أعدت الخلية الهجومية التابعة لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس نفسها جيدا، لاستهداف أحد التجمعات السكانية في منطقة مستوطنات "غلاف غزة" وربما لاستهداف مناطق أبعد من ذلك، بهذا التساؤل افتتح محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي، مقاله التحليلي للقراءة في دوافع هذه الخلية، وما هي المكاسب التي تود حركة حماس جنيها.
حيث أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، إحباط هجوم "كبير" قرب السياج الحدودي مع قطاع غزة، مضيفا أن أربعة فلسطينيين قتلوا، كانوا مسلحين ببنادق هجومية وقاذفات وقنابل. وقال المتحدث بلسان الجيش الذي كشف عن تفاصيل محاولة الهجوم، إن "حدثا مشابها وقع في الأول من آب/اغسطس في المنطقة نفسها حيث قتل فلسطيني تخطى السياج وفق الجيش. "
وتأتي حادثة السبت غداة العثور على جندي إسرائيلي مقتول قرب مستوطنة في الضفة الغربية، وانتشر في أعقاب ذلك عناصر من الشرطة والجيش ومن جهاز الشاباك للعثور على المنفذين، حيث اعتقل اثنين من المنفذين .حسب ما زعم "الشاباك"
وصرح المتحدث بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي جوناثان كونريكوس "باكرا هذا الصباح، حاول أربعة إرهابيين التسلل إلى إسرائيل من جنوب قطاع غزة". وقال إن "القوات الإسرائيلية فتحت النار بعد أن حاول أحد الإرهابيين المسلحين تسلق السياج للعبور نحو إسرائيل". وأضاف أنه كانت معهم أيضا "قاذفة قنابل وقنابل يدوية وطعام" بالإضافة إلى معدات طبية وفق قوله. وتابع "نحرص في هذه المرحلة على تحديد لأي سبب كانت بحوزتهم معدات طبية".
وقال بن يشاي "لا يبدو أن لحماس أي مصلحة في تنفيذ مثل هذا الهجوم في الوقت الحالي، لكن الافتراض المعقول هو أنهم بالفعل أعضاء في الحركة. لدى حماس مصلحة راسخة في ضرب إسرائيل من أجل البقاء في مقدمة الرأي العام العالمي وإرضاء إيران، خاصة الذراع العسكرية للحركة - التي تبدأ الهجمات - في حين أن القيادة السياسية لها مصلحة أيضا في التوصل إلى تسوية يمكن من خلالها حل محنة سكان غزة".
وأضاف "تشير بعض الاحتمالات أن يكون هذا هجوما يستهدف تجمعا سكنيا إسرائيليا محاذيا لقطاع غزة وربما أكثر عمقا. وكان أهمها المعدات التي حملتها الخلية، والتي لم تشمل فقط مختلف الأسلحة التي بدا أنها مخصصة للقتال في مناطق مأهولة بالسكان، ولكن أيضا الطعام والمياه للإقامة في إسرائيل، فضلا عن معدات لبس خفيفة في حالة إصابة أحد أعضاء الخلية أثناء المواجهة، حتى يتمكن من الفرار إلى قطاع غزة".
وتابع "بالإضافة إلى ذلك، حاولت الخلية اختراق الأراضي الإسرائيلية في منطقة اعتقدوا على الأقل أنها تفتقر إلى قواتنا، وهناك أمامها عدد قليل من المواقع الإسرائيلية. كان المشي لبضع ساعات كافيا لتنفيذ هجوم إرهابي في المنطقة. لم تكن هناك أصفادا أو غيرها من الوسائل المتاحة لدى الخلية للإشارة إلى أنهم كانوا على وشك خطف جندي أو مدني، وما زال من غير الواضح ما إذا كانت المعدات الطبية التي أخذوها معهم تمتلك وسائل لعلاج الشخص. لذلك، يمكن للمرء أن يفترض أن هدفهم كان تنفيذ هجوم قاتل، ربما التعامل مع وصول قوات الجيش الإسرائيلي لمنطقة الهجوم. ويمكن ملاحظة ذلك في قاذفة RPG وصواريخ، التي تستخدم عادة في ضرب السيارة، ولكن يمكن أيضا أن تضرب عن بعد 300 متر وتصيب بياتا وتجرح من في داخله".
وخلص بن يشاي إلى "أن جثث الخلية موجودة حاليا في الأراضي الإسرائيلية. لن يواجه جهاز الشاباك والجيش الإسرائيلي مشكلة في تحديدهم وكذلك انتمائهم التنظيمي، إن وجد. يمكن الافتراض أن هؤلاء أفراد حماس. لكن الحيرة تزداد علما بأن حماس ليست لديها الآن مصلحة في تنفيذ هجوم استراتيجي يمكن أن يضع الجيش الإسرائيلي في عملية كبيرة داخل قطاع غزة. في التهدئة المصرية، أضف الى المعاملة الحسنة التي يتلقاها حماس من قبل قطر. وعلى رأسهم زعيم حماس يحيى السنوار الذي لديه مصلحة في الوقت الحالي بالحفاظ على الهدوء وبالتأكيد عدم شن هجوم استراتيجي".
يشار إلى أن هذا التحليل يأتي متزامنا مع ما كشفه عنصر في حركة حماس فضل عدم الكشف عن هويته، لشبكة i24news الإسرائيلية حيث أكد أن "الخلية التي تم استهدافها بنيران إسرائيلية فجر اليوم، هم عناصر في كتائب القسام لكن توجههم سلفي مؤيد لداعش وكانوا على خلاف مع قادة الكتائب إلا أنه لم يتم فصلهم رغم الاختلاف الفكري بينهم وبين الحركة".كما زعمت القناة
ووصفت حركة حماس استشهاد الفلسطينيين الأربعة بـ"الجريمة"، من دون تحديد ما إذا كان هؤلاء أعضاء في الحركة. وأشارت مصادر فلسطينية رسمية إلى أن القتلى متحدرون من وادي السلقا قرب السياج الأمني.
وتجري تظاهرات أسبوعية منذ آذار/مارس 2018 على طول الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل للمطالبة برفع الحصار. وتتخلل "مسيرات العودة وكسر الحصار" هذه مواجهات بين الفلسطينيين قوات الاحتلال قرب السياج الفاصل الخاضع لحراسة مشددة من قبل الجيش الاسرائيلي.