قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم السبت بأن "ما يسمى داعش والنصرة وغيرها من المنظمات الارهابية الدموية انما لا تمت بصلة الى القيم والاخلاق الانسانية والروحية والحضارية النبيلة ."
وأضاف المطران حنا في حديث تلفزيوني مع قناة CTSAT القبطية الفضائية ان "داعش واخواتها من المنظمات الارهابية الدموية انما هي مشروع امريكي صهيوني بامتياز هدفه تدمير مجتمعاتنا وتفكيك بلداننا واثارة الضغينة والكراهية والفتن في صفوفنا وبين ظهرانينا وهذه المنظمات الارهابية الدموية وجدت بعض البؤر الحاضنة لها في مجتمعاتنا واقطارنا العربية نتيجة الجهل والتخلف والفقر وانعدام التربية الصحيحة ."
وتابع "كنا وما زلنا نتمنى ان تُصرف مئات المليارات من الدولارات التي دفعت من اجل الحروب والدمار والخراب في منطقتنا على مشاريع هدفها معالجة الافات الاجتماعية والاقتصادية والاهتمام بمسالة التربية والتعليم والثقافة ومعاجلة ظاهرة البطالة والجوع في اكثر من مكان في منطقتنا .
ان المنظومة الداعشية الدموية استهدفت المسيحيين في هذا المشرق كما استهدفت غيرهم فهي منظومة تدميرية هدفها حرق الاخضر واليابس وتدمير الوطن العربي وتحويلنا من امة عربية واحدة الى طوائف وقبائل متناحرة فيما بينها ، لا بل ان هذه المنظومة الداعشية الدموية انما هدفها ايضا هو حجب الانظار عن فلسطين فقد اوجدوا لنا حالة عدم الاستقرار والتوتر والحروب في منطقتنا لكي لا يتسنى للعرب التفكير بقضيتهم الاولى الا وهي قضية فلسطين وعاصمتها القدس ."
وأضاف "خلال السنوات الاخيرة وخلال هذه الحقبة التي اطلق عليها زورا وبهتانا بالربيع العربي وهي في الواقع ربيع امريكي صهيوني في منطقتنا العربية ففي هذه الحقبة ازدادت الاعتداءات على القدس وعلى الشعب الفلسطيني وازدادت العمليات الاستيطانية والتعديات على مقدساتنا واوقافنا الاسلامية والمسيحية ."
وقال المطران حنا "اعود واكرر بأن داعش وغيرها من المسميات الارهابية الدموية انما هي مشروع امريكي صهيوني استعماري بامتياز وهذا المشروع وجد من يؤيده في وطننا العربي بسبب الجهل والتخلف وانعدام التربية الصحيحة ."
واستكمل حديثه "اقول ومن قلب مدينة القدس بأن المسيحيين في فلسطين كما وفي هذا المشرق العربي وهم قد عانوا من الارهاب كما عانى اخوتهم وشركائهم في الانتماء الوطني انما يؤكدون انهم ليسوا اقليات او جاليات في اوطانهم وان كان الاستعمار يخطط دائما لتحويلهم الى اقليات وجاليات تتميما للقول المعروف " فرق تسد " .
لسنا اقليات في اوطاننا ولن نكون وستبقى اجراسنا في القدس وفي هذه المشرق تقرع في سماء منطقتنا وفي ارضنا المقدسة مبشرة ومنادية بقيم المحبة والرحمة والاخوة ومؤكدة ايضا على عراقة وجودنا وانتماءنا لهذا المشرق وقلبه النابض فلسطين الارض المقدسة ."
وشدد "لن تنحرف بوصلتنا حتى وان ارادت ذلك القوى الاستعمارية الغاشمة وسيبقى انتماءنا لهذا المشرق ولهذه الامة وقضيتنا ستبقى قضية فلسطين وشعبها المظلوم شاء من شاء وابى من ابى .
أما مدينة القدس فستبقى جرحنا النازف الذي لم يندمل منذ ان تم احتلالها فالقدس مدينة مصلوبة ومعذبة كسيدها وهي تعيش على رجاء قيامة ملؤها الحرية والكرامة واستعادة الحقوق السليبة ."
وقال "اننا نناشد الكنائس المسيحية في مشارق الارض ومغاربها بأن تلتفت الى فلسطين والى مدينة القدس فلا يجوز ان تؤثر علينا التيارات الداعشية الدموية ويجب ان تبقى بوصلتنا في الاتجاه الصحيح .
القدس عاصمتنا ومدينة ايماننا وحاضنة اهم مقدساتنا ونحن نحذر مجددا ان الحضور المسيحي في مدينة القدس في خطر شديد فاوقافنا ومقدساتنا مستهدفة كما هو حال المقدسات والاوقاف الاسلامية ."