قرأنا العديد من المقالات لبعض الشخصيات المحسوبة على حركة حماس والتي حاول فيها كتاب مثل هذه المقالات أن يتحدثوا ...وأن يقتربوا مما يقال لدي الرأي العام في محاولة للتخفيف من حده الأزمة واعطاء بارقة أمل ...وضوء في أخر النفق أن هناك حراك داخلي ...واجتهادا لتصويب المسار واستخلاص العبر والاستفادة من دروس التجربة ....بما يفيد ..وبما يعزز من صوابية الطريق بعد أن وصلنا الي حافة الخطر الشديد والضياع المنتظر!!! نتيجة طبيعية لحالة داخلية لا زالت تتأكل وتعاني من مرض الانقسام ...وخطورته الشديدة!!! .
بكل الأحوال ومن خلال القراءة لمقال الدكتور أحمد يوسف أستنتج ما يؤد قوله بحسب عنوان مقالته المعنونة ( حماس في مشهد الحكم والسياسة ..محاولة لم تكلل بالنجاح ) ....محاولة من الكاتب بمكانته وخبراته من ايصال العديد من الرسائل التي أري أنها هامة وتخدم مقاصد الكاتب
أولا : رسالة لمؤسسات الحركة وقياداتها بعد تكرار الرسائل الداخلية والتي لم يكن هناك من الردود الكافية..... لذا يري الكاتب أن اطلاق مثل هذه الرسالة أو المقالة بصورة علنية ومفتوحة للرأي العام ولذوي الامر والاختصاص قد يشكل أهمية اضافية .
ثانيا : ان حركة حماس بداخلها من الاجتهادات والتباينات التي تزيد من قوتها ولا تضعفها كما حال الكثير من القوي السياسية وهذا ما يميز من وجهه نظر الكاتب الحركات الاسلامية .
ثالثا : ان مجمل الانتقادات الواردة والتي لم ترد حتى الان بسياسة حماس ومواقفها لا زالت على طاولة مؤسساتها الشورية ولم يؤخذ بها من قرارات حتى الان .
رابعا : ان سياسة حركة حماس وحصادها بعد سنوات طويلة لا يفيد قوة حاضرها ولا حتى مستقبلها السياسي... وعليها أن تغير من نهجها وسياساتها بما يتوافق والرؤية الشمولية لكافة المتغيرات ووفق كافة الحسابات السياسية .
خامسا : ما لا يود قوله الكاتب بصراحة أن حصاد الاخوان المسلمين ومنذ التأسيس وبرغم السنوات الطويلة لم يحقق ما يطمحون به لأنهم لم يتعلموا من الدروس واستخلاصات التجربة والمشهد الخارجي كما الداخلي يؤكد الكثير من الحقائق .
سادسا : هناك بالتأكيد المزيد من الاهداف من وراء مثل هذا المقال العلني والموجه بصورة مباشرة لأصحاب القرار وللرأي العام لكن بالتاكيد هناك ما هو خارج العلن والمضمون الذي جاء عليه المقال ....وكما يقال فالمعني في عقل الشاعر !!
بكافة الاحوال نتعاطى مع مثل هذه المقالات الموجهة والتي فيها الكثير مما يرضي الرأي العام على اعتبارها مادة اعلامية نخضعها للتحليل وابداء الرأي.... لتأكيد المؤكد وفي هذا فائدة كبري يتم البناء عليها ونحرص على أن تكون مادة نخاطب من خلالها الرأي العام لتوضيح الحقائق ومحاصرة السلبيات ..... وحتى نجعل مما تم طرحه عبر سنوات طويلة ما يؤكد على صحة ما قيل..... ومن خلال الاعتراف الضمني والعلني بما تم ارتكابه من أخطاء ..وما تم ممارسته من سلبيات .
جيد تعدد الأراء والتحليلات حتي من داخل الحركة الاسلامية بما يفيد ويؤكد أن كل شي قابل للاجتهاد والتغيير ......وأن السياسة ومن يريد أن يعمل بها لا يوجد بداخلها ما هو ثابت وجامد .....حتى داخل الحركات الاسلامية وما أكثر تغيراتها وتقلباتها ....ولكن لا نريد التغيير بعد خراب مالطا !! ....كما قيل .
الكاتب : وفيق زنداح