بلا شك نرى الكثير من الناس، لا سيما من طبقة المثقفين وأشباه المثقفين، حينما نسمعهم يتباهون أمام غيرهم بالأنا، لكن يحكى بأن أحد المواطنين المثقفين، الذي يظل يردد كلمة أنا أمام زملائه بات يعلم أن الناس لم يعودوا يصدقوه من كثرة ترديده وتباهييه أمامهم بكلمة أنا، وذات يوم قرر مصارحة ذاته في عزلة تامة، حينما قرر الابتعاد عن الناس لمكاشفة ذاته وتقييم حالة الأنا عنده، وراح يسأل نفسه لماذا الأنا تلازمني كمرض رغم أن هناك الكثير من المثقفين أفضل مني في كتابة الأدب بكافة أنواعه من قصة ورواية وشعر؟ فصارح ذاته وأنّب الأنا داخله في انعزاله لفترة من الزمن، وانعزل عن زملائه، وأقرّ بأن الأنا هي متلازمة عليه التخلص منها والتواضع أمام الناس، وأمام زملائه بأنه هو إنسان عادي، وهناك الكثير من زملائه يعتبرون أكثر تثقيفا منه، فمصارحة الأنا في عزلته كانت مفيدة له، لأنه قرر بعد عزلته أن يكون أمام الناس متواضعا في توصيف ذاته، وأن يقف على حدوده من معرفته في عمله من كتابات بات يصم آذان الناس في الآونة الأخيرة من كثرة ترديده الأنا فمصارحته ذاته اكتشف أنه كان مخطئا، وقال في ذاته إن الأنا عندي هي حالة مرضية، لأنني في عزلتي اعترفت بأن الأنا لا تعكس أي شيء من ثقافتي، رغم مدحي من الزملاء، لكن مدحهم لا يعد سوى من باب المجاملة ليس إلا، ومن هنا ففي هذه العزلة صارحت ذاتي، وعلمت بأن الأنا انتهت من حياتي..
بقلم/ عطا الله شاهين