تسخين الجبهه الشمالية يصب في مصلحة نتنياهو على صعيدين الاول ليحصد مزيد من الاصوات الانتخابية من خلال البرهنة لجمهورة الانتخابي ان اسرائيل تحارب ايران في كل مكان وتمنعها من تهديد اسرائيل والاستقرار في المنطقة , والصعيد الثاني لاقناع خصومه انه الاقدر على قيادة اسرائيل خلال هذه المرحلة التي يحاول العدو تهديد امن واستقرار اسرائيل وبالتالي فانه يضع مصلحة اسرائيل امامهم لوضع ايديهم بيده والغاء الانتخابات البرلمانية المزمع اجرائها في 17 سبتمبر القادم بحجة حالة الطوارئ وتشكيل حكومة وحدة وطنية تستطيع مواجهة المخاطر القادمة من جبهتي الجنوب والشمال , ويعتقد نتنياهو ان هذا قد يدفع بيني غانتس رئيس ابيض ازرق المقابل للتوافق معه للدخول في حكومة واحدة او حتي للتوافق معه لادارة المعركة . لذلك نقول قد يلجاء نتنياهو للحرب على الاقل في غزة وخاصة انه وصل لقناعه ان المال لن يحقق الهدوء طويلا مع الفلسطينين , ولعل ضرب حركتي حماس والجهاد الاسلامي اليوم بات الاكثر احتمالية لان اسرائيل تريد تحقيق هدوء طويل الامد بشروطها في الجنوب وتحقيق ردع ما يضطر الحركتين لعدم توجيه صواريخهم للعمق الاسرائيلي دفاعا عن مصالح ايران وحزب الله باعتبار ان محور المقاومة محور واحد والاعتداء على اي طرف اعتداء على كل اطراف المحور وخاصة بعد ما حدث من ردة فعل لم تحدث من قبل في الجنوب على شكل قصف مستوطنات الغلاف بالصورايخ كرد من المقاومة الفلسطينية على حالة استهداف حزب الله في سوريا و الضاحية الجنوبية .
نتنياهو يعتبر نفسه يدير اخطر معركة تخوضها اسرائيل في الشمال والجنوب وعلي ساحات متباعدة ومختلفة الجغرافيا ولعلها الفرصة التاريخية له ليحقق ما لم يكن يحلم به على مستوي السياسة الداخلية والاقليمية , من خلال ادارته لهذه المعركة يعتقد نتنياهو انه سيتفادي الدخول في حرب كبيرة على مختلف الجبهات في ان واحد وسيبقي في اطار المشاغلة والقصف بالطائرات المسيرة في الشمال مع اتخاذ كافة التدابير الاحتياطية واستكمال الاستعدادات خشية الانزلاق الي حرب كبيرة وسيدفع بكتائب الجيش والويته على الجبهتين في ان واحد ,واعتقد ان نتنياهو يعتبر ان اخطر ما حدث في الجنوب من رد بقصف مستوطنات حواف غزة بالصورايخ انتقاما لضربات الجيش بالطائرات المسيرة في الشمال اخطر بكثير من تهديد حزب الله في الجنوب او اي تهديد من قبل فيلق القدس لاسرائيل , نتنياهو اليوم يظهر وكانه القائد الكبير الذي حمي اسرائيل من خطر هجمات الحرس الثوري الايراني التي كانت تجهز لهجوم بالطائرات المسيرة من سوريا لاهداف في اسرائيل وفي هذا الشأن قال قائد الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية "تامير هيمان" ان ذلك تم بفضل جهود المراقبة لدي جهاز الاستخبارات العسكرية وقال ان فيلق القدس الذي يقوده قاسم سليماني يواصل باستمرار جهودة لزعزعة الاستقرار بالمنطقة واسرائيل تعمل باستمرار على وقف محاولاته للايذاء الاسرائيلين .
بعد اقل من 12 ساعه سيرت اسرائيل طائرتين مفخختين فوق الجنوب اللبناني اسقطهم مقاتلوا حزب الله وكانت واحدة منهم تستهدف مبني المركز الاعلامي التابع لحزب الله في الجنوب اللبناني وهذا ما يؤكد ان اسرائيل سوف تستمر في هذا النهج على الاقل خلال الفترة القادمة ولا يستبعد ان يشمل اغتيال قيادات بالمقاومة في لبنان وقواعد وقيادات الحرس الثوري الايراني بسوريا والعراق ولعلها المرة الاولي التي تقصف فيها اسرئيل بطائرات مسيرة ويتم الاعلان عن ذلك لذات الاهداف التي تحدثنا عنها مسبقا . لا يعتبر نتنياهو نفسه قد تهور عندما سمح بالاعلان عن استهداف قواعد الحرس الثوري الايراني في عقربا بسوريا وعن استهدافة للقافلة العسكرية للحشد الشعبي على الحدود بين سوريا والعرق لانه بات يلعب على المكشوف ويعتبر ان لاسرائيل الحق في منع اي وجود ايراني على الارض السورية وحتي العراقية خوفا من تهديد اسرائيل في المستقبل. استبعد في المرحلة الحالية ان تنشب حرب بمقايس الحرب الواسعة والشاملة علي جبهات مختلفة بين اسرائيل وايران وستبقي هذه الحرب في اطار حرب الطائرات المفخخة علي الارض السورية واللبنانية وكل الدلائل التي ترشح الان تشير ان عمليات القصف الاسرائيلي للقوافل والمواقع في سوريا والعراق لن تخرج عن اطار حرب الطائرات المسيرة والمفخخة و التي ستستمر من قبل الطرفين في الشمال , اسرائيل تضرب اهداف تقول عنها انها اهداف حساسة والجيش السوري وقوات الحرس الثوري تسير طائرات مفخخة الي شمال اسرائيل .
اخطر ما يواجه نتنياهو اليوم هو غزة ويعرف انه بات امام عملية عسكرية اجبارية يعمل من خلالها على تفكيك تحالف تحالف قوي المقاومة وهذا ما يجعلنا نرجح شن عملية عسكرية كبيرة على غزة برغم احتمالات دخول عناصر حزب الله والحرس الثوري الايراني المعركة من الشمال وهذا لايستطيع احد التاكد منه قبل بدء المعركة لكن بالرغم من هذه الاحتماليه الا ان نتنياهو قد لا يكترث لذلك ويوجه ضرباته لكل من حماس والجهاد الاسلامي بشكل خاطف ومكثف لشل قدرتهم على الاستمرار في معادلة الرد الجديدة من غزة لصالح حزب الله وايران وهذا لا يعني انه استغني عن التفاهمات ومحاولة فرض الهدوء باقل الاثمان ويبقي خيار الضربة العسكرية خيار اخير له توقيته كما يقولون , لذلك استدعي خصومة بيني غينتس للتشاور في امر يقال انه كبير ووجة الكابينت الاسرائيلي اهتماماته لتعزيز الجبهتين الشمالية والجنوبية بمزيد من صورايخ القبة الحديدية تحسبا لحرب محتملة في الجنوب تضطر اليها اسرائيل لتحقيق الردع والهدوء وتحييد اطراف محور المقاومة عن بعضها اي حماس و الجهاد الاسلامي عن قوات حزب الله و الحرس الثوري الايراني في سوريا .
بقلم/ د.هاني العقاد