زيارة كوشنير على رأس وفد أمريكي للمنطقة واجراء العديد من اللقاءات مع بعض زعماء المنطقة بهدف استكمال الجهود الأمريكية لتمرير ما يسمي بصفقة القرن بشقيها الاقتصادي والسياسي بعد أن طال انتظار الرئيس الامريكي ترامب المتعجل لأجل الاعلان عنها وتحقيق ترتيبات معينة يمكن من خلالها ايجاد فرصة سانحة للدخول لمراحل استكمال التنفيذ لهذه الصفقة الملعونة !!
كثرت التصريحات الامريكية وحاول المبعوث الامريكي أن يسوق لهذه الصفقة بالماضي القريب..... وكما فعل ويفعل كوشنير وغرنبلات والسفير الامريكي فريدمان وما يبذلونه من جهود يسعون من خلالها لأجل احداث اختراق في جدار الموقف العربي والفلسطيني الثابت بردوده ومواقفة .
الولايات المتحدة الامريكية استخدمت ولا زالت تستخدم الوسائل العديدة من خلال سياساتها المعروفة بالترهيب والترغيب ....استغلالا لحالة أمنية داخل المنطقة في ظل الوجود والتهديد الايراني وما يجري بالمنطقة من ارهاب تكفيري لزعزعة استقرار العديد من الدول العربية كما هو حادث باليمين والعراق وسوريا .
محاولة امريكية جاري السعي لاتمامها لجلب الأموال المطلوبة لتنفيذ الشق الاقتصادي من الصفقة .... والجهد الأخر وعلى ذات المستوي والتوجه يقوم به كوشنير لأجل حشد الموقف العربي الداعم للصفقة الامريكية والمشاركة بمؤتمر الاعلان عنها والمقرر عقده بكامب ديفيد حتى تصبح بنود الصفقة معلن عنها وفي خدمة نتنياهو ومشروع حكومته القادم ...وحتى تتوفر امكانية أن يحقق سيد البيت الابيض مشروعه لتحقيق السلام داخل المنطقة بحسب مفهومه !! ...بعد أن عجزت الادارات الامريكية السابقة وحتى يكون بالامكان مكافأة رجل الاعمال وصاحب الصفقات والعقارات ترامب للحصول على أكبر جائزة دولية للسلام .
كما فشل مؤتمر المنامة ....ستفشل جولة كوشنير .
لان الفشل يعتبر قائما وله اسبابه الموضوعية والذاتية والتي لا تستطيع أمريكا بكل قوتها واساطيلها أن تعدل او تغير من الحقيقة القائمة والساطعة ... والتي يمكن اختصارها بالتالي :
أولا : مبادرة السلام العربية والتي صدرت عن قمة بيروت بالعام 2002 ما زالت تمثل الموقف العربي اتجاه الصراع العربي الاسرائيلي .
ثانيا : مشروع السلام الفلسطيني هو ذاته مشروع السلام العربي القائم على مشروع حل الدولتين والمستند لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة .
ثالثا : لا يمكن القبول العربي بأقل من مشروع التسوية القائم على اقامة دولة فلسطين بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقية باعتباره الحد الادني والمقبول فلسطينيا وعربيا ودوليا .
رابعا : منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب العربي الفلسطيني بكافة اماكن تواجده تعتبر العنوان الثابت والقرار الوحيد..... ولا عنوان مغاير ولا قرار بديل لأحد ....بما يخص القضية الفلسطينية بكافة جوانبها .
خامسا : لا يمكن أن تقبل أي عاصمة عربية أو زعيم عربي أن يكون حل القضية الفلسطينية على حساب الأرض والحقوق العربية .
سادسا : الادارة الامريكية تحاول استخدام الترهيب والترغيب في محاولة لالتقاط انفاسها ....وتحقيق خطوة متقدمة يمكن من خلالها احداث اختراق بجدار الموقف العربي وثبات ووضوح المواقف المعلن عنها بالعديد من المناسبات .
من هنا كما فشل لقاء المنامة ستفشل جولة كوشنير ولن يجد من يتساوق مع المشروع الامريكي للأسباب السابق ذكرها..... ولأسباب عديدة لها علاقة بمكانة فلسطين وقضيتها لدي الشعوب العربية .
الكاتب : وفيق زنداح