اجتماع الكابينت الاسرائيلي صباح اليوم للبحث في حالة التصعيد الميداني على العديد من الجبهات في الشمال والجنوب ... في الشمال لبنان وسوريا وفي الشرق الحشد الشعبي الموالي لإيران .... وضرب احد قواعد الجبهة الشعبية القيادة العامة بمنطقة البقاع اللبناني ومدى ارتباطهم جميعا بإيران ... والجبهة الجنوبية وما تشهده من توتر واختلاف الآراء حول التصعيد ما بين نصوص التفاهمات ... وما بين المعارضين لها ... كل ذلك يجري في الشمال والجنوب في ظل سياسة نتنياهو لتسخين الاوضاع ... ومنع غليانها لدرجة الحرب والمواجهة المفتوحة ...و الاستفادة القصوى من خلال الانتخابات القادمة وما يمكن ان يوصله نتنياهو الى منافسيه من انه لا زال يمسك بزمام الامور ... وقادر على التسخين ومنع الغليان والدخول بحرب لا طائل منها .
خارطة المواجهة القائمة وما يتم من طائرات مسيرة وقصف لموقع القيادة العامة بمنطقة البقاع وما جرى بالضاحية الجنوبية والرد الخطابي لزعيم حزب الله وما حمل من تهديد ووعيد ... وما يجري على جبهة الجنوب من قصف شبه يومي في اطار سياسة التحكم الاسرائيلي بعدم التصعيد المفتوح ... التزاما بتفاهمات قائمة وتيسيرا على اموال قادمة من خلال قطر وحتى ولو كان القرار بمنع دخول نصف الكمية المسموح بها لمحطة توليد الكهرباء .
نتنياهو يؤكد ويحاول التسخين بدرجة لا تصل الى مرحلة الغليان وتخريب التفاهمات ... وتوتير الاوضاع بالشمال .
محاولات تسخين نتنياهو رسالة داخلية للمجتمع الاسرائيلي ولأحزابه بانه قادر على استعادة زمام المبادرة وان اياديه قادرة على الوصول الى الضاحية الجنوبية ... كما الوصول الى ريف دمشق وحتى الى مراكز الحشد الشعبي بالعراق أي ان نتنياهو يحاول ايصال رسالة للولايات المتحدة ولبعض العرب ان بإمكانه ان يحجم ايران وان يجعلها بموقف التراجع وعدم التدخل واثارة الفوضى والفلتان الامني داخل المنطقة .
نتنياهو يحاول الخروج من احتمالية السقوط الانتخابي ما بعد ان وصل الى مرحلة الفشل في تنفيذ مفهوم الامن المزعوم او حتى السيطرة لاركاع السلطة الوطنية الفلسطينية وزعيمها الرئيس محمود عباس بعد ان فشل بمراحل عديدة في اركاع السلطة والقيادة الفلسطينية حتى بسرقة الاموال ومحاولة المساس بقدسية القدس وما جرى من مواجهات تثبت ان اليد الاعلى للسلطة الوطنية وللرئيس عباس وللشعب الفلسطيني ... وان مشاريع نتنياهو واليمين المتطرف لا تستطيع ان تمر وتنفذ في ظل مقاومة شعبية اثبتت نجاعتها .
في الجانب الاخر رسالة نتنياهو لجبهة الشمال والجنوب ان الانتخابات القادمة بعد ايام لن تمنعه من التحرك والتسخين بالقدر الذي يريده ... ولن تحول دون القيام بعمليات عسكرية تصل الى الحد الذي يؤكد ان لديه المزيد من الاوراق التي يمكن ايصالها .
ايران تريد ان تثبت انها لاعبا رئيسيا في امن المنطقة وان صواريخها التي تطلق بأيدي غيرها يمكن ان تحدث حالة عدم استقرار في اقتصاديات المنطقة اذا لم يسمح للبترول الايراني من التحرك كما ان ايران بصواريخها التي تطلق من قبل الحوثيين هي ذات الصواريخ التي تطلق من قبل حزب الله اللبناني في حالة حدوث مواجهة .
ما يجري من تسخين من قبل نتنياهو وحتى من قبل بعض الاطراف على ايقاع حالة من التفاهم غير المكتوب والذي لا يصل الى حد الغليان والمواجهة الشاملة لمعرفة الاطراف ان نشوب حرب واسعه ومفتوحة قد تكون بنتائجها الاولية مدمرة بحد كبير وربما تحدث تغيرا في معالم الخارطة القائمة .... لذا فان كافة الاطراف ربما بمرحلة تعني بالتسخين لكنهم بالمجمل لا يتفقون على الغليان والمواجهة ... لان في التسخين ما يمكن ان يحدث الدفيء المحتمل .... ولكن بالغليان ربما يكون الخراب .... لذا من الافضل التجميد الى حين !
كلا يحاول استعراض قوته دون فعل كبير !! والجميع يراقب بما يمكن السماح به .
نتنياهو والفاشل على جبهة الجنوب بحكم الوقائع والاحداث وبحسب اقوال وتصريحات منافسيه ... يريد ان يحدث انقلابا جزئيا في المشهد الميداني من خلال جبهة الشمال وحتى العراق ومواجهة ايران على الارض السورية واللبنانية والعراقية وعدم الوصول الى جبهة شمالية مفتوحة للمواجهة لاعتبارات لها علاقة بطبيعة التركيبة اللبنانية والتزاماتها وعلاقاتها الدولية ... ولطبيعة الاوضاع داخل سوريا الشقيقة ومواجهتها الدائمة والمستمرة منذ سنوات مع قوى الارهاب والتدخل الخارجي وخاصة التركي .
أي ان الجبهة الشمالية ليست جبهة مواجهة عسكرية ومفتوحة على الاقل بالوقت الحالي ... مع عدم استبعاد استمرار الضربات الانتقائية .
وعلى جبهة الجنوب ستبقى الضربات الانتقائية الى ان تصل لمرحلة جولة مواجهة في التوقيت الذي يكون بمصلحة الاطراف !!!! .
قد تحاول اسرائيل من خلال نتنياهو ومع قرب الانتخابات ان تحدث فعلا يمكن ان يساهم في تحسين صورته ونتائج تلك الانتخابات ... لكنها ستبقى في اطار التسخين ... ولن تصل الى درجة الغليان ... الذي يمكن ان يحدث الحريق !!!!
بقلم/ وفيق زنداح