إن الاتفاق النووي على شفا الموت، لا سيما بعد خروج واشنطن منه، وذلك بعدما قرر قبل فترة من الزمن الرئيس الأمريكي الانسحاب منه ما جعل قراره بالانسحاب مفاجئة لدول العالم، فطهران لا تريد التفاوض على ما تطلبه واشنطن، ففرنسا ترى بأن هناك إثني عشر شرطاً بحسب ما وضعها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تريد واشنطن من طهران السير بها. وهذه الشروط تبدو واشنطن ترغب في تلبيتها قبل التفاوض مع طهران..
ومن خلال ما يجري كما نرى في مضيق هرمز فيبدو بأن صراعا جيوسياسيا يجري بين واشنطن وطهران، ويتجاوز الاتفاق النووي إلى مصير الشرق الأوسط كله، فمن هنا تريد واشنطن من طهران أن تحجّم النفوذ الإيراني في المنطقة، ويبدو بأن مضيق هرمز هو نقطة البداية حول الصراع الجيوسياسي في المنطقة.
فما يحصل في مضيق هرمز بالنسبة لحرب الناقلات الجارية، وإرادة واشنطن حمايتها عبر تشكيل حلف دولي رغم تخوف دول أوروبا من الوقوف مع واشنطن لاتخاذ اجراءات ألامن لناقلات النفط في المضيق، لكن في ذات الوقت ما زلت طهران تستطيع ابتزاز أوروبا المتمسكة بالاتفاق النووي، وما نراه اليوم من قيام واشنطن بشن حرب اقتصادية ضد طهران ما يجعل الصراع بين واشنطن وطهران يتفاقم إلى درجة الانزلاق نحو الحرب، لكن ليس واضحا بعد إلى أين سيتدحرج الصراع بينهما..
لا شك في ظل ما نراه من تصعيد أمريكي ضد إيران فيمكن فيما بعد بأن يقود إلى حرب شاملة في المنطقة، لكن في ظل شروط أمريكا يبقى الصراع مستمرا لكبح نفوذ إيران في منطقة الشرق الأوسط..
بقلم/ عطا الله شاهين