وتستمر حالة اللامبلاه من جميع الأطياف و الكل الفلسطيني المتحكم في مصير مليوني غزي محاصر من القريب والبعيد من العدو والصديق
وكأنه أضحية يحاصرها المشتركون السبعة في صباح يوم العيد بعد أن عادوا من صلاة عيدهم وبأيديهم السكاكين
والكل يتسابق لنيل شرف الشجاعة التي تطيح بهذه الاضحية الهائجة التي على يقين أنها تنتظر الموت القريب
فكما يتم التحضير للنيل من هذه الأضحية
في الصورة الأخرى يتم التحضير للقتل البطيء لمن أصبحت حياتهم بلا طعم بلا رائحة بلا قيمة
إنهم الشباب والخريجين الذين تضيع زهرة شبابهم دون أن يجدوا فرصة عمل او فرصة للإبداع وإخراج طاقاتهم المكبوتة
فهم ضحية لصراع قذر على سلطة لاتملك من أمرها شيء
وتستمر المعاناة دون وجود أفق لحلها ويستمر خريج الهندسة في العمل كسائق أجرة ويستمر خريج إدارة الأعمال في العمل على بسطة لبيع السجائر ويحاول خريج التكنولوجيا أن يتوسع في المكتبة التي إفتتحها بينما يعمل خريج الإقتصاد في كشك لبيع المشروبات الساخنة وفي نفس الوقت يكتفي الحاصل على درجة الماجستير بعمل بعض الأبحاث من مكتبه في بيته فهو لم يجد فرصة عمل ويشعر بالحرج في العمل البدني بعد سنوات طويلة من العناء والبحث والتعلم
وأمثالهم جيل بأكمله إلا ما ندر
وفي هذا الصدد يكمن السبب الرئيسي في الرغبة الجامحة لدى الشباب في الهجرة للدول الأوروبية
ومحاولتهم إيجاد الفرصة التي لم تتسنى لهم في بلادهم
فهناك مئات بل آلاف الخريجين والموهوبين الذين شقوا طريقهم لدول أوروبا تاركين خلفهم هذه الحالة من الموت البطيء
فعلى من من المشتركين السبعة تقع المسؤولية عن هذه الحالة...!
أم أنها تقع على الأضحية التي سمحت لهم أن يربطوها من البداية...!
أم أنها تقع على كل من يتاجر في الأضاحي...!
في الصورة المقابلة...
وعند النظر إلى الموضوع من كل الجوانب
نجد أن المسؤولية تكاد تطال الجميع
وأقصد بالجميع كل من له علاقة بالقضية الفلسطينية من قريب أو من بعيد
فلكل مشترك في هذه المعاناة بصمته الخاصة التي لن يغفرها له الشعب ولا التاريخ
فهم صنعوا المشكلة التي إبتدعت حلولا أنتجت مشاكل أكبر
فمخاطر السفر والهجرة كبيرة وقد تصل لحد الوفاة لأسباب كثيرة
وإنه لا يخفى على أحد التقاليد الغربية ونمط الحياة التي تختلف بكل المقاييس عن قيمنا الإسلامية
إضافة إلى إختلاف اللغة وصعوبة الإندماج في هذه المجتمعات والإحساس المستمر بالغربة
ومما لا شك فيه أن مرحلة الشباب وما بها من تبعات للحرية المطلقة والإختلاط في الغربة لهي بيئة خصبة لضياع الشباب
وختاما...
أكاد أيقن أن هذه المشكلة ومعظم المشاكل التي تواجه هذا الشعب لا تحتاج إلا لإرادة حقيقة من الجهات المسؤولة لكي تجد حلول واقعية وعملية للنهوض وإنتشال المجتمع من مستنقع البطالة والفقر والعنوسة والجريمة
فهي تكاد تكون كل مشكلة نتاج حقيقي للمشكلة السابقة لها
بقلم:
سليمان أبو موسى