مواجهات الحرم القدسي وعلاقتها بالانتخابات الإسرائيلية؟

خلصت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الاثنين، إلى أن المواجهات التي اندلعت يوم أمس الأحد في باحات الحرم القدسي الشريف تصب في خانة "الانتهازية والاستهتار" علما بأنها تأتي مع اقتراب الانتخابات التشريعية الإسرائيلية، بعد سقوط 61 جريحا نقل 15 منهم إلى المستشفى فيما أحصت الشرطة الإسرائيلية سقوط أربعة جرحى في صفوفها، وأعلنت توقيف سبعة أشخاص.

وقالت إنه "استفاد عدد قليل من الناشطين اليهود لاستغلالهم فترة الانتخابات التشريعية لإملاء شروطهم السياسية حول كيفية التصرف في الحرم"، لكن الصحيفة القت كذلك اللوم على "مؤسسة الوقف التي أظهرت ضعفها على الرغم من حشدها المصلين".

وقالت "على عكس اسمه، فإن الوضع القائم على الحرم غير ثابت للغاية. في الواقع، إنها عبارة عن مجموعة معقدة للغاية من الصراعات التي لا نهاية لها، ونزاع ديناميكي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أضف اليها ضجة القوى المختلفة: الشرطة، جماعة الهيكل، الأوقاف، الأردن، السلطة الفلسطينية، تركيا، والحركات السياسية الفلسطينية والسياسيين الإسرائيليين. بالأمس، حقق كلا الطرفين انتصارا: نجح الفلسطينيون في جلب الحشود إلى الحرم والحد من وجود اليهود في التاسع من آب، وتمكن الإسرائيليون، على الرغم من الإجراء الذي أغلق الحرم أمام اليهود في عيد الأضحى، من جلب مئات الزوار إلى ساحة المسجد. لكن المنتصرون الحقيقيون هم المتطرفون. على كلا الجانبين".

وتوكد إسرائيل دوما على انها لن تسمح بإحراء أي تغيير على الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف. ويخشى دوما من محاولة تغيير الوضع القائم منذ حرب 1967 الذي يسمح بمقتضاه للمسلمين بدخول الحرم القدسي في أي وقت في حين لا يسمح لليهود بذلك إلا في أوقات محددة ومن دون الصلاة هناك. 

وفيما تقول الأردن إن "الوصاية على القدس هي للأسرة الهاشمية منذ عام 1924، وانتقلت حتى وصلت للملك الحالي عبد الله الثاني شخصيا". تعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الاردن في 1994 بإشراف المملكة الأردنية على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس.

وتلوح المملكة الأردنية بين الحين والآخر ان الاخلال بالوضع القائم قد يعرض معاهدة السلام التي وقعها الأردن مع إسرائيل عام 1994 للخطر. ونصت معاهدة السلام مع إسرائيل المعروفة باسم وادي عربة على رعاية الأردن للحرم القدسي لكن جذور هذه الرعاية تعود إلى 1924 عندما منح وجهاء فلسطين في القدس حق الرعاية للشريف حسين.

واندلعت مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومصلين فلسطينيين، الأحد، في باحات الحرم القدسي الشريف في أول أيام عيد الأضحى الذي تزامن مع ذكرى التاسع من آب الذي يحيي فيه اليهود ذكرى خراب الهيكل. 

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يخوض حاليا حملة الانتخابات التشريعية المقررة في 17 أيلول/سبتمبر، ويفصلنا عنها 36 يوما، أنه قرر السماح لليهود بالدخول "بالتشاور مع أجهزة الأمن". وقال نتنياهو "المسألة لم تكن في معرفة إذا ما كان بإمكانهم الذهاب ولكن في إيجاد أفضل سبيل للقيام بذلك بغية الأمن العام وهذا ما قمنا به".

المصدر: القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء -