سبعة عقود من الزمن مضت ، وأبناء شعبنا الفلسطيني في لبنان يساهمون في بناء اقتصاده . فمنذ أن وطأت أقدامهم أرض لبنان بفعل الطرد القسري الذي تعرضوا له على أيدي الحركة الصهيونية وأذرعها العسكرية الإرهابية ، لعب ولا زال الفلسطينيون حتى يومنا هذا ، وبفاعلية كبيرة في انعاش الدورة الاقتصادية لهذا البلد الشقيق ، على الرغم مما كابده ويكابده الفلسطينيون من معاناة وحرمان بسبب رفض الدولة اللبنانية منحه الحقوق المدنية والاجتماعية ، والعمل الدائم على محاصرته والتعاطي معه من خلفية أمنية .
الأستاذ طلال سلمان كان قد كتب مقالة بعنوان ( الفلسطينيون جوهرة الشرق الأوسط ) شرح فيها وبتفاصيل دقيقة ما ساهم به الفلسطينيون من دور مشرف ليس في الحياة الاقتصادية وحسب ، بل في الحياة الثقافية والفكرية والفنية ، وعن تلك الأسماء الكبيرة التي وقفت خلف تلك الإسهامات التي نعتز بها نحن أبناء الشعب الفلسطيني . مقالة الأستاذ الكبير طلال سلمان أجزم أنه لم يبقى مسؤول أو مرجعية في لبنان لم تقرأها ولأكثر من مرة ، لأن ما تضمنته المقالة من تفاصيل لربما لم يصدقها أو شكك بها الكثيرون ، من خلفية أنهم لا يريدون إظهار الدور الإيجابي للفلسطينيين ، بل بهدف الاستمرار في شيطنتهم .
ليس بعيداً عن تلك المقالة التي خطها الأستاذ طلال سلمان بحبره العروبي ، أعيد شاكراً ما تناقله العديد من النشطاء عن دور الفلسطينيين ومساهمتهم في الاقتصاد اللبناني . فقد ذُكر في هذا السياق الكثير من أبواب الإنفاق ، سواء ما تنفقه القوى والفصائل والمؤسسات والمنظمات ( موازنات ورواتب وبرامج الانروا ) ، أوالموظفين والتجار ورجال الأعمال والمتعهدين لكثير من المشاريع داخل المخيمات ( نهر البارد نموذجاً ) ، أو المسافرين والمغتربين وتحويلاتهم ، أو المعاملات والأوراق الرسمية وتسجيل السيارات ، أو الضرائب والاشتراكات ، أو المودعين في البنوك ، أو ما يتم دفعه في المستشفيات والجامعات ، وفي التداولات اليومية لعمليات الشراء من الأسواق . فما ينفقه الفلسطينيون من أبواب وعناوين تشكل أرقاماً صادمة ، فهي ومن دون مبالغة بمئات الملايين من الدولارات .
نذكر تلك الحقائق من خلفية إنعاش ذاكرة الذين خرجوا علينا للقول أن الفلسطينيين وعمالتهم في لبنان أجانب . فأبناء شعبنا ليسوا بأجانب ، بل مقيمون في لبنان لحين عودتهم إلى ديارهم التي طردوا منها عام 1948 ، وسيبقون يمارسون دورهم الإيجابي على الرغم من الظلم الواقع عليهم منذ 71 عاماً .
بقلم/ رامز مصطفى