فلسطين وشعبها وقضيتها ....لا تشطب بجرة قلم !! .... ولا حتى بحروب ابادة !! ...ولا حتى بتهجير قسري !! .
فلسطين باقية على خارطة المنطقة والعالم بوجود شعبها.... بثقافتها وبانتمائها القومي والانساني والديني ... وبكافة مقدساتها الاسلامية والمسيحية .
الولايات المتحدة في عهد الرئيس ترامب تمارس سياسة الابتزاز والغباء السياسي بصورة تعبر عن عدم الدراية والمعرفة بالحقائق التاريخية والجغرافية والديمغرافية ...وحتى الجهل المقصود بأصول العلاقات السياسية الدولية والقانونية..... كما التجاهل الواضح والفاضح بالحقائق التاريخية للتاريخ القديم والحديث .
أمريكا دولة عظمي وقوية بإمكانياتها ومواردها ...لكنها لا تمثل العالم والقانون والانسانية ....ولا تمتلك أحقية التصنيف والعطاء والانقاص من حقوق الشعوب ....ولن تكون المتحكمة بالسياسة الدولية ....ولن تكون ممثلة لارادة القانون الدولي والانساني ....مهما بلغت أدواتها وقدراتها ونفوذها .... فانها ستبقي في حدود جغرافيتها ونفوذها وما تمتلك .... وليس ما يمتلكه الاخرون من شعوب العالم .
أن تقوم الخارجية الامريكية بحركة بهلوانية بشطب اسم فلسطين من قائمة دول المنطقة انما تعبر عن جهل.... وحالة مستمرة من التساوق مع التطرف اليميني الاسرائيلي ومشاريعه التوراتية .
مما يؤكد أن السياسة الامريكية لا زالت مستمرة بسياستها وبعزلتها الدولية ووقوفها أمام العالم بأسره المؤيد لفلسطين وشعبها وقيادتها .
فمن يجلس بقاعة الأمم المتحدة ...ومن يخاطب العالم بأسره من على منبر الأمم المتحدة ومن يحضر كافة الاجتماعات واثبات الحضور والرأي بكافة قضايا العالم .... ومن يترأس المجموعة 77 + الصين والتي تمثل ما يزيد عن 135 دولة بالعالم ومن له سفارات وقنصليات بغالبية عواصم العالم .... ومن قام باجراء الاتفاقيات والتوقيع عليها في باحة البيت الأبيض ...ومن يستقبل استقبال رؤساء الدول في البيت البيضاوي بواشنطن ...ومن يحضر الي فلسطين ليستقبل بالترحاب والاحترام في بيت لحم .... ومن يمتلك احترام كافة الرؤساء والملوك ومن يتمثل بكافة المؤسسات والهيئات العربية والاسلامية والدولية وحتى الأمم المتحدة .... من يمتلك هذا السجل الطويل من الانجازات والحضور التاريخي والقانوني بكافة المؤسسات الدولية .....لا يعطي الحق ولا المبرر لأي جهة أن تقوم على شطبه ....أو حتى محاولة المساس بمكانته وحضوره وأحقيته القانونية والسياسية والدبلوماسية .
قرار متخبط وقاصر أصابه العمي السياسي والجهل القانوني والدبلوماسي ...وهو أولا وأخيرا قرار لا يمس بالمكانة والحضور ....لكنه يمس بالتأكيد ممن أصدره دون معرفة ومستند قانوني وسياسي يعطيه هذا الحق .
امبراطوريات عديدة مرت على هذه المنطقة واحتلالات متعددة ...واتفاقيات ومعاهدات عديدة جري توقيعها ونشرها بتواريخها ومؤتمرات عدة طال أمد تاريخها من بازل بسويسرا بالعام 1897المؤتمر الصهيوني الاول .... وحتى قبل أسابيع قليلة مؤتمر المنامة الذي جري حول الشق الاقتصادي لما يسمي بصفقة القرن .
المؤتمر الصهيوني الاول والذي أشار الي أطماع استعمارية تم تتويجها سياسيا بوعد بلفور بالعام 1917 والذي أعطي حق لمن لا يستحق باقامة دولة يهودية على أرض فلسطين التاريخية .
هناك العديد من المحطات التاريخية المترابطة والمتواصلة بأدواتها وما يستجد من أدوات جديدة ومصالح عديدة لاجل احداث متغيرات على خارطة المنطقة ومن بينها السياسة الامريكية التي تجري بصورة فوقية لأجل احداث وقائع سياسية بعيدا عن كافة الحقوق والمصالح الخاصة بشعوب المنطقة .
أهداف استراتيجية يجري العمل على تنفيذها ليس لشطب فلسطين وحدها بل لشطب وتقسيم وتجزئة العديد من الدول بالمنطقة لأجل نهب خيراتها وتشتيت وتهجير شعوبها وهذا ما تم اثباته بما يسمي بثورات الربيع الامريكي الاسرائيلي .
فشلوا ...رغم استمرار محاولاتهم التي لا زالت قائمة ...فشلوا وتمنوا أن تشطب فلسطين وأن يهجر شعبها ...فشلوا وتمنوا أن يحدث الانقسام وها هم يرون نتائجه وما كانوا يتمنون ..!!
تمنيات المخططين المتأمرين المتربصين ليس بجديدة بل هي قديمة قدم الزمن والتاريخ ..... فلسطين أرض الكنعانيين الاوائل ...والفلسطينيون والعرب الاقحاح بديانتهم السماوية يمثلون رمزية وضمير هذه الأرض والتي لم نتنكر فيها لأحد ولم نتجاهل أي حقوق دينية لأحد .... قبلنا بالجميع .... ولم نحاول بأى مرحلة تاريخية أن نشطب أحد .... كما لا نقبل لأنفسنا حتى محاولة التمييز ما بين العرق والجنس والدين .
لسنا عنصريين ....ولم نكن في أي يوم من الأيام كارهين للغير!! ....لكننا في ذات الوقت أصحاب حقوق ....وأصحاب أرض ...وشعب له تاريخه وثقافته وانسانيته ويريد أن يعيش بأمن وسلام وأن لا يشطب احد .... لكنه بذات الوقت لا يقبل لأحد أن يقوم على شطبه حتى بجرة قلم .... ولا حتي بفعل ملموس لأن حقائق التاريخ القانونية والسياسية لا تمكن أي دولة مهما كبرت أو صغرت من أن تشطب أحد.... بجرة قلم ولا حتى بحرب ابادة !!! .... فلو كان ...لحدث منذ زمن .!!
الكاتب : وفيق زنداح