دعا وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، غلعاد إردان، إلى تغيير الوضع القائم في مدينة القدس منذ احتلال المدينة في حزيران/ يونيو عام 1967، بحث يسمح للمستوطنين اليهود اقتحام المدينة المقدسة لأداء شعائرهم الدينية والصلاة فيه.
تأتي تصريحات إردان إثر سماح شرطة الاحتلال لنحو 1700 مستوطن، باقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك بعد قمع المصلين المسلمين قرب باب المغاربة، بالتزامن مع صلاة عيد الأضحى، الأول من أمس، الأحد، بعد أن كانت قد أعلنت أنها ستمنع المستوطنين من اقتحامه.
واندلعت في أعقاب ذلك، مواجهات مع المصلين الفلسطينيين، فأخرجت الشرطة المستوطنين واعتدوا على المصلين، وأوقعوا نحو 61 إصابة في صفوفهم، تم نقل 16 منهم إلى المستشفيات في القدس، حسب إحصائية لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وبعدها سمحت قوات الاحتلال باقتحامات المستوطنين على دفعتين إضافيتين.
وقال إردان في حديثه لإذاعة "راديو 90" الإسرائيلية، "أعتقد أن هناك ظلمًا لليهود في الستاتيكو (الوضع القائم) السائد منذ العام 67، ويجب العمل على تغييره حتى يتمكن اليهود في المستقبل أيضًا من الصلاة في جبل الهيكل (الحرم القدسي الشريف) الذي يعتبر أقدس مكان للشعب اليهودي فيما يعتبر ثالث أقدس موقع في الإسلام".
وأضاف أنه "يجب اتخاذ إجراءات وخطوات عملية للوصول إلى وضع يمكن اليهود من الصلاة فيه. لكن يجب تحقيق ذلك من خلال الترتيبات السياسية وليس بالقوة".
وتابع إردان، وهو عضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، إن "صلاة اليهود يجب أن تسمح فردية أو جماعية، سواء في مكان مفتوح أو مغلق".
وعن الأحداث التي شهدها المسجد الأقصى يوم الأحد الماضي، ادعى إردان أنه "عندما أدركنا أن كل شيء كان يتم داخل المسجد بعد صلاة العيد حتى تتمكن مجموعة صغيرة من منع اليهود من الدخول وأداء شعائرهم الدينية، استخدمنا القوة، فرقناهم وسمحنا للمستوطنين بالدخول".
وسارعت منظمات "الهيكل" المزعوم، بإصدار بيانات ترحب من خلالها بتصريحات إردان (الليكود)، التي تأتي فيما يشهد معسكر اليمين الإسرائيلي مزايدات إعلامية من قبل مختلف الأحزاب في محاولة لجذب ناخبي اليمين المتطرف وتيارات الاستيطان الديني.
واعتبرت المنظمات أن الزيادة في عدد المستوطنين المقتحمين للأقصى في ما يسمى بـ"ذكر خراب الهيكل" هذا العام والتي بلغت ٢٠٪، "تعزز السيادة والسيطرة الإسرائيلية، وتساعد بعودة مظهر الحياة اليهودية إلى المكان. كما تعيده إلى أصله كمكان مقدس ومخصص لصلاة اليهود".
يذكر أن الوضع القائم في القدس (الستاتيكو - بمعنى ثابت أو قائم)، هو الوضع الذي ساد في المدينة المقدسة قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، بمعنى أن إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس هي المسؤولة عن كل ما يتعلق بالمسجد الأقصى بما في ذلك الحق في تحديد من يدخل ومن لا يدخل المسجد وبأي طريقة يدخلون، باعتبارها المسؤولة عن إدارة المسجد من كل النواحي.
وتزعم حكومة الاحتلال بأنها "تحترم الوضع القائم"، لكن دائرة الأوقاف الإسلامية تقول إن إسرائيل تتعدى على صلاحياتها وتسمح للمستوطنين باقتحام المسجد دون موافقتها ورغم احتجاجاتها.
وتدعو جماعات يهودية متطرفة إلى تقسيم المسجد الأقصى زمانيا بين المسلمين واليهود، وهو ما ترفضه دائرة الأوقاف الإسلامية بشدة.
وسبق أن طالبت جماعات ومنظمات "الهيكل" المزعوم، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بالسماح لليهود باقتحام الأقصى خلال عيد الأضحى حتى وإن كان يوم عيد للمسلمين.