ليس بجديد سياسة اشعال الصراع التي يقوم بها نتنياهو حتى يبقي على الاوضاع القائمة ويزيد من عدد المستوطنات والمستوطنين .... ويحاول جاهدا ان يزيد من مساحة اطماعه في الاراضي الفلسطينية وان يبني سياساته وعلاقاته على استمرار كسب اليمين واليمين المتطرف وقطعان المستوطنين .
بمقالات سابقة كنا نتوقع كما غيرنا ان نتنياهو لن يكون صانعا للسلام !!! بل سيبقى بتأرجح ما بين ارضاء اليمين وايجاد التحالفات بقواه المتطرفه مع الليكود على اعتبار ان المجتمع الاسرائيلي بمجمله يميل الي اليمين بعد تراجع اليسار وحزب العمل .
الخارطة السياسية والحزبية الداخلية داخل دولة الكيان يحدث فيها من المتغيرات والتقلبات التي تقرب من احتمالية السقوط المدوي لنتنياهو كشخصية سياسية عليها من الشبهات والملفات ... كما عليها من عدم القدرة على كسب القوى السياسية لتشكيل حكومة مستقرة .
ما يجري من تحالف الليكود مع قوى اليمين واليمين المتطرف لمواجهة تحالفات يجري بلورتها على صعيد الخارطة السياسية الداخلية كما يحدث مع ميرتس وحزب العمل ... اضافة الى حزب (كاحول لافان) التي يتزعمه بيني غانتس والذي أبدا استعداده للتحالف مع الليكود لاجل تشكيل حكومة موسعه ولكن دون مشاركة رئيس الوزراء نتنياهو ... وفي تصريح أخر تحدث غانتس انه مستعد للمشاركة على اساس تولي رئاسة الحكومة اولا .
بكافة الاحوال وفي ظل ما هو متوقع بالانتخابات القادمة بسبتمبر القادم تشير كافة الدلائل والمؤشرات على عدم قدرة نتنياهو لتشكيل حكومة بقيادته في ظل منافسه وزير الحرب السابق ليبرمان ... كما المنافسة الاكبر لغانتس
يحاول نتنياهو ان يعيد ترتيب اوراقه ساعيا لاخذ موافقة الرئيس الامريكي ترامب لضم الضفة الغربية واعطاء هدية ثمينة لليمين وقطعان المستوطنين لعل وعسى ان يكسب هذا المعسكر المتزايد وان يحقق على طريقه كسبا انتخابيا مريحا له لاجل تشكيل حكومة قادمة .
ما يسعى اليه نتنياهومن سياسة اشعال الصراع ... وزيادة احتمالات المواجهة المفتوحة داخل الارض الفلسطينية ... تجعل من امكانية حدوث أي تقدم او انفراج في حلبة السياسة امرا مستحيلا .
من يسمح بزيادة عدد المستوطنات والاستيلاء على المزيد من الاراضي الفلسطينية ومن يسمح بهدم منازل الفلسطينيين ... ومن يسمح بزيادة عدد المستوطنين ... ومن يسمح باعتداء المستوطنين على الاماكن المقدسة وتدنيسها ... ومن يسرق اموال المقاصة الفلسطينية .... ومن يعمل على القتل اليومي للفلسطينيين يصب كل ذلك في سياسة عمياء لا ترى الحقيقة التاريخية ولا حقائق الواقع ان هنا على هذه الارض شعب بالملايين وله امتدادته التاريخية وله حقوقه السياسية والوطنية ولا يمكن محاولة شطب حقوقه تحت مزاعم وخزعبلات توراتية او تحت مسميات واسباب سياسية حزبية تسعى لكسب هذا اليمين المنفلت على حساب امن واستقرار المنطقة .
دولة الكيان وعبر حكوماتها المتعاقبة وبكافة السياسيين الذين تولوا سدة الحكم لم يصلوا بعد الى الحقيقة الساطعة والثابتة ان الشعب الفلسطيني يوجد على هذه الارض وسيعمل على بناء دولته الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس وسيستخدم من الوسائل والاساليب ما يضع اسرائيل وعلى مدار اللحظة أمام المزيد من الحقائق والثوابت من خلال الشرعية الدولية وقراراتها وقوانينها ومن خلال هذه الكتلة السكانية الديموغرافية التي لن تستطيع اسرائيل ان تشطب حقوقها او تتلاعب بها .
سياسة اشعال الصراع المستمر التي يقوم بها نتنياهو والتي تصل الى حد الانفجار .. سياسة لخلط الاوراق ومحاولة من اليمين لكسب التأييد الامريكي لاجل ضم اجزاء من الضفة الغربية وفي ذات الوقت استمرار التهدئة بحسب الطريقة الاسرائيلية وسياساتها على صعيد الجنوب كما استمرار حالة التطبيع الانتقائي مع بعض العواصم في ظل جهد اسرائيلي يميني لاقناع المجتمع الاسرائيلي ان نتنياهو يعمل على تحقيق الامن دون التنازل عن الارض ... كما يعمل على تطبيع العلاقات مع العرب دون ان يتنازل او حتى ان يعطي جزءا يسيرا من الحقوق .
هذه السياسة الداخلية التي تزيد من فرص اليمين كما السياسة الخارجية التي تستند الى الدعم الامريكي لن توفر لنتنياهو امكانية اكبر وقوة اضافة يستطيع من خلالها منافسة منافسيه وتحقيق مكسبا مريحا يمكن من خلاله ان يقود الحكومة القادمة .
الكاتب : وفيق زنداح