نحن جزءا هاما واساسيا من ثقافة أمة ... لتاريخ ممتد وما يحكم العلاقة من عوامل وروابط لا تنفصل ولا يشوبها شائبة من مغرد لا يقدر قدرنا ولا يعرف قدرتنا .
جزء من ثقافة ومجموعة من القيم التي تحكم السلوك وتحدد التصرفات وتعزز من اواصر العلاقات .
فنحن لسنا بزائرين او مهجرين من مناطق بعيدة ... بل نحن تراب الارض ... وقمم الجبال ... وجذور الزيتون والنخيل ... نحن عمق التاريخ بجذور المقدسات التي تتواجد على هذه الارض التي ندافع عنها ونحافظ عليها .
قدرنا بالتواجد على هذه الارض مند الاف السنين باعتبارنا الكنعانيين الاوائل وبما نشكل من ثقافة وحضور تاريخي مستمر .
قدرنا ان نكون مستهدفين بوجودنا وعلى ارضنا وعبر تاريخنا .. وان تسلب حريتنا ... وان تدنس مقدساتنا ... وان نهجر ونقتل أمام كافة الاعين ... ممن هم من خارج الارض الذين أتوا لشيطنتها وافسادها وادخالنا في أتون صراع ممتد .
حركة التاريخ وتغيراته وتقلباته وقد شكلت محور الخير ... كما تشكل محور الشر بمحاولة شيطنة المنطقة وسلب حقوق اهلها .. وجعلها بموقف الدفاع عن النفس أمام كل هجمة شرسة ومخطط كوني أراد ان يقتطع من ارضنا وان يسلب خيرات بلادنا .
قدرنا ان نكون على هذه الارض وبموقف الدفاع عنها ونحن جزء من أمة نعتز بها ولا نبالغ بتمجيدها وبما نشكله من سياجا حاميا ومانعا من محاولة سيطرة الاغراب على كل بنى الاوطان .
نحن لا نعطي لأنفسنا قدر اكبر من واقعنا المؤلم ... ولا حتى تاريخنا العاصف ولا نضخم بما لدينا من قدرة واقتدار بما يزيد عن غيرنا من ابناء عروبتنا .. لكننا وبلا شك بحكم تجربة ممتدة فيها من المرار والعذاب والتضحيات والبطولات لأكثر من مئة عام ... تولد لدينا ربما ما لم يتولد لدى غيرنا .
ليس بهذا القول نظرة فوقية نحاول ان نميز فيها انفسنا عن غيرنا ... لكنها مميزات تشكلت بفعل تجربة طويلة وظروف قاسية وأمال تتجدد مع كل محنة او منعطف بفعل واقع مرير وحسرة ملازمة لنا في ظل أمال متجددة لا نستطيع اسقاطها او تجاوزها او القفز عنها والتي تشكل سر البقاء والوجود والاستمرار برغم قسوة الظروف وشدتها وضراوتها .
نحن جزء من امة عربية نعتز بها ونفاخر بالانتماء اليها ... ولم نكن في يوم من الايام ناكرين لجميل او متعارضين مع وفاء مسبق او وقفة صدق معنا ... بل العكس تماما فلقد ترسخت في ثقافتنا وتربيتنا وتاريخنا أننا دائمي الشكر والعرفان لامة العرب التي نحن منهم واليهم ... وان كل ما يعكر او يحاول المساس بتجليات المشهد وثقافته وجذوره التاريخية وبريقه القائم ليس له علاقة بنا ... كما ليس له علاقة بأشقائنا ... وهذا ما ينسحب على أي مدون يحاول المساس بنا ... واستغلال حرصنا .. ومحاولة القفز على ظروفنا القاسية ومدى حاجتنا الى كافة الايادي العربية الممتدة بخيراتها ومساعداتها بحكم ظروف قاسية تتطلب واجب الوفاء للشقيق أمام الشقيق .
قدرنا ... وقدرتنا ... لن تمسها الظروف مهما اشتدت ضراوتها ... وتقلبات الزمن ومهما تسارعت العواصف والرياح والانواء ... بل سنزداد قوة وقدرة .
ونحن أمام هذا التطور الحادث على صعيد شبكات التواصل والتكنولوجيا المتقدمة والتي تتسارع باتصالاتها وتأثيراتها من خلال شبكات التواصل بكل ما فيها من تقنيات حديثة وانجاز بشري وانفتاح كوني غير مسبوق نحن وامتنا جزء ممن يستورد هذه التقنيات ... ولسنا جزء من المصنعين لها ... نقوم على استخدامها بما يحكم ثقافة كل منا ومن خلال ضوابط شخصية لا رقابة عليها ولا تحكم بها .
تعود الاستخدامات بما يحكم كل شخص من ثقافة ووعي وقدرة على التمييز ومعرفة مسبقة ان الكلمة وقولها ونشرها لها ابعادها ودلالاتها ... لها فوائدها كما اضرارها .
نحن وامتنا وقد استخدمنا التكنولوجيا الحديثة في ظل ما هو قائم من وعي وثقافة وقدرة على التمييز ولم يصاحب الوجود التكنولوجي حالة من الوعي الاضافي حتى تتوازن التكنولوجيا الحديثة مع حالة الوعي المستخدم مما افرز بعض السلبيات واوجد الكثير من الاخطاء ربما تكون غير مقصودة لدى الاغلبية وربما يستغلها البعض من اصحاب الاهداف الخاصة .
واجب الاعلام بكافة وسائله ان يقلل من الفجوة او الهوة القائمة التي يتم من خلالها استغلال هذا التطور التكنولوجي بمحاولة التطاول والاساءة التي نرفضها ولا نقبل بها .
قدرنا وقدرتنا ان نكون في عين العاصفة ... وامام كل اهتزاز في صورة المشهد لكننا برسالتنا نؤكد على مجموعة الثوابت والقيم التي لا تهتز ولا يتم التنازل عنها تحت أي ظرف من الظروف لأننا جزء من امة ونعتز بعروبتنا وبعلاقتنا مع كافة الاشقاء .
بقلم/ وفيق زنداح