كشف منع رشيدة طليب وإلهان عمر من زيارة فلسطين، مدى امتداد قضية فلسطين في أنحاء العالم بأسره
وعلى مدى أيام احتلت قضيةطليب وإلهان عمر وسائل الإعلام الأميركية والعالمية، وأصبحت الشغل الشاغل لرئيس الولايات المتحدة ترامب، وأعضاء مجلس الشيوخ والنواب الأمريكيين.
عدة حقائق كانت لافتة للنظر، أولها أن الإستقطاب بين من هم مع طليب وعمر ومن هم ضدهن، كان استقطابا بين من يؤمنون بالحقوق الديمقراطية وحرية التعبير، وبين من يمارسون العنصرية والتمييز العنصري بقيادة تحالف ترامب - نتنياهو.
وثانيا أن منع النائبتين من القدوم لفلسطين كشف زيف الديمقراطية" الإسرائيلية المزعومة، وأظهر مدى خوف إسرائيل من انكشاف احتلالها و نظام الأبارتهايد الذي أنشأته، وثالثا أنه أثبت عنصرية المنظومة الإسرائيلية ضد كل ما هو فلسطيني، وعربي، ومسلم.
حرب ترامب ضد إلهان عمر ورشيدة طليب لم تتوقف، إذ وجه لهم التهمة الخبيثة والمكررة " بالعداء للسامية" وتبجح بأنه أكبر من ساند إسرائيل، بمشاركة في خرق القانون الدولي، من خلال الإعتراف بضم الجولان والقدس، وتبني مواقف إسرائيل بالكامل تجاه المنطقة.
وهو يواصل هذا الهجوم في الواقع كجزء من حملته الإنتخابية للفوز بفترة رئاسية ثانية، ومحاولة إلحاق هزائم بمنافسه الحزب الديمقراطي.
غير أن المغزى الحقيقي لما يجري، أن قضية فلسطين والحقوق الفلسطينية دخلت الحياة السياسية في أمريكا من أوسع أبوابها، فلم يعد الأمر مقتصرا كما هو معتاد على التنافس بين الحزبين على كسب أصوات اليهود الأمريكيين، وأموال منظمات اللوبي الإسرائيلية، مع تجاهل تام للفلسطينيين، بل تطور الأمر لإتخاذ موقف من الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، معها أو ضدها.
تصريحات بيرنى ساندرز المرشح اليهودي اليساري الديمقراطي للرئاسة كانت صاعقة لإسرائيل، عندما طالبها، ردا على منع طليب وعمر من زيارة فلسطين، بإعادة مليارات الدولارات التي تتلقاها من الولايات المتحدة.
أحدث استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة أظهرت تحولا جارفا لدى جيل الشباب نحو تأييد الفلسطينيين، ومعارضة السياسات الإسرائيلية، ويشمل ذلك أكثر من 40% من الديموقراطيين الشباب، وعددا متصاعدا من الشباب اليهود الأميركيين.
وبكلمات أخرى فإن النضال الفلسطيني يصبح جزأً لا يتجزأ من النضال العالمي الواسع من أجل الديمقراطية، و القيم الانسانية، وحرية الرأي و التعبير.
السر في كل هذه التحولات يكمن في صمود وبسالة ومقاومة الشعب الفلسطيني قبل أي شيء آخر، ولكنه يدعم بجهود كل من يعملون على مدار الساعة وخاصة الشباب، لتقديم الرواية الفلسطينية وفضح الممارسات الإسرائيلية.
والسر يكمن في ترسخ كلمة واحدة في عقول وأذهان الكثيرين من البشر، الأبارتهايد، وإرتباط إسم إسرائيل وحكامها وسياساتها، بصفة الأبارتهايد والعنصرية.
النضال ضد التمييز والعنصرية والإضطهاد القومي والإبارتهايد يجب أن يكون عنوان النضال الفلسطيني وصورته.
فلا تتوقفوا أبدا عن إستعمال كلمة " الأبارتهايد".
بقلم/ د. مصطفى البرغوثي