أشارت تقديرات إسرائيلية إلى أن الشابين الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال بزعم تنفيذهما عملية "غوش عتصيون" التي أسفرت عن مقتل جندي مستوطن، لا ينتميان إلى أي تنظيم.
وادعت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن الشابين، وهما نصير عصافرة (24 عاما) وقاسم عصافرة (30 عاما)، اللذين اعقتلهما جيش الاحتلال من بلدة بيت كاحل بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، تصرفا لوحدهما، بحيث أنهما، بحسب رواية المحققين، لم يخططا للعملية، ولكنهما تصرفا بعد أن شاهدا الجندي القتيل صدفة.
وذكرت الصحيفة أن سلوك الشابين بعد تنفيذ العملية التي تُنسب إليهما، لم ينم عن حذر، ما دفع محققي الاحتلال إلى افتراض أنهما لم ينسقا عملية هروبهما، المزعومة، مع أي تنظيم.
وذكرت الصحيفة، أنه رغم "اعتراف" الشابين بتنفيذهما العملية، فإنه ما من مؤشرات تُظهر ضلوعهما فيها، أو حول هوية المنفذين.
وقال الشاباك أمس السبت، إنه لم يُعتقل أي منهما بتهم أمنية سابقًا، لكنّه زعم أن أحدهما "مؤيّد لحماس".
وكان جيش الاحتلال، قد قال إن مواجهات اندلعت بين قواته وبين الأهالي في بلدة بيت كاحل، تخّللها قذف للحجارة، واستخدم الاحتلال خلالها "وسائل لتفريق التظاهرات" دون أن يوضح ماهيّتها.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنّ "أعضاء الخليّة التي نفّذت العمليّة معروفون له"، ويقدّر أنّ العمليّة كانت مخطّطة، استنادًا إلى أنّ "الخليّة سافرت لفترة زمنيّة معيّنة في المحور الواصل بين شارع 60 ومستوطنتي إفرات ومغدال عوز وبحثت عن هدف لتنفيذ العمليّة"، بحسب ما نقلت مراسلة شؤون الضفة الغربيّة في هيئة البث الرسميّة (كان)، كرمل دانغور، مساء الجمعة.
وذكرت "كان" أنّ الأجهزة الأمنيّة الإسرائيلية تفحص إن كانت "الخليّة تتماهى مع حركة حماس.. ورغم أن أيّ فصيل لم يعلن مسؤوليّته عن العمليّة، إلا أن الأجهزة الأمنية الفلسطينيّة تحاول منذ أيام توقيف ناشط من حماس اختفى من بيته"، دون أن تكشف إن كان هو الذي أشار إلى قرب اعتقاله رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، أم لا.
وكان نتنياهو، ادّعى، الجمعة، أنّه تلقى تقارير من جهاز الأمن الإسرائيلي العام "الشاباك"، تفيد بأن أجهزة أمن الاحتلال "باتت قريبة من العثور على منفذي عملية الطعن".
وأضاف نتنياهو، في بث حي على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، أنه تلقى "معلومات قبل نحو ساعة (ظهر الجمعة) من الشاباك تؤكد أننا اقتربنا من العثور على قتلة الجندي دفير سوريك، الملاحقة لن تستغرق وقتًا طويلا وسنقتادهم للحساب".
وفي السياق ذاته، نقل محلل الشؤون الفلسطينية في هيئة البث الإسرائيلي "كان"، غال بيرغر، عن مصادر قال إنها فلسطينية، أن ناشطًا في حركة "حماس" في منطقة الخليل، اختفى من منزله قبل العملية بأيام، وأن محاولات اعتقاله باءت بالفشل.
ولفت بيرغر، نقلا عن المصدر، إلى أنه حتى هذه اللحظة، لم تتأكد الشبهات حول ضلوع ناشط حماس المذكور بعملية الطعن التي وقت فجر الخميس قرب مستوطنة "مغدال عوز" في الكتلة الاستيطانية "غوش عتصيون".
وقرر جيش الاحتلال الإسرائيلي تعزيز قواته في الضفة الغربية، بعد الكشف عن مقتل الجندي الإسرائيلي.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان "بناءً على تقييم الوضع، تقرر في الجيش الإسرائيلي تعزيز قوات المشاة في الضفة الغربية بشكل إضافي". وأضاف: "تواصل قوات الجيش وجهاز الأمن العام والشرطة، أعمال التمشيط في المنطقة".