أطلق المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات) الدورة السادسة من البرنامج التدريبي "التفكير الإستراتيجي وإعداد السياسات"، وذلك في مقرّي المركز في البيرة وغزة عبر نظام "الفيديو كونفرنس"، بحضور أعضاء من فريق الإشراف والتدريب، ومساعدي الإشراف التدريب، والمتدربين/ات، وخريجين/ات من الدفعات السابقة.
يرمي البرنامج إلى تدريب مجموعة من الباحثين/ات على مهارات التفكير الإستراتيجي، وتحليل وإعداد السياسات، ووضع خطط عمل إستراتيجية تتعامل مع قضايا مختلفة، وتعوض النقص في توفر مهارات وقدرات بحثية، خصوصًا لدى الجيل الشاب. وينقل هذا البرنامج الباحث من مستوى البحث الأكاديمي والخاص بالتشخيص والتوثيق والفهم إلى إطار البحث التطبيقي القائم على التخطيط ووضع برامج العمل التنفيذية، وليس فقط البحث العلمي التقليدي.
كما يهدف إلى تعزيز التفكير الإستراتيجي بشأن آفاق حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتعزيز المشاركة الديمقراطية والسياسية للشباب، من خلال الاستمرار في تعزيز وتنمية التفكير الإستراتيجي لدى الشباب ومشاركتهم في بلورة واقتراح الخيارات والبدائل المتاحة أمام الفلسطينيين، إضافة إلى تطوير المهارات الوظيفية لمجموعة جديدة من الكوادر البحثية الشبابية، بما يسهم في تطوير الإنتاج الفكري الجاد والمهني.
افتتح البرنامج خليل شاهين، مدير البرامج في مركز مسارات، منوهًا إلى أنه في دورته السادسة استفاد من خبرات وتجارب الدفعات السابقة، وراكم على إنجازاتها، معربًا عن شكره لجميع من ساهم في تطوير البرنامج.
وتطرق شاهين إلى ما حققه البرنامج منذ إطلاقه، حيث تخرَّج منه العشرات من الباحثين والباحثات ممن يمتلكون أدوات ومهارات التفكير الإستراتيجي وتحليل وإعداد السياسات والدراسات المستقبلية، والعديد منهم يعمل في مؤسسات القطاع العام والمؤسسات البحثية والأهلية، الأمر الذي يساهم أيضًا في تطوير أداء هذه المؤسسات. وأشار إلى دور منتدى الشباب للسياسات الذي بات يضم العشرات من خريجي البرنامج من الجنسين، وينشط في إنتاج العديد من أوراق الموقف والسياسات.
بدوره، قال سلطان ياسين، عضو مجلس أمناء مركز مسارات، ومشرف البرنامج، إنه تم قبول 40 متدربًا/ة وفق معايير عدة من أصل 250 متقدمًا/ة من الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي 48، موضحًا أن الهدف من هذا البرنامج تعزيز المشاركة الوطنية الواعية للشباب الفلسطيني بالشأن الوطني العام من خلال تزويدهم بالمعارف وتقنيات التفكير الإستراتيجي والدراسات المستقبلية، وإنتاج وتطوير أوراق تحليل سياسات وتقدير موقف وأوراق حقائق بما يعالج القضايا العامة والخاصة التي تتعلق بالشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.
وأدار ياسين اللقاء الأول الذي تطرق إلى محتوى وجداريات التدريب، ومنهجية التدريب والتزامات طاقم الإشراف والتدريب والتزامات المتدربين/ات، إضافة إلى سياسات الالتزام والإجراءات، ومخرجاته، فضلًا عن إجراء حوار مع المتدربين حول ما المتوقع من البرنامج، وكيف سينعكس على تطوير قدراتهم ومعارفهم وأدائهم.
وتحدث أعضاء من فريق الإشراف والتدريب ومساعدي الإشراف والتدريب عن رحلتهم خلال سنوات البرنامج، منوهين إلى أهميته في توفير فرصة للتعلم وتبادل الخبرات، واكتساب مهارات جديدة في مجال إعداد السياسات والتفكير الإستراتيجي، إضافة إلى رفد البيئة البحثية والسياساتية الفلسطينية بباحثين/ات على درجة عالية من امتلاك المعرفة والمهارات في مجالات التفكير الإستراتيجي وإعداد أوراق تقدير الموقف والسياسات والحقائق، وهو أمر كان يفتقر إليه المجتمع الفلسطيني رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها القضية الفلسطينية.
كما تطرق كل من سعيد الآغا وعايدة الحجار، خريجّيْن سابقين من البرنامج، إلى تجربتهما خلال البرنامج، وكيف استفادا منه في امتلاك معارف جديدة ومهارات وتقنيات في الكتابة، مشيدَيْن بدور مركز مسارات في تعزيز الهوية الوطنية الجماعية من خلال مشاركة الباحثين والباحثات من الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي 48 في البرنامج، وفي توفير فرصة للحوار على أسس من التعددية واحترام الرأي الآخر وتعزيز روح العمل الجماعي، ومنوهَين إلى أهمية ما يقوم به منتدى الشباب للسياسات، حيث يوفر الفرصة لاستدامة إنتاج الخريجين/ات من أوراق تقدير الموقف وتحليل السياسات.
يذكر أن المركز خرج خمس دورات من البرنامج (أكثر من 120 شابًا وشابة) أنتجوا أكثر من 120 ورقة تقدير موقف وتحليل سياسات وورقة حقائق، وهم جميعهم أعضاء في "منتدى الشباب الفلسطيني للسياسات والتفكير الإستراتيجي"، الذي يهدف إلى المساهمة في تعزيز مشاركة الشباب الفلسطيني من خلال اقتراح وإنتاج وتطوير ونشر أوراق تحليل سياسات وتقدير موقف بمجالاتها المختلفة، المرتبطة بالقضية الفلسطينية بأبعادها المختلفة، وتوفير منبر للحوار العام بمشاركة الجهات الفاعلة الرسمية والوطنية والشبابية في التجمعات الفلسطينية المختلفة.
ويتألف البرنامج من مجموعة من جداريات التدريب متعددة المحتوى ترتبط كل منها بالأخرى، بواقع 320 ساعة تدريبية، وأبرز هذه الجداريات: السياق الوطني والتفكير الإستراتيجي، النظام السياسي الفلسطيني، الصهيونية ومنظومات السيطرة، الشباب الفلسطيني والتأثير، الدراسات المستقبلية، تحليل الجمهور والسياسات، المصادر في تطوير بحوث السياسات، صنع وتحليل أوراق السياسات، تطوير أوراق تقدير الموقف وأوراق الحقائق، إضافة إلى الإحصاء وقراءة الاستطلاعات، وديناميكيات العمل الجماعي، وقواعد الكتابة السليمة، ونظرية اللعبة، وبحوث السياسات .. التسويق والتأثير.
ويُنفّذ البرنامج وفق منهجية قائمة على المشاركة الفاعلة للمشاركين/ات في إطار بيئة تعلم تفاعلية مبدعة، بما يتضمنه من جلسات الحوار والنقاش الوجاهي، وجلسات التفاعل الإلكتروني غير المتزامن عبر منصة تعلم افتراضية خاصة، وجلسات الطاولة المستديرة التي تتضمن استضافة خبراء ممارسين لعرض خبراتهم ومحاورتهم.