قطاع غزة هذا الجزء الجنوبي من الارض الفلسطينية بسكانه وتعدادهم 2 مليون وما يزيد وبكافة فئاتهم وشرائحهم الاجتماعية والاقتصادية ... يعيشون ظروف قاسية ومريرة وبأزمات متعددة لا تعد ولا تحصى ... بعد ان وصلت الامور الى حالة مستعصية يصعب فيها التشخيص والتحليل ... دون فعل ملموس وخطة عاجلة لتغيير معادلة الواقع بكافة تفاصيله والمؤسف والمحزن من ظروف استثنائية نتيجة الانقسام الاسود والذي اوصل ما يزيد عن 2 مليون فلسطيني الى حافة الهاوية دون ذنب لهؤلاء السكان الا انهم من اهالي القطاع .
2 مليون فلسطيني بكافة ظروف حياتهم ومتطلباتهم لأجل البقاء والصمود يتعرضوا لخطر شديد ... وبمعرفة القاصي والداني والذي لا يخفى على احد .
كبرياء وكرامة الناس والمحافظة على جمال الصورة من امكانية احداث التشوهات واستغلالها جعلت هؤلاء السكان يتحدثون لأنفسهم ولا يتحدثون مع غيرهم حول الصمود والصبر والتضحية وتحمل الالام والمتاعب لعل الغد سيكون الافضل وسيساعد على ايجاد الحلول للمعضلات والازمات .
ما جرى داخل القطاع من تدوير بالمناصب من قبل اسلطة الامر الواقع الحاكمة محاولة لتغيير الصورة بشكلها وليس بمضمونها ... بنتائجها المتواضعة وليس بفعلها المطلوب والنتائج المراد تحقيقها .
الحديث على ان التدوير لأجل المساهمة على تطوير الاداء وخدمة الناس ... أمر لا يكتنفه الصواب ... لأسباب عديدة اولها ان جملة الازمات القائمة والمتفشية تزداد بصعوباتها والتي وصلت الى حد عدم المقدرة على تلبية الاحتياجات وايجاد الحلول لها لعدم توفر الامكانيات ... ولان الحال لا زال على انقسامه في ظل التجاذبات والمناكفات .
ان يصل الحال بسكان القطاع الى حد لقمة العيش وشربة الماء ... وانقلاب كامل وشامل بكافة موازين وشرائح المجتمع من خلال مدخولات معدومة ... وبطالة قائمة وتزداد بمصاعبها ... واحتياجات ومتطلبات حياة تزداد بفعل الزيادة الطبيعية .. كما المتطلبات الحياتية والتعليمية والصحية وفقدان الكثير من الامكانيات التي يمكن ان تقدم .
الحالة الاقتصادية سيئة للغاية والظروف معقدة الى درجة كبيرة واولويات الناس باحتياجاتهم وظروفهم قد اصابها الكثير من الخلل .. لذا لا يعني الناس من قريب او بعيد من المسؤول بهذه الجهة او تلك ؟؟؟ الناس تنتظر من يقدم لها الخدمة الجيدة ومن يقدم لها العمل المنتج ... ومن يقدم لها الظروف الانسانية والحياتية والخدماتية الامثل
لا علاقة ولا دخل للناس بالتدوير هنا او هناك .. ولا يعني الناس من يكون مسؤولا عن هذه المؤسسة او تلك ... كل شيء يقال او يتغير يلاقي عدم اكتراث واهتمام من الناس لسبب بسيط بأنه ليس هناك تغير في ظروف واحوال الناس الا الى الاسوأ !!!
ردود الفعل اذا حدثت ازاء أي موقف تأتي من الفصائل وبعض الشخصيات الاعتبارية وعبر الكتاب واصحاب الرأي والذين لا يحدثون جميعهم أي تغير او تبديل في صانع القرار الذي اتخذ من قراراته ما يريد اتخاذه !!! ردود فعل لا حصاد من وراءها ولا تغير ولا تبديل فيما هو قائم .
أدوات الحكم المطلق تعطي اصحابها مساحة واسعة لاتخاذ ما تراه مناسبا وفي اتجاه واحد ومن يعجبه او لا يعجبه ليس من شأن من يتخذ القرار !!!
مشهد داخلي يغلب عليه الكثير من الاحباط واليأس وفقدان الامل في ظل انعدام الثقة القائم واستمرار حالة الانقسام الاسود في ظل ازمات تزداد بحدتها وتحديات سياسية ليس اقلها صفقة القرن وما تشهده الارض الفلسطينية من تعديات واستيلاء واستيطان .
ان يأتي التدوير ... فهذا أمر يخص من يحكم ولا يخص المحكومين من قريب او بعيد !! لان ازماتهم وظروف حياتهم لا زالت قائمة ومتزايدة بمصاعبها وتحدياتها والتي لا تحتاج الى تدوير ... ولكنها تحتاج الى تغيير جذري في صورة المشهد !!!
أمام مثل هذا المشهد الذي فيه الكثير مما لا يقال حتى نحافظ على الصورة ... وحتى يمكن لنا مواجهة صفقة القرن وافشالها !!!
ليبقى السؤال حاضرا وماثلا امام اعين الجميع حول من يتحمل مسؤولية عدم افشال الصفقة !!!! سؤال كبير ويصعب الاجابة عليه لكننا يجب ان نعيد قراءة المشهد بكافة تفاصيله حتى ندرك حقيقة ما يجب فعله .
بقلم/ وفيق زنداح