لم يشكل شلال الدم رادعا حقيقيا للسائقين المتهورين و ما زالت حوادث السير مستمرة ومازالت الجراح دامية والموت يخطف الارواح وسببها الأخطاء المرورية التي يرتكبها السائق والمصيبة تتعاظم عندما تُرتكب هذه الحوادث بالقنابل الموقوتة ( المركبات غير القانونية ) التي تعتبر توابيت متحركة في المدن والقرى والمخيمات . ورغم كل المناشدات والارشادات والإجراءات التي تتخذها الشرطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية للحد منها الا اننا ما زلنا نخسر الأطفال والرجال والنساء والشيوخ علاوة على خسائرنا المالية والصحية والمشاكل الاجتماعية ونشوب الشجارات وتدمير العائلات والأسر التي تتسبب بها الحوادث والمركبات غير القانونية.
إحصائيات مرورية صادمة يتحدث بها العقيد لؤي ارزيقات المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية والتي تشير الى ارتفاع مستمر في حوادث السير في فلسطين منذ عدة سنوات ويؤكد بان شرطة المرور سجلت وقوع 8253 حادث سير منذ بداية العام الحالي نتج عنها 81 حالة وفاه و6645 أصابه من بينها 95 حالة وصفت بالخطيرة جلها تقع في الطرقات الخارجية
وفيما يتعلق بالإجراءات التى تتخذها الشرطة للحد من هذه الحوادث يقول العقيد ارزيقات إن إجراءات شرطة المرور تتمثل بتكثيف العمل المروري في كافة المحافظات وتحرير المخالفات بحق السائقين المخالفين حيث حررت الشرطة منذ بداية العام 130.774 مخالفة مرورية وفحصت 326997 مركبة وأنزلت عن الشارع 2374.
وحول اشتراك المركبات غير القانونية والتي تمكنت الشرطة والأجهزة الأمنية من إتلاف 3395 مركبة منها منذ بداية العام , يوضح العقيد ارزيقات بان 17 حالة وفاة من بين 81 حالة وفاة كانت بمركبات غير قانونية وهذا رقم كبير ويحتاج لوقفة من الاباء والأمهات.
ويؤكد العقيد ارزيقات بأن معظم الحوادث القاتلة تقع في الطرق الخارجية لأن السائق يعتبر نفسه غير مراقب لذلك يرتكب الأخطاء القاتلة كالسرعة الزائدة والتجاوز الخاطئ واستخدام الهاتف النقال . وللحد من هذه الاخطاء يجب تفعيل الرقابة المجتمعية من خلال الركاب في داخل المركبة والتدخل لدى السائق في الوقت المناسب وفي اللحظة الاولى التى يبدأ بارتكاب الاخطاء المرورية لأن هذا الخطأ يمس حياتهم وحياة الاخرين اضافة لتوثيق الاخطاء وارسالها للشرطة ... يكفينا موتا بالاخطاء المرورية فكل حادث سير هو مخالفة مرورية.