أحيا الفلسطينيون عصر الجمعة (16/8) الجمعة السبعين لـ«مسيرات العودة وكسر الحصار» على طول الحدود الشرقية الفاصلة بين قطاع غزة وأراضي الـ 48. وحملت هذه الجمعة عنوان «الشباب الفلسطيني»، تثميناً للدور الكبير الذي يقوم به هؤلاء الشباب في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، كونهم وقود الثورة ومحركها، بالتزامن مع اليوم العالمي للشباب، الذي اقرته الجمعة العامة للأمم المتحدة، والتصدي لكافة المشاريع والمؤامرات الهادفة لتصفية القضية الوطنية الفلسطينية، وفي مقدمتها «صفقة ترامب».
وتميزت المسيرات بطابعها الشعبي، حيث شارك فيها الآلاف من الفلسطينيين من كافة الفئات والأعمار، من بينهم الشبان الجرحى الذين أصيبوا برصاص الاحتلال في «مسيرات العودة وكسر الحصار» في فعاليات سابقة، ورددوا هتافات الثأر للشهداء الذين استشهدوا برصاص الاحتلال في قطاع غزة والضفة الفلسطينية والقدس المحتلة، وسطروا أروع ملاحم البطولة والفداء، في عمليات فردية أوجعت الاحتلال وكشفت زيف قبضته الأمنية.
وأطلقت قوات الاحتلال المتحصنة خلف السلك الشائك، والسواتر الترابية والأبراج العسكرية، الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيلة للدموع على المتظاهرين العزل بكثافة، ما أدى إلى إصابة (63) فلسطينياً بجراح مختلفة منهم (20) إصابة بالرصاص الحي، من بينهم (17) طفلاً و(3) سيدات، فيما وصفت جراح عدد من الإصابات بالخطرة، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في غزة.
واستشهد 4 فلسطينيين (10/8) بنيران الاحتلال خلال محاولتهم تنفيذ عملية اقتحام وتسلل عبر السياج الحدودي الفاصل شرق دير البلح وسط قطاع غزة، وفق ما زعمه جيش الاحتلال. فيما لم تؤكد وزارة الصحة الفلسطينية خبر استشهادهم، بعد احتجاز الاحتلال لجثامينهم.
وأعلنت المصادر الطبية في صبيحة أول أيام العيد (12/8) انتشال الشاب مروان ناصر (28 عاماً) بعد ساعات من استشهاده، إثر إطلاق قوات الاحتلال النار عليه شرق بيت حانون شمالي القطاع.
فيما انتشلت طواقم الاسعاف (17/8) جثامين ثلاثة شهداء وجريح رابع، جراء قصفهم من قبل الدبابات والطائرات الاسرائيلية شمال بيت لاهيا شمالي القطاع.
وبذلك ترتفع حصيلة الاعتداءات الاسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 30آذار/ مارس 2018، إلى 317، تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامين 16 شهيداً ولم يدرجوا ضمن الكشوفات الرسمية لوزارة الصحة، فيما بلغ اجمالي الاصابات 33 ألفاً، منهم حوالي من 17700 دخلت لمشافي القطاع، فيما عولجت آلاف الإصابات ميدانياً في النقاط الطبية المنتشرة في مخيمات العودة على حدود القطاع.
من جهته، دعا أحمد أبو حليمة، عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وعضو الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار، في كلمة له عن الهيئة الوطنية في جمعة «الشباب الفلسطيني» بمخيم ملكة شرقي مدينة غزة، لتبني استراتيجية وطنية تعزز صمود الشباب، وإشراكهم في صنع القرار الوطني.
وتوجه بالتحية لجماهير شعبنا ولجرحى وشهداء مسيرة العودة وذويهم، كما توجه بالتحية لروح الشهيدين الطفلين نسيم أبو رومي وحمودة الشيخ، معتبراً ما جرى إعداماً بدم بارد للطفلين وإرهاب دولة منظم، تمارسه دولة الاحتلال الإسرائيلي في انتهاك للقانون الدولي والإنساني.
وقال أبو حليمة: «نحيي الشباب الفلسطيني المنتفض بمسيرات العودة في قطاع غزة، وفي انتفاضة القدس والأقصى، وثورة الكرامة من أجل الحقوق المدنية والاجتماعية الإنسانية للاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان، وللشباب القابض على جمر العودة في سوريا، وفي صفوف اللاجئين في الدول المضيفة، وفي الجاليات الفلسطينية في أوروبا، وأميركا الشمالية واللاتينية».
وأوضح أن العام 2019 هو عام الانتفاضات والثورات الشبابية الفلسطينية ضد الاحتلال والاستيطان وضد القهر والحرمان، عام المقاومة والإرادة والصمود لإفشال كل المشاريع والمؤامرات التصفوية، وفي مقدمتها «صفقة ترامب»، التي يراد منها تصفية القضية والحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطيني، من خلال تهويد القدس، وتشريع الاستيطان، وتصفية حق العودة من بوابة الضغط لتصفية وكالة الأونروا، وفتح باب التطبيع وبناء التحالفات مع العدو الإسرائيلي.
وأكد أبو حليمة، أنه أمام تلك التحديات الجسام بات ملحاً وضع خطة وطنية شاملة لتعزيز صمود الشباب الفلسطيني في الوطن والشتات، تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الرئيسية للشباب، بوعي ومسؤولية عالية، تنبع من الإدراك المسؤول، بأن معالجة قضايا الشباب، وتوفير مقومات صموده، هي بالضرورة عنصر رئيسي وحاسم من عناصر القوة الفلسطينية.
ودعا لإفساح المجال أمام المشاركة الفاعلة للشباب في صنع القرار الوطني، ووضع الخطط الكفيلة لاستثمار طاقاتهم، بوضع الحلول الضرورية لمجمل المشكلات التي تعانيها هذه الفئة من المجتمع الفلسطيني، على الصعيد الوطني والسياسي والاقتصادي والتعليمي والاجتماعي.
وأكد أبو حليمة، أن الشباب الفلسطيني، سيواصل نضاله ومقاومته المشروعة حتى استرداد كامل الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة بعاصمتها القدس على حدود 4 حزيران/ يونيو 67، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين بموجب القرار 194 الذي يكفل لهم حق العودة إلى الديار والممتلكات التي هجروا منها منذ العام 1948.
فيما دعت الهيئة الوطنية العليا لـ«مسيرات العودة وكسر الحصار» الفلسطينيين للمشاركة في فعاليات الجمعة الواحدة والسبعين تحت عنوان «جمعة لبيك يا أقصى»، والتي تتزامن مع الذكرى الـ 50 لجريمة حرق المسجد
الأقصى، وللتأكيد أن كل محاولات الاحتلال لتهويد مدينة القدس وتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً ستبوء بالفشل وستتحطم على صخرة صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
وجددت الهيئة تأكيدها على استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار على حدود القطاع المحاصر، والتأكيد على ضرورة توسيعها في كافة ساحات الفعل الفلسطيني، محذرة الاحتلال الاسرائيلي من مغبة استمرار حصاره وعدوانه على القطاع.
وأدانت الهيئة بشدة حالة الصمت العربية والتواطؤ الدولية إزاء ما يجري من عدوان على مدينة القدس والمسجد الأقصى. داعيةً إلى اتخاذ موقف عربي ودولي واضح تجاه هذا العدوان السافر على الشعب الفلسطيني ومقدساته.
بقلم/ تامر عوض الله