لم يمر وقت طويل علي مؤتمر المنامة او كما اطلقت عليها ادارة ترامب ورشة المنامة التي خصصت لعرض الشق الاقتصادي للصفقة وبحث سبل تمويلها , لم يمر كثير من الوقت حتي اعترفت الادارة الاميركية بفشل الورشة تماما ولم تتمكن من تحقيق اي نجاح علي صعيد المسالة الفلسطينية ,ما عرض لا يعدو اكثر من افكار خيالية رخيصة يعتقد من خلالها فريق ترامب انه سيغري الفسطينين بالمال ويشتري ثوابتهم بمشاريع وهمية لا اساس لها لن يكتب لها النجاح باي شكل من الاشكال بل ان مجمل الصفقة التي يتحدثوا عنها هي صفقة فاشلة لن تكتب لها الحياة لانها بنيت علي معايير تحقق لطرف واحد البقاء والقوة والهيمنة والاستمرار في ممارسة كل موبقات القوة المحتلة وتسخير الشعب الفلسطنيني والثروات العربية لخدمة المشروع الصهيوني . لعل اوصول فريق البيت الابيض المنطقة وقيامه بجولة جديدة ياتي اليوم لادراكة فشل كل المساعي لاقناع بعض الاطراف الاقليمية توفير المال ليحقق مشاريعه ويقنع الفلسطينيين بالقبول , انها محاولة لايجاد مفتاح ولو معنوي صغير لكل للصندوق والابواب المغلقة في وجهه.
لم يتوقف فريق ترامب الفاشل عن البحث في آليات ما تتيح له فرصة تهيئة الاجواء والمحيطات الاقليمية تمكنهم من الاعلان عن الصفقة او حتي تمرير بعض المشاريع الاقتصادية التي باتت قد تستخدم كطعم للفلسطينين وبعض دول الطوق ليقعوا في الفخ ,لم تتوقف محاولات الفريق عن التفكير في جر الفلسطينين الي الفخ بسبب رفضهم القاطع والنهائي لمجرد الاستماع لافكار الفريق الامريكي فيما يتعلق بخطة انهاء الصراع الذي يتعامل معه فريق ترامب على انه نزاع والغريب ان هذا الفريق يخطئ كل يوم في تقدير الموقف الفلسطيني وحتي العربي ويخطئ اكثر عندم يعلن عن اعادة صياغة مفردات الصراع ويعرفها حسب المنظور الصهيوني وبالتالي يقدم مصطلحات جديدة تؤكد ما تضمره الادارة الامريكية من شر للقضية الفلسطينية تصفي من خلاله الصراع بالطريقة التي تحقق المشروع الصهيوني الكبيرفقط دون اي حقوق سياسية للفلسطينين او اي سيادة على الارض أوالتمتع بهوية فلسطينينة مستقلة . كلما ذادت محاولات الفريق الامريكي كلما ايقنا انهم لم يحققوا شيئ على الارض حتي لو ضمنوا نصف العرب وجمعوا ال 50 مليار دولار في صندوقهم ثمن فلسطين , ما دام صاحب القضية و وصاحب الكلمة الاولي والاخيرة وهو الشعب الفلسطيني يرفض فلا اعتقد ان موافقات ما وراء الستار واسفل الطاولة والصناديق المالية الكبيرة يمكن ان تجدي نفعا او تاتي بنتائج ايجابية .
الفريق الامريكي ياتي اليوم اكثر وضحوحا من ذي قبل ياتي على قاعدة التحريض بان الصفقة هي التي ستنقذ العرب من الغول الايراني اما ان تقبلوا الصفقة او ان هذا الغول الايراني امامكم ونترككم امام انيابه القاتله , والدليل علي ان فريق ترامب ياتي اليوم بهذه اللغة والعقلية هو ضم الموفد الامريكي الخاص بالملف الايراني (براين هوك ) الذي قاد جهود الولايات المتحدة مع اوروبا واسيا لاقناعهم بوقف استيراد النفط الايراني واليوم ذات الشخص يصطحبة كوشنر ليتحدث بلغة التحريض والتخويف والتحزير من الخطر الايراني المهدد لكل الخليج العربي والذي يمارس الان حربا بلا هوادة علي ممرات نقل النفط بالخليج العربي . جاء ليسوق الصفقة مستخدما التهديد الايراني الجديد في المنطقة اما الصفقة واما الغول الايراني وهذه محاولة سخيفة فارغة من كوشنر للتاثير على العرب وخاصة السعودية ومصر والاردن ليحقق الدعم المطلوب والضغط علي الفلسطينين لقبول القدوم الي الغرفة التي هو سيدها , ولعله يعتقد ان مفتاح الممر الحقيقي لصفقته يكمن في التلاعب بمصير المنطقة الذي بات يغلي بسبب التدخل الامريكي في شئونها وامنها واستقرارها بالاتفاق او عدم الاتفاق وتقاسم الادوار مع ايران نفسها .
كوشنر قادم للبحث عن صندوق ومفتاح ,صندوق للمال ومفتاح لتسويق الشق السياسي لصفقتة ميتة لكنه ياتي بحيلة جديدة وهي اللعب على وتر تهيديدات الخليج والتوسع الايراني ليحقق من خلال ذلك ما يريد وويأتي العرب له بالمفتاح , ويعتقد كوشنر انه يستطيع ان يوظف ادوار اردنية مصرية سعودية تضغط على القيادة الفلسطينية لقبول الصفقة او حتي ابداء ليونة ما للتجاوب مع مقترحات فريق ترامب بخصوص البيع الرخيص للحق الفلسطينين , قد يمتلك كوشنر الصندوق لكن المفتاح سيبقي بيد الفلسطينين ولن يحصل عليه مهما حاول استخدام حيله ومكرة واساليبه الخبيثة التي يعتقد انه سيوظف ضغط العرب لياتوا له بالمفتاح من الفلسطينين ليفتح الصندوق ويخرج ما بداخله من اموال واوارق تصفي قضيتهم , حيلته مكشوفة وجولته فاشلة كسابقاتها فلن يمتلك الصندوق واذا ما امتلك الصندوق سيبقي المفتاح هنا في القدس اذا سحب سيده والدة المزيف ترامب اعلانه ان القدس عاصمة لاسرائيل واعلن ان الصراح سيحل عبر مبدا حل الدولتين ويعترف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود 1967 ويضغط على اسرائيل لقبول انهاء الاحتلال اعتقد ان كوشنر سيمتلك المفتاح الذي يمكنه من فتح كل الابواب بما فيها الصندوق الذي جاء من اجله اليوم .
بقلم/ د.هاني العقاد