يا أصحاب "الفخامة والجلالة والنعم".. أصبح كل يوم يمر علي هذا الشعب الذي يقطن بقعة جغرافية صغيرة لا تتجاوز الثلاثمائة وخمسة وستون كيلو مترا، أسوء من سابقه، اصبح كل يوم يمر يلاصقه الفقر والبطالة والامراض النفسية والجسدية، ناهيك عن المرض الاجتماعى والسياسي الذى أصاب مواطن هذه البقعة الصغيرة والتى تسمى"عزة" هذه المذكورة سابقا أصبح المواطن لا يحب أسمها، ولا يريد لفظها، ولا يريد من يدعى حراستها، ولا يريد من يدعى الاعتناء بها، ولا يريد حتى رؤسائها.. لانها أصبحت تعني له: المعاناة، الفقر، التعاسة، المرض، التشردم، الانتهاكات، الرهينة، الانقسامات، الاحباط، البطالة،الضياع، الحروب ،الذروع البشرية، حقل التجارب،الخلل الفني، الاجراءات، وغيرها الكثير من هذه الصفات ومعانيها!! يا من تنادون الوطن، وتدعون الوطنية والثبات علي الثوابت؟؟ لقد قتلتوا فينا حبيبنا وصديقنا: وطن، وألحقتوا به ثابت!! واصبحنا بعد أن قتلتموهم ، يتماء، لا وطن لنا ولا ثابت.. يا اصحاب الفخامة والجلالة والقيادة اصبح كل شيئ لدينا مسسم بداء السياسة!! حتى وجبة الفطور والعشاء مصابة بمرض السياسة؟؟ أفلا يرحمنا الله ويشفينا من هذا الداء اللعين؟؟ الذى أصاب كل كبير وصغير، ناهيك عن أبن التنظيم، سواء اليسار أو اليمين، فهذا المرض استفحل عقله وجسده، واصبح مصاب بداء السياسة، فهو لا يفقه شيئ سوى التنظيم ومصالح وخيرات التنظيم! لعن الله هذا التنظيم الذى أصبح بديلا عن وطن وثابت..
اتمنى ان ياتى رجل من بعيد أو حتى من قريب، يهمس لأصحاب الفخامة والجلالة بأن وطن وثابت هم أصل الحكاية والبداية، وبعدهم لا يوجد شيئ اسمه تنظيم، سواء يسار أو يمين ولا حتى وسط..
أنا لست من مدرسة المتشائمين، بل العكس، من مدرسة المتفائلين، ولكن بعد الفحص والتنحيص والتدقيق، لهذا الوضع البائس الذى نمر به، وممرنا به خرجت هذه النتائج التى تقول ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.. فهل هناك من يسمع النداء؟.. أم أننى أسمع صدى الصوت ؟ ولا حياة لمن ينادى..
الباحث: د. عــودة عابـــد..