بدأ حجاج بيت الله الحرام اليوم الاثنين– أول أيام التشريق- أداء المناسك المفروضة عليهم في هذه الأيام من رمي للجمار، ونسك الأضاحي، وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي وفرتها الحكومة السعودية، للتيسير على الحجاج.
ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية (واس)، فقد حرصت الحكومة السعودية على تهيئة الظروف المناسبة في منشأة الجمرات، وسائر مشعر منى، لتمكين الحجاج من قضاء مناسكهم في سهولة ويسر.
وتعد منشأة الجمرات من أبرز المشروعات في مشعر منى، إذ بلغت تكلفتها الإجمالية أكثر من 4 مليارات و200 مليون ريال سعودي، وطاقتها الاستيعابية 300 ألف حاج في الساعة، ونفذت بطول 950 متراً وعرض 80 متراً، وصممت على أن تكون أساسات المشروع قادرة على تحمل 12 طابقا، وخمسة ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة لذلك.
وتتكون المنشأة من خمسة طوابق ارتفاع كل منها 12 متراً، وتتوفر بها جميع الخدمات المساندة لراحة ضيوف الرحمن، بما في ذلك نفق أرضي لنقل الحجاج بحيث يفصل حركة المركبات عن المشاة.
ويشتمل المشروع على ثلاثة أنفاق و11 مدخلاً للجمرات و12 مخرجاً في الاتجاهات الأربعة، إضافة إلى تزويده بمهبط للطائرات مروحية لحالات الطوارئ، وأنفاق أرضية، ونظام تبريد متطور يعمل بنظام التكييف الصحراوي يضخ الرذاذ على الحجاج والمناطق المحيطة بالجمرات مما يسهم في خفض درجات الحرارة إلى نحو 29 درجة.
واستوعبت المنشأة بسلاسة جموع الحجيج الذين توافدوا عليها اليوم لرمي الجمار، محاطين بالخدمات اللوجستية، والأمنية، حيث ينتشر في المنشأة 25 مركزا صحيا، بواقع خمسة مراكز صحية في كل طابق، كما يوجد عند مدخل الجمرات مركز يحوي كادرا طبيا وتمريضيا وتجهيزات إسعافات أولية ورعاية صحية.
كما انتشرت فرق الدفاع المدني في أدوار المنشأة، لتقديم الخدمات الإنسانية والإسعافية، ونقل الحالات إلى نقاط الإخلاء الطبي.
وكثفت قوات الأمن العام، وقوات الطوارئ الخاصة السعودية انتشارها في محيط منشأة الجمرات لتفويج الحجاج، وإدارة وتنظيم حركة الحشود في المنشأة.
ويدعم عمل القوات أكثر من 550 كاميرا تعمل على مدار الساعة، وترتبط مباشرة بمركز القيادة والسيطرة بالأمن العام الذي يعمل على إدارته كوادر بشرية مؤهلة، وعلى أعلى درجات الاحترافية في مجال مراقبة وإدارة الحشود.
أما في باقي مشعر منى، فقد شغلت وزارة الصحة أربعة مستشفيات في منى تزيد طاقتها الاستيعابية عن ألف سرير، إلى جانب 22 مركزا صحيا منتشرة على طول المشعر، إضافة إلى 8 مختبرات طبية، و8 بنوك دم، مزودة بأحدث الأجهزة الطبية.
وخصصت الوزارة 16 موظفا من إدارة التوعية الدينية بصحة مكة المكرمة، للتوكل عن المرضى المنومين في رمي الجمرات، حيث بلغ عدد المرضى الذين تم الرمي عنهم 208.
فيما نشر الهلال الأحمر أكثر من 36 مركزاً إسعافيا في المشعر، مدعوما بأكثر من 546 من القوى البشرية العاملة، و24 فرقة إسعافية متقدمة، إلى جانب أسطول من سيارات الإسعاف المجهزة يضم أكثر من 104 سيارات إسعاف مزودة بأحدث الأدوات والأجهزة والتقنيات الطبية المستخدمة.
وكثفت القوات الأمنية انتشارها على طول المشعر، مع زيادة عدد طلعات الطائرات المروحية لتنفيذ أعمال المسح الجوي، وتفعيل 200 كاميرا عالية الدقة لتغطية الشوارع العرضية في مشعر منى، بهدف ضبط الأمن، والتحكم بحركة الحشود، والتدخل عند اللزوم لتفكيك الازدحامات، والتكتلات البشرية.
كما جندت المديرية العامة للدفاع المدني أكثر من 17 ألف عنصر من قواتها، تدعمهم أكثر من 3 آلاف آلية، و10 مراصد إلكترونية، إضافة إلى مشاركة 1500 متطوع، لفرض إجراءات السلامة في المشعر، والتدخل عند حصول أي طارئ.
ونشرت أمانة العاصمة المقدسة 23 ألف موظف لإنجاز أعمال النظافة في المشعر، ومراقبة الأسواق والمحلات الغذائية، للتأكد من التزامها بالاشتراطات الصحية.
وخصصت وزارة الشؤون الإسلامية السعودية 53 كبينة رد آلي في المشعر، للرد على فتاوى الحجاج، يدعمها مترجمون بثمان لغات، هي العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والتركية، والأردية، والإندونيسية، والهندية، والهوسا.
وتعمل مجازر مشروع المملكة للهدي والأضاحي البالغ عددها 8 مجازر بكامل طاقتها، وبواسطة 40 ألف ما بين مشغلين، وفنيين، وتقنيين، وأطباء، وإداريين، لإنجاز عمليات نسك الأضاحي لحجاج بيت الله في وقت قياسي، ووفق الاشتراطات الشرعية والصحية.
ومن المتوقع أن ينجز المشروع مع نهاية يوم غد، أكثر من مليون أضحية، يتم حفظها في مجموعة من الثلاجات العملاقة التي خصصت لاستيعاب أكثر من مليون ذبيحة، ويتم من خلالها استخدام أفضل الوسائل للحفاظ على صلاحية اللحوم، وتعمل بنظام مراقبة آلي وفق أعلى معايير السلامة، ويتم النقل لها وتعبئتها بنظام آلي.
وأيام التشريق، هي ثلاثة في العدد يقضيها الحجاج على صعيد منى ابتداء من اليوم، أو يقضون يومين لمن أراد التعجل، فالحاج يبدأ من اليوم رمي الجمرات الثلاث بدءا من الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى بسبع حصيات لكل جمرة.
وإذا رمى الحاج الجمار يوم غد الثلاثاء "ثاني أيام التشريق"، كما فعل في أول أيام التشريق، جاز له الانصراف من منى إذا كان متعجلاً، وبذلك يسقط عنه المبيت ورمي اليوم الأخير، بشرط أن يخرج من منى قبل غروب الشمس وإلا لزمه البقاء لليوم الثالث.
وفي اليوم الثالث من أيام التشريق يرمي الحاج كذلك الجمرات الثلاث كما فعل في اليومين السابقين، ثم يغادر منى إلى مكة، ويطوف حول البيت العتيق للوداع ليكون آخر عهده بالبيت امتثالاً لأمره صلى الله عليه وسلم الذي قال (لا ينفرن أحدكم حتى يكون آخر عهده بالبيت)، وفي ترك طواف الوداع دم لأنه واجب، ولا يعفى منه إلا الحائض والنفساء، ثم الرحيل من مكة