التفكير واستخلاص النتائج من خارج الصندوق الذي يحتوي على جملة من التصريحات النارية و بكل ما فيها من صوت مرتفع ودموع تسيل ... ومال يتدفق ... واشعارنا بأن هناك من هم معنا ... وهم بالحقيقه وبصورة مباشرة او غير مباشرة يصطفون لصالح سياسة اعداءنا والمحتل لارضنا والمغتصب لحقوقنا ... وحتى السارق لاموالنا والمهدد لوجودنا .
الدول الثلاثة بكل تاريخهم وحقيقة مواقفهم يؤكدون على علاقة لا يشوبها شائبة على مهادنة وود يصل الى حد التبادل التجاري والتنسيق الامني وبدرجة عالية لاجل مصالحهم وما يحكم استيراتيجية وجودهم .
ايران ومنذ حكم الشاه كانت على علاقة استيراتيجية باسرائيل والولايات المتحدة .. وقد شكلت هذه الدولة خنجرا بخاصرة الخليج العربي والعراق ... وما شهدته تلك المنطقة من مواجهات عسكرية وحرب ايرانية عراقيه اكدت على تلك السياسة والتي مهدت الطريق الى ما حدث بعد ذلك من حرب الخليج وضرب واحتلال العراق وتغيير موازين القوى داخل المنطقة بخسارة قوة العراق وحكمه الوطني والقومي .
تركيا ومنذ عقود طويلة حليف استيراتيجي لاسرائيل وللولايات المتحدة وتسعى لان تكون من دول الاتحاد الاوروبي ومن ضمن حلف الاطلسي ... ومساعي تركيا حتى ما بعد ما طرأ على نظام حكمها وتولي الاخوان مقاليد الحكم لم يغير كثيرا من استراتيجياتها السياسية والعسكرية والاقتصادية مع الاختلاف بطبيعه الشعارات والمقولات التي لا يمكن ان تمر الا على من يريد ان يصدقها !!!! .
حال تركيا كما حال ايران ... وان اختلفت الشعارات والاصوات وحتى التهديدات ... فما شهدنا ولا زلنا نشاهد من وجود تركي وعدوان قائم في شمال العراق ... كما شمال سوريا .. وما يجري من تدخل يتناقض مع علاقات الجوار والقانون الدولي .
وكما تركيا وتدخلها ... كانت ايران وتدخلها بالعراق .
التدخل التركي تحت مبررات وذرائع مواجهة حزب العمال الكردستاني بشمال العراق والتواجد الكردي بشمال سوريا .
باختلاف السياسة المعلنة وطبيعة الخطاب السياسي والاعلامي ما بين فترة واخرى وبحقيقة المواقف ... نجد ان ما يقال عبر الخطاب الايراني من مناهضة اسرائيل وتهديدها ومساندتنا فيه الكثير مما يقال لان من يناهض اسرائيل لا يمكن ان يكون مساعدا بصورة مباشرة او غير مباشرة على زعزعة استقرار الاقطار العربية وحركة الملاحة بالخليج كما ان من يريد مساعدتنا لا يمكن ان يضعف القطر السوري وان يتأمر عليه كما تفعل تركيا .
خارطة المواقف وحقيقتها ومن خارج الصندوق المليئ بالتصريحات المناهضة لاسرائيل والمهددة لها نجد ان هناك الكثير من المواقف التي تخدم السياسة الاسرائيلية وتوفر لها سبل التقدم والغطاء لكي تصل اسرائيل الى مرحلة التطبيع مع بعض دول الخليج التي تخاف ايران وتهديداتها وتريد ان يكون لها حماية أمريكية واسرائيلية من الغول الايراني في ظل سياسة ايرانية لا زالت لا ترسل برسائل ود واطمئنان بل تعمل على التحرك العسكري والتهديد بطرق الملاحة والسعي لامتلاك الاسلحة الفتاكة واستعراض قوتها العسكرية .. مما يمهد الطريق لاسرائيل للتواجد بمنطقة الخليج والاستعانة بها .
هذه حقيقة واقعه حتى وان كانت ايران وبحسب خطابها السياسي والاعلامي لا تعمل عليها لكن الامور بنتائجها وبمقدماتها التي تحقق مثل هذه النتائج المضرة بقضيتنا الفلسطينية وحقوقنا العربية .
وكما ايران ونتائج سياستها ... كانت تركيا وبحكم سياستها ومواقفها تخدم على السياسة الاسرائيلية ولا تتناقض معها لاعتبارات لها علاقة بطبيعة العلاقة التركيا الاسرائيلية وتحالفاتها في الكثير من القضايا والمساعي التركية الدائمة لان تكون جزءا من الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي وتوجهاتها للشمال لتحقيق مصالحها ... كما توجهاتها للجنوب لزيادة تخلفه واحتياجه وتفككه وهذا ما حدث على صعيد ما يسمى بالربيع وما تلى ذلك من سياسة تركية بالعديد من الاقطار العربية وكما ايران وتركيا وسياستهم ومدى التناقض الواضح والفاضح ما بين خطابهم السياسي والاعلامي وما بين حقيقة ما يجري من سياسات قد تخدم بصورة مباشرة او غير مباشرة على الموقف الاسرائيلي ... كانت قطر أحد اللاعبين الرئيسيين والممولين بحكم ما لهم وعليهم من مهام ومسؤوليات بحسب ما يخطط لهم من اداء دور مالي يساعد على احداث التوترات والاختناقات وحتى الاشتباكات وهذا ما تأكد بمرحلة الربيع الامريكي الاسرائيلي وما تشهده المنطقة من توترات وتجاذبات .
من خارج الصندوق ... وخارج كل ما يقال من شعارات رنانة وخطاب ناري وتهديدات تصل الى حد التدمير الشامل سنجد ان حقيقة المواقف والسياسات ونتائجها لا تخدمنا بل تخدم المحتل لارضنا وتضعف من مكانة وقوة امتنا .
بقلم/ وفيق زنداح