أعلنت عائلة الفنان الفلسطيني كمال بُلّاطة بدء إجراءات إعادة جثمانه إلى مدينته القدس، إذ حصلت يوم الأربعاء على إذن بنقل جثمانه إلى مدينته من أجل أن يرقد فيها تلبية لوصيته، بعد أسبوع كامل من الجهود الحثيثة التي قام بها محاموه وأفراد عائلته.
وكان بُلّاطة، الفنان التشكيلي، المؤرخ الفنّي الفلسطيني، ابن مدينة القدس، رحل في الخامس من آب /أغسطس الجاري في برلين.
وأصدرت عائلة الفنان الراحل بياناً بعنوان “كمال بُلّاطة سوف يرقد في القدس”، فيما يلي نصه:
“وأخيراً سيعود ابن القدس كمال بُلّاطة إلى وطنه كي يوارى في مقبرة بطريركية القدس للروم الأرثوذكس في جبل صهيون، إلى جانب أجداده وأفراد عائلته”.
وقال بيان العائلة: “وُلد كمال في القدس وترعرع في المدينة المقدسة، وتعود جذور عائلته في المدينة القديمة إلى أكثر من 600 عام، وهذا بحسب وثائق الكنيسة الأرثوذكسية المقدسية ومختار العرب الأرثوذكس في المدينة القديمة المرحوم السيد متري الطبّه”.
ومنذ نصف قرن، مُنع كمال بُلّاطة من العودة إلى مدينته، لأنه كان في الخارج، من أجل إقامة معرض فنّي له في بيروت عام 1967، حين وقوع الاحتلال. وقد فشلت جميع محاولاته للعودة إلى القدس، ولم يستطع العودة سوى مرة واحدة خلال زيارة قصيرة عام 1984، قام فيلم “غريب في وطنه” بتسجيلها.
لكن رغم ذلك فقد بقيت القدس في قلبه وفنّه.
كانت أمنيته أن يعود إلى القدس ويُدفن فيها. وبعد أسبوع كامل من الجهود الحثيثة التي قام بها محاموه وأفراد عائلته حصلنا اليوم على إذن بنقل جثمانه إلى مدينته من أجل أن يرقد فيها.
إن حقّ عودة كلّ فلسطيني إلى وطنه هو حق ّمقدّس، وهذا الحقّ ينطبق بشكل خاص على المقدسيين الذين تشكّل المدينة المقدّسة جزءا من حياتهم وجوهر وجودهم.
من المُحزن أن يُمنع هذا الحقّ عن كثيرين، ونحن اليوم نشعر بمرارة الرضى عندما يستطيع شخص له قامة كمال بُلّاطة الفنية ويحظى بالاحترام والتقدير في العالم أن يُحقّق أمنيته الأخيرة.
فليرقد بسلام وليكن ذكره مؤبّدا.
ستجرى مراسيم الدفن في القدس، وذلك في تمام الساعة الرابعة من بعد ظهر الإثنين الموافق 19 آب/أغسطس 2019 في كنيسة صهيون، حيث يوارى في مثواه الأخير.
تقبل التعازي في النادي الأرثوذكسي العربي في بيت حنينا- مفرق الضاحية يوم الإثنين بعد الدفن مباشرة ويوم الثلاثاء من الساعة 4 – 8 مساء.
وفي برلين ستقام صلاة الجنازة لراحة نفسه في العاشرة والنصف من صباح الخميس 15 آب/ أغسطس الجاري في “كنيسة القديس جاورجيوس الأنطاكية الأرثوذكسية”، قبل أن يرقد في القدس.