المدعومين من أمريكا، سواء كان ذلك من خلال خروج مظاهرات ضد هذا الانقلاب، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر فلسطين الذي رفضت هذا الانقلاب من خلال مظاهرة ضخمة في فلسطين برغم الاحتلال الذي تعيشه ومحاولة تطبيق صفقة القرن.
بقلم/ محمد الكيلاني