حنا: القدس بحاجة إلى تحرك عربي سريع طال انتظاره

قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، صباح اليوم، وذلك بمناسبة الذكرى الـ50 لإحراق المسجد الاقصى، بأن "هذه الذكرى الاليمة هي ليست فقط لاستذكار هذه الجريمة النكراء بل لاظهار وابراز واقع مدينة القدس المأساوي فمنذ 50 عاما والحرائق ما زالت مشتعلة في مدينة القدس والمستوطنون المتطرفون يصبون الزيت على النار المشتعلة بتطرفهم وعنصريتهم وحقدهم واستهدافهم للفلسطينيين ولاوقافهم ومقدساتهم".

وشدد المطران لدى لقائه، صباح اليوم، في كنيسة القيامة وفدا من ممثلي وسائل الاعلام العربية، "القدس تحتاج الى تحرك عربي سريع طال انتظاره ونتمنى ونطالب بأن يكون هذا التحرك سريعا وفاعلا قبل فوات الاوان".

وأضاف "القدس التي تعرفونها قبل سنوات تغيرت بشكل دراماتيكي والبؤر الاستيطانية منتشرة في كل مكان والفلسطينيون يعاملون في القدس كالغرباء وكالضيوف في حين ان القدس لهم وهي مدينتهم وعاصمتهم وحاضنة اهم مقدساتهم الاسلامية والمسيحية".

ولفت حنا إلى أن كل شيء عربي فلسطيني اسلامي او مسيحي مستهدف ومستباح في المدينة المقدسة وحتى مناسباتنا الوطنية والرياضية تُقمع وتُمنع بطريقة همجية من قبل اولئك المستبدين المستعمرين الذين يريدون للقدس ان تتغير ويريدون طمس هويتها وملامحها وتزوير تاريخها.

وأكد حنا أن "الفلسطينيون يقفون شامخين مرفوعي الهامة في تصديهم للاقتحامات وللممارسات الاحتلالية في القدس وكما نقول فإن للبيت رب يحميه ونضيف الى هذا بأن هنالك في القدس شعبا ابيا يدافع عن هذه البقعة المباركة من العالم المجبولة بدماء القديسين والشهداء والتي تعتبر مدينة السلام وقطعة من السماء على الارض".

وأوضح أن "القدس في خطر شديد واولئك الذين يقتحمون الاقصى ويهددون بتقسيمه زمانيا ومكانيا وصولا الى بناء هيكلهم المزعوم انما هم ذاتهم المتطاولون على اوقافنا المسيحية التي تسرق منا عنوة وبطرق التفافية غير قانونية وغير شرعية وعبر عملاء ومرتزقة وادوات وجدوا خدمة للاحتلال وممارساته واجنداته".

وأشار إلى أن الاقصى في خطر ولكن اوقافنا المسيحية هي ايضا في خطر شديد وعندما نتحدث عن القدس يجب ان نبرز بُعديها الاسلامي والمسيحي لان هذا هو ما يميز مدينتنا فهي المدينة المقدسة في الديانات التوحيدية الابراهيمية الثلاث وهي حاضنة اهم المواقع الدينية التاريخية الاسلامية والمسيحية.

وقال "ان الاعتداء على الاقصى هو اعتداء على كنيسة القيامة والاعتداء على المسلمين في مقدساتهم واوقافهم هو اعتداء على المسيحيين ايضا كما ان التعدي على اوقافنا المسيحية هو تعدي على الكل الفلسطيني ولذلك وجب علينا ان نتعاون وان نوحد صفوفنا وتفاعلنا وتعاضدنا في دفاعنا عن قدسنا وفي دفاعنا عن مقدساتنا ، فالاحتلال يريدنا ان نغادر هذه المدينة المقدسة وما يتعرض له المقدسيون من ضغوطات انما هدفه جعلهم يرحلون لكي يستولي المستوطنين على عقاراتهم واوقافهم".

وأضاف "سنبقى في القدس شاء من شاء وابى من ابى ولن نتخلى عن حقنا في ان نبقى في مدينتنا وان ندافع عنها وعن وجهها وطابعها وهويتها المستهدفة والمستباحة".

وقال "لقد تحولت مدينة القدس من مدينة للسلام الى مدينة للصراع والتعصب والكراهية بفعل سياسات الاحتلال التي تؤجج الكراهية والتطرف في مدينتنا".

وأضاف "المسيحيون الفلسطينيون مستهدفون في اوقافهم ومقدساتهم كما هو حال اشقائهم المسلمين وما يخطط لباب الخليل هو اخطر بكثير مما يظنه البعض ويؤسفنا ويحزننا ان هنالك شركاء متخاذلين ومتآمرين كان من المفترض ان يكونوا روادا في الدفاع عن القدس ولكنهم ويا للاسف اضحوا جزءا من المخطط الذي يستهدف مدينتنا المقدسة".

وناشد المرجعيات الروحية الاسلامية والمسيحية بأن تدافع عن القدس ودفاعنا عن القدس، لافتاً إلى أنه لا يجوز ان يختزل بمؤتمرات وخطابات تعقد هنا وهناك، لأن القدس ليست بحاجة الى مؤتمرات لا تغني ولا تسمن بل هي بحاجة الى قرارات عملية، فالجميع يعرفون جيدا ما يحدث في القدس وما تتعرض له مدينة القدس وما هو مطلوب هو اتخاذ خطوات عملية استراتيجية للحفاظ على ما تبقى من مدينتنا لكي لا نصل الى يوم نبكي فيه على اطلال مدينة عشقناها وانتمينا اليها بكافة جوارحنا.

وأضاف "الفلسطينيون في القدس باقون في الخطوط الامامية دفاعا عنها ولكنهم بحاجة الى الامة وبحاجة الى كل اصدقائهم محبي فلسطين وعاشقي مدينة القدس لكي يهبوا لنصرتهم ويكونوا الى جانبهم في هذه المحنة التي يعيشونها في كل حين".

المصدر: القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء -