العوض: علينا ان نواجه البيئة التي يوفرها الانقسام لنقبر مؤامرة التهجير

علق وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني على خطورة التصريحات الإسرائيلية حول تهجير جماهير الشعب الفلسطني في المحافظات الجنوبية (قطاع غزة) قائلا ":ان الوزير الإسرائيلي جلعاد اردان أفصح عن مكنون الخطة الإسرائيلية التي تناقش منذ أكثر من عام والتي يذكر الجميع كانت في سياق تفاهمات التهدئة التي اعترضنا عليها في حينه وكانت تتضمن إقامة مطار في النقب ويبدو ان دولة الاحتلال كانت تخطط لإقامة مثل هذا المطار من اجل تهجير أكبر عدد ممكن من أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة".

وأضاف العوض في حديث صحفي عبر "وكالة قدس نت للأنباء" ان " هذه العملية هي استمرار لعملية التطهير العرقي الذي تقوم به حكومة الاحتلال وهذا منسجم تماما مع قانون القومية العنصرية العرقي الذي اقرته الكنيست لذلك نتوقع ان يتصاعد هذا الحديث وتتكثف المخططات استغلالاً للوضع الاقتصادي والحصار الصعب الذي يرزح تحت وطأته أبناء شعبنا في غزة بسبب الانقسام البغيض وبسبب استمرار الحصار الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة".

وأردف العوض قائلاً:  "اللافت في الامر ان هناك عملية هجرة ناعمة تجري من قطاع غزة هناك الاف الشباب الذين يهربون من الواقع المزري، خلال العامين الماضيين خرج دون عودة ما يقارب ال 35 ألف فلسطيني معظمهم من الشباب لذلك لا بد من مواجهة هذه الخطورة الكبيرة الكامنة خلف عملية التهجير القصري وخاصة ان هذه العملية تشكل بروفة لهجرة قد تمتد لتطال الشعب الفلسطيني ليس في قطاع غزة فقط بل وفي الضفة الغربية وفي مناطق ال 48 لان جوهر الصراع بيننا وبين المشروع الصهيوني هو البقاء على هذه الأرض ولذلك يجب ان يكون هناك سياسة حكيمة فلسطينية لمواجهة هذا المخطط والتصدي له عبر انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية عبر توفير فرص عمل لكل أبناء شعبنا الفلسطيني ما أمكن وقطع الطريق على أي محاولات إسرائيلية وامريكية لاستغلال هذا الوضع البائس في تمرير خطة الترانسفير الناعم الذي تخطط له الدوائر الإسرائيلية المدعومة من الإدارة الامريكية".

وتابع  العوض أن "افصاح حكومة الاحتلال عن المخطط والمجاهرة به بشكل علني يهدف لتحقيق مسألتين المسألة الأولى خلق حالة من البلبلة والارتباك في الأوساط الفلسطينية خاصة الشباب والمسألة الثانية هي تسارع حمى الانتخابات الإسرائيلية المزمع عقدها في أيلول القادم ونتنياهو وحكومته يريد ان يقدم نفسه باعتباره ملك إسرائيل الحديث الذي يواصل عملية طرد وتهجير الفلسطينيين من ارضهم والمسألة الثالثة تأتي في سياق خطة ترمب المشؤمة التي تتهاوى تحت وقع الصمود الفلسطيني وهم يبحثون عن مخارج لإعادة احياء هذه الصفقة

واعتقد نحن بحاجة لسياسة فلسطينية جديدة محدثة تقوم على تعزيز صمود المواطنين وتوفير فرص عمل لآلاف الشباب الخريجين والعاطلين عن العمل وتقوم قبل كل شيء على ضرورة مغادرة مربع الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وهي صرخة يجب ان تسمعها حركة حماس لا بد من الذهاب لتنفيذ كل الاتفاقات الموقعة دون مماطلة او تسويف والذهاب لان تقوم الحكومة الفلسطينية بتحمل كل الأعباء في قطاع غزة وان تتولى كل المسؤوليات وتقوم بكل الواجبات وغير ذلك ستبقى ثغرة هي الثغرة القاتلة التي ممكن ان ينفذ منها هذا المشروع الصهيوني الخبيث بتهجير آلاف الفلسطينيين من ارضهم وهذا استمرار للمشروع الصهيوني منذ اكثر من مائة عام".

ورداً على تكرار كلمة غزيين من قبل مقدمي البرنامج قال العوض "اود لفت النظر لمصطلح يتم ترويجه عن طيب نية فنحن هنا لسنا غزيين فأبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة فلسطينيين وبالتالي مصطلح غزيين يجعلهم كأنهم في كوكب آخر وهذا المصطلح يتم تكبيره وكأن القطاع جزء منفصل عن الأراضي الفلسطينية".

وشدد العوض على ان "أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة هم في دائرة الاستهداف لكن كل شعبنا الفلسطيني مستهدف والان تحاول الإدارة الامريكية وحكومة الاحتلال ان تسلط الأضواء مجددا لإحياء صفقة القرن بعد ان تهاوت. شعبنا الفلسطيني كله في دائرة الاستهداف في قطاع غزة كما في القدس والخليل كما في مواقع الشتات وكل أماكن تواجده دولة الاحتلال والحركة الصهيونية تريد ان تقتلع الشعب الفلسطيني من ارضه كامتداد للمشروع الصهيوني الذي بدأ قبل اكثر من مائة عام بوحدتنا وتكامل طاقات شعبنا في كل مكان سنواجه هذا المشروع الصهيوني الخبيث

ويجب ان نغلق الثغرات التي تتسلل منها هذه المؤامرات ويجب ان نقضي على البيئة التي تدفع الشعب والشباب الفلسطيني للهجرة وهذه البيئة هي الانقسام وما خلفه من معاناة ومن انتهاك للحريات ومن حصار ومن أوضاع اقتصادية صعبة يعيشها الشعب الفلسطيني بشكل عام ويعيشها أهلنا في قطاع غزة بشكل خاص"

وختم العوض حديثه قائلاً "علينا ان نواجه البيئة التي يوفرها الانقسام لكي نتمكن من قبر مؤامرة التهجير كما قبرنا عشرات المؤامرات".

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -