قادم الايام وما بعد انتهاء اجراءات الانتخابات الاسرائيلية وما يمكن ان تفرزه من نتائج انتخابية لن تخرج عن اطار المتوقع والمحتمل بعدد مقاعد الليكود بزعامة نتنياهو وعدد مقاعد حزب ازرق ابيض بزعامة غانتس ... والذين بمجموعهم وبحسب مصالحهم وحتى يسقطوا شعارات منافسيهم يحتمل ان يشكلوا مقاعد الحكومة الجديدة !!!
ولكن سيبقى السؤال هل الحكومة المحتملة بين الحزبين ستكون حكومة حرب وعدوان بصورة سريعة ؟!! ام حكومة تسعى لمفهوم السلام والتسوية بحسب الرؤية الاسرائيلية ... وما سيجري طرحه من خلال صفقة القرن الامريكية ؟!!
المرجح والاعم ان الحكومة المحتملة بمثل هذه التركيبة الحزبية ستكون حكومة تصحيح واصلاح بحسب المفهوم الاسرائيلي !! لإنهاء حالة التخبط وعدم القدرة على الحسم وغياب قوة الردع كما يسمون !!!
وما يبدوا على اسرائيل من خلال حكومة نتنياهو الحالية من حالة ضعف بقوة الردع بحسب تصريحات المنافسين له ... والتي تمثل حالة من المنافسة الانتخابية الجارية ما بين العديد من الاحزاب .
وكان بقوة الردع كما يسمونها وعودتها ... !!! وكأنها قد غابت !!! قد تلاشت وغابت !!! في السباق الدائر والمحتمل صوب عدوان جديد وباتجاهات عديدة بالشمال والجنوب .
بالشمال ضد حزب الله وسوريا والوجود الايراني .. وبالجنوب ضد قوى المقاومة الفلسطينية .
احتمالات اشتعال جبهة الشمال في واقع حكومة جديدة في اسرائيل اكثر منها احتمالا في واقع حكومة برئاسة نتنياهو وبالحد الذي تعطي فيه الجهود والضغوط السياسية والاقتصادية حتى يكون لبنان اكثر ترويضا وخلافا داخليا يتم حسمه بحسب مصالح اللبنانيين واسقاط أي اجندات او مصالح خارجية ... كما ستكون جبهة الشمال من خلال سوريا وهضبة الجولان ومنطقة القنيطرة بحكم خصوصية الاوضاع السورية والتواجد لبعض العناصر الايرانية وحزب الله سيكون افضل اسرائيليا !!! من حالة الاشتباك والعدوان على لبنان وانعكاسات مثل هذا العدوان على الوضع العام ودول الجوار وحتى لا تتطور الاوضاع الى الحد الذي يحدث انفلاتا وتحركا لقوى الارهاب واحداث حالة من الفلتان الامني .
أي ان الحكومة القادمة والمحتملة بتشكيلتها ما بين نتنياهو وغانتس واذا ما تمت في اطار مشاركة بعض الاحزاب الاقل قوة وتأثير فانها ستكون حكومة مدفوعة بقوة العدوان وشن حرب رابعة اكثر من قوة الدفع لاحتمالية تثبيت التهدئة لا في الشمال ولا في الجنوب !!!
لان اسرائيل لا تستطيع في ظل فكرها العدواني وعنجهيتها وعنصريتها ان تقبل بوجود قوى عسكرية لا في الشمال ولا حتى في الجنوب .. وهي تستغل الفرصة لتقتنص ما تريد تحقيقه في الوقت الذي يسمح فيه بذلك !!!
الا ان خط المواجهة والعدوان ليس خطا وحيدا يمكن ان يلغي خطوطا اخرى للحكومة الجديدة اذا ما تشكلت ما بين الحزبين الاكبر استعدادا واستقبالا لما يسمى بصفقة القرن المنوي الاعلان عنها ما بعد الانتخابات الاسرائيلية ... وما يمكن ان يطلب من الحكومة الاسرائيلية لأجل بعض التسهيلات والمرونة في الحلول المطروحة حتى يمكن اقناع القيادة الفلسطينية بأن هناك شيء جديد يمكن تعديله والتفاهم حوله في هذه الصفقة والتي تزداد الاصوات لرفضها ... ولن يسمح بمرورها ... لكنهم يحاولون ولا زالوا على امالهم بتنفيذها !!!
الحكومة القادمة في دولة الكيان سيغلب عليها العدوان واستعراض المزيد من القوة المفرطة واستخدامها بصورة غير متوقعة ... حتى يعلموا من وجهة نظرهم ان الكيان لديه من القوة التي يمكن استخدامها في الوقت المناسب !!! وبغطاء امريكي كامل !!!
امام مثل هذه الحكومة المحتملة ما بين نتنياهو وغانتس سيحدث تغيرا ملحوظا في خارطة الاحزاب الاسرائيلية وستفقد بعض تلك الاحزاب الكثير من مقومات وجودها ومواقفها .
بكافة الاحوال اذا ما تمت احتمالية تشكيل مثل هذه الحكومة سيكون علينا الكثير مما يجب عمله ... حتى نتمكن من مواجهة مثل هذا الائتلاف واولها انهاء الانقسام والى الابد ... كما انهاء حالة التخبط وتحديد ما نريد .
كما علينا امرا هاما بعد تجربة مريرة وطويلة ... ان نستمع لنصائح الاشقاء وخاصة مصر الشقيقة وان نعمل على انهاء ملف الانقسام واتمام المصالحة في اطار تثبيت التهدئة وبداية مرحلة جديدة يمكن البناء عليها لزيادة مقومات قوتنا وصمودنا واعطاء شعبنا فرصة الحياة الكريمة ... دون استمرار هذه الحالة التي تحدث التراجع ... بأكثر مما تحدث التقدم والثبات .
بقلم/ وفيق زنداح