الحاحُ امرأة قبل الرحيل

بقلم: عطاالله شاهين

امرأة عابرة إلى حدودِ القارة العجوز
المرأة التي كانت تعبر الحدود رأتني صدفةً جالسا في الفناء..
عرفتني رغم تغيّر ملامحي من هرمِي..
عادت للوراء لتسألني عن طريق آخر للسيْر به..
من نظراتِ عينيها علمتُ بأنها امرأة ترغب الحُبِّ..
دعوتها على فنجانِ قهوة
جلستْ بعد تنهيدات ونظرتْ صوبي وقالت:
تعبتُ من السّيْر..
لكن بعدما غابتْ الشمس راحت تلحّ لكي نصخب في الحُبِّ قبل الرحيل
لم أسمع منها سوى همسات صاخبة
فركتُ عيني حينها لأنني اعتقدتُ بأنني أحلم..
لكن ذاك الذي جرى لم يكن حلما البتة..
امرأة عابرة إلى الحدود همستْ للتوّ همساتٍ
ورحلتْ
صمتٌ
بينما كنت أجلس في غرفتي
كانت المرأة التي ألحت على ثوران الحُبِّ تعبر إلى عالم آخر..
هناك لا حربٌ ولا فوضى
لم تحرّضني على الرّحيل معها وقتما همستْ
ولكنها كانت تلحّ بجنون على الحُبِّ..
ندمٌ
بعدما رحلتْ اجتاحني الندم بكل عذابه..
شعرتُ بحزْنٍ لعدم الرحيل معها
سأظلّ هنا بلا أي همساتٍ كتلك، التي سمعتها قبل زمنٍ قصير؟
امرأةٌ عابرة للحدودِ همستْ ذات مساء ورحلتْ..
ماذا أفعل بالندم الآن؟

عطا الله شاهين