تتصاعد يوماً بعد يوم عمليات القمع التي يقوم بها العدو الصهيوني ضد أسرانا البواسل في سجونه على يد قواته التي لا تعرف الرحمة والمسماة " المتسادا " في محاولة يائسة للنيل من صمودهم وكرامتهم وشطب تاريخهم النضالي وجعلهم مجرد أرقام ليبعدهم كل البعد عن قضيتنا الفلسطينية والتي ضحى أسرانا بحريتهم لأجلها.
فالمتابع عن كثب للمعطيات اليومية على الأرض يلاحظ ارتفاع عمليات قمع الأسرى وبشكل متصاعد لامثيل له منذ بداية العام ، وطبعاً هذا الأمر يستدعي وقوفنا جميعاً من كل مكونات شعبنا الفلسطيني مع الإنتهاكات اللاإنسانية التي تقوم سلطات العدو الصهيوني ضد طليعة نضالية هي الحركة الأسيرة والتي ترزح تحت انتهاكات العدو الصهيوني وأدوات قمعه الإرهابية .
فمنذ أيام خلت نفذت قوات القمع " المتسادا" حملة قمع واسعة ضد قسمي 19 و20 في سجن عوفر والذي يفتقر لأدنى مقومات الإنسانية والصحية ، كما مارست هذه القوة الإرهابية الإرهاب النفسي في قسم الأطفال دون سن سن الثامنة عشرة وذلك بتقيدهم بطريقة وحشية وزجهم في زنازين انفرادية والهدف منه دب الرعب في قلوبهم وكسر حالتهم النفسية المنهكة من إجرام العدو الصهيوني أصلاً، كما قامت أيضاً بتدمير قسم الأشبال ونقل 20 أسيراً إلى الزنازين وغيرهم الى معتقل جلبوع ومعتقلات الجنوب، وكل ذلك يصب في خلق حالة من عدم الاستقرار النفسي لدى الأسرى، ومنع قيادات الحركة الأسيرة من تثقيف وتوعية الأسرى الجدد.
وطبعاً يضاف إلى ذلك الوضع الصحي السيء الذي يعاني منه عدد من الأسرى والذين يرزحون في مستشفى الرملة وخلف قضبان السجون ، بحيث لا تقدم لهم إدارة السجون العلاجات اللازمة وتضعهم أمام مصير صحي سيء في مواجهة الموت المحقق، وهذا الواقع السيء دفع بالعشرات من الأسرى إلى إعلان الإضراب عن الطعام لحين تلبية مطالبهم في وقف عمليات القمع الممنهجة ضدهم وتحسين ظروف حياتهم داخل السجون والمعتقلات والتي تفتقربدورها لأدنى ظروف الإنسانية والتي يتغى بها قادة العدو الصهيوني ، كما أن اعتقال القاصرين واستهداف اقسامهم بالغاز والقمع، والقيام بمثل هذه الاقتحامات الانتقامية التي تنفذها إدارة سجون العدو الصهيوني، والعمد لنقل كوادر الهيئات التنظيمية والعبث باستقرار الاقسام والمعتقلات، تندرج في إطار تعطيل وإفساد أي عمل تنظيمي وحدوي داخل السجون.
إننا الآن نشهد تصاعد عمليات القمع الإرهابية والتي تنفذها أدوات القتل داخل السجون ضد أسرانا الذين تحرمهم إدارات السجون من أبسط حقوقهم وتعاملهم على انهم قتلة ومجرمين وليسوا أسرى حرب، فان المطلوب ليس فقط إصدار بيانات الشجب والاستنكار واللجوء الى مطالبة ومناشدة العالم التدخل لدى دولة الاحتلال، بل أيضا التحرك على كافة المستويات لوضع حد لعمليات القمع الدموية التي تنفذها أدوات العدو داخل المعتقلات ، والوقوف صفاً واحداً مع أسرانا الذين يقفون في الخندق النضالي الأول دفاعًا عن قضيتنا وحرية شعبنا.
وأخيراً صحيح أن عمليات القمع البربرية الممنهجة والتي تقوم بها سلطات العدو الصهيوني ضد أسرانا لن ولم تكسر صمودهم وستزيد من إصرارهم على مواصلة النضال حتى ولو كانو يقبعون في معتقلات تفتقر إلى أدنى مقومات الإنسانية إلا أن أسرانا مصرون على كسر القيد ومحاربة السجان والمطلوب منا جميعاً توسيع دائرة التضامن معهم على المستويين الشعبي والرسمي وعلى أعلى المستويات ، وكل ذلك سيعمل على رفع معنوياتهم المرفوعة أصلا في مواجهة تحديات وقمع السجان ، فعمليات القمع هذه وسابقاتها سيكون مصيرها الفشل المحتوم أمام إيمان أسرانا بعدالة قضيتهم وإصرارهم على مواصلة نضالهم في أي موقع يتواجدون فيه حتى تحريرهم من بطش السجان ولا بد لقيدهم أن ينكسر .
بقلم/ د. وسيم وني