طبعا انتشرت في السوشال ميديا اليوم قضيه موت اسراء غريب. والتي اثارت التساؤلات هل انتحرت ام قتلت. ومن المتسبب الحقيقي بموتها.
لم اشا التعليق لانه الفتاه الله يرحمها ويغمد روحها الجنه ماتت ولن يفيدها تعليقي. والقضيه متعدده الجوانب ولا يعرف حيثياتها الا من كانوا بقربها سواء كانوا اهل او اطباء او شيوخ دين.
لكن ارتايت ان ابدي رايي بحياديه تامه لان استضعاف المرأه قضيه تمس كافه نساء الارض. وسأناقش القضيه من كلا الزاويتين .
عندما تستمع لزوج اخت اسراء تشعر ان اهلها ابرياء. وان اهل اسراء ساندوا ابنتهم في مرحله مرضها. وانهم لم يقصروا معها واخذوها للاطباء وشيوخ الدين للعلاج بعد ان انتكست حالتها النفسيه بعد ترك خطيبها لها (حسب ترجيحي)
وانا هنا ساطرح تساؤلاتي بشكل محايد:
بالنسبه لي، ما يبعد الظن ان اهلها قتلوها نتيجه الضرب المبرح:
• اولا في قضايا العنف العائلي تكون الاخت سندا لاختها ولا تكون ضدها لانها تعرف طبيعه ظلم اهلها. والاخت تؤثر على قرار زوجها بالمجتمع الفلسطيني. ومادام زوج اختها ينفي عن اهلها اي اتهامات بضربها فهذا يبرأ اهلها لانه ببساطه شاهد محايد مفترض ان يكون متعاطف مع اخت زوجته وهذا ما بدى فعليا خلال الفيديو.
• ثانيا الفتاه كانت من طريقه لبسها متحرره وتعمل كوافيره وتقود السياره تذهب بها اينما شاءت. كما ان عائلتها كانت تمنحها مطلق الحريه باستخدام النت. اذن العائله لم تكن تقيد حربه ابنتهم لتقتلها بحجه الشرف. لو كانت العائله متشدده لوضعت عليها قيود باللبس ونوع العمل وقياده السياره والتعليم. ضف ان اهالي الضفه كباقي العائلات الشرقيه يهمهم الشرف. لكنهم متفتحون ويثقون ببناتهم ولا يضعون قيود عليهن. وتجد كثير من الفتيات مضطرات ان يسكن بعيدا عن اهلهن بالسكن الجامعي او بشقق ايجار بسبب الحواجز وصعوبه الوصول للجامعات اوالعمل في مدن بعيده عن سكنهن .
• ثالثا اعترف زوج اخت الفتاه مكرها ان خطيب الفتاه تركها وانتكست حالتها الصحيه ودخلت حاله حزن. وقال انه اتصل بخطيبها مرارا ليحسن حالتها النفسيه ورفض التجاوب. وطالب خطيبها للخروج والاعتراف بذلك وهو يتهرب لان خطيبها يعرف انه طرف رئيسي لانتكاسه اسراء النفسيه. وطبعا لا يمكن ان عائله تترجى رجل للعوده للفتاه ثم نتهمها بالتشدد والقتل بتهمه الشرف.
• حاول زوج اخت اسراء الابتعاد عن الحديث ان اسراء كانت ملبوسه بالجن. لكن بعد لقاءه مع وكاله وطن، اضطر لن يدلي كل ما في جعبته لتبرأه العائله. ان تكون الفتاه مسكونه بالجن فهذا وارد لانه هناك الكثير من هذه الحالات التي رايناها حيث يخرج الجن وينطق على لسان المريض بعد ان يقرأ الشيخ عليه القرءان. وزوج اختها عدد اسماء الشيوخ الذين زارتهم بدقه وممكن التحري بهذا الجانب منهم.
• خامسا ان الاهل لو ارادوا قتلها لما اخذوها المستشفى وعالجوها وعملوا لها حتى عمليه تجميل من جرح بالوجه.
• سادسا المتهم الرئيسي بنظري يبقى ابنه عم اسراء. التي كانت من وحي التسجيل المنتشر بالنت تحاول ان تكيل الاتهامات على اسراء انها متحرره فقط لانها قابلت خطيبها بمطعم وان اهلها يعطونها الحريه لانها تساعدهم ماديا. وكانت تدافع اسراء عن نفسها انها قابلته بعلم امها وفي حضور اخته وانها متربيه جيدا ولا تسمح لها ان تتهمها اي تهمه اخلاقيه، وشهدت امها على ذلك. ويبدو لي ان بنت عمها قد تكون قد حرضت خطيبها عليها وشككته باخلاقها فترك خطيبته وتسبب ذلك بانتكاسه نفسيه لاسراء. اولا لانه تم التشهير بها من ابنه عمها وثانيا لتخلي خطيبها عنها. والجرحان يقتلان الشخص معنويا وقد يفقده الثقه بالناس والامل بالحياه. وقد تكون فعلا ملبوسه بالجن مما ساعد بانحراف تفكيرها. ففكرت بالانتحار بلحظه يأس.
• عمليا من المحال ان تجد في أي عائله كافه رجال العائله ضد الفتاه خاصه ان اسراء لم تخطأ او تخل بالشرف. ومن ثم حتى لو حرض أي من رجال العائله ضد اسراء، فالباقي لن يتجاوبوا معه وسيدافعون عنها. من ثم محال ان اب اسراء واخوانها الثلاثه وزوج اختها اتفقوا على ضربها معا. خاصه انها كانت تساعد اهلها ماديا.
الان سااخذ الجانب الاخر وهي اعتقاد الكثير انها قتلت بسبب تعذيب اهلها استنادا لشريط صوتي تصرخ به وهي في المستشفى:
• اولا صوت صراخ اسراء غريب في المستشفى كان قويا جدا. ومن الغريب ان يضرب الاهل ابنتهم بهذا العنف ويقف الممرضون والاطباء والامن واداره المستشفى يتفرجون او يسجلون الصوت. حتى المرضى سيدافعون عنها. كما لا يمكن ان يضرب الاهل ابنتهم بمكان عام. وواضح لي ان زوج اخت اسراء كان يركز دائما على انه يجب معاقبه الممرضه التي سجلت الصوت. ولم يبرر بشكل واضح سبب صراخ اسراء. قد تكون اسراء انتابتها نوبه هستيريه. وانا هنا ساترك التساؤل مفتوحا للاجابه خاصه من اداره المستشفى ؟؟
• ثانيا حسب ادعاء زوج اخت اسراء انها كانت ملبوسه من الجن وكان يتم معالجتها عند شيوخ دين ولم تكن تتحدث بوعيها، وطرح امثله للهلوسات التي كانت ترددها في فتره مرضها . لكن واضحا لي من تسجيل محادثتها مع ابنه عمها ان اسراء كانت جدا طبيعيه وانسانه رقيقه جدا وتحترم والديها ومصدومه ببنت عمها وانها لم تكن ملبوسه بالجن. وقالت لها انها لا تخاف الموت، مما يعني انها توجست شرا من ابنه عمها. كما ان الجن لا يلبس فتاه بين يوم وليله، انما يكون في الشخص من سنوات.
• كان واضحا تهديد زوج اخت اسراء لكل من وجه اتهامات للعائله بقتلها ونشر فيديوهات واشاعات تمسهم بالنت بانه سيلاحقهم قضائيا. قد يكون هذا من حقه. لكن ايضا من حق الناس ان تتعاطف مع اسراء وتطالب بمعرفه الحقيقه.
• حاول زوج اخت اسراء الدفاع عن بنت عمها مع ان التسجيل الصوتي واضح جدا منه حقدها على اسراء ومحاولتها التشكيك باخلاقها.
انا هنا طرحت تساؤلاتي العامه حول القضيه. ولن يستطيع مخلوق ان يجيب ان كانت قد ماتت اسراء غريب منتحره او مقتوله لاننا لسنا في قلب الحدث. الموضوع رهن تحقيقات الامن والطبيب الشرعي ويجب ايضا الرجوع لام اسراء وشيوخ الدين الذين عالجوها واداره المستشفى التي تعالجت الاسراء بها للوصول للحقيقه.
الشيء الوحيد الواضح لي ان اسراء في نهايه المطاف ضحيه مجتمع لا يعي معنى تشويه سمعه شخص بالافتراء عليه كذبا لتحطيمه معنويا. وهذا نراه كل يوم ولا يجد له رادع لانه لا يوجد عقوبات واضحه لهذه النوعيه من الممارسات الكيديه:
• تكون الفتاه اشرف نساء الارض. ويتم الغيره من شرفها من اقرانها. فيتم التشكيك بها باطلاق كذبه عابره تخدش حيائها. والمجتمع قابل للتصديق هذه النوعيه من الاشاعات عن النساء. ويتم تحريض اهلها او خطيبها او زوجها عليها باتصال تليفوني او حتى رساله. ما هو الرادع هنا. لا يوجد رادع. خاصه ان المرإه حنونه ولا تقبل ان تشكي اهلها او زوجها مهما عانت منهم.
• تجد الرجل يتسلى. فيغرر الفتاه بالزواج ثم يتراجع باي مبرر واهي. او يطلق زوجته وقتما شاء . فقط لانه رجل يحل له الطلاق. ما هو الرادع هنا. لا يوجد رادع ؟؟
• يكون المرء نزيها ويلاحق قضاءيا على مجرد الشكوى او تغريده بالنت بتهمه التشهير. وقد يعد له مجموعه تهم جاهزه تخدش سمعته فيسجن او يغرم. ما هو الرادع هنا. لا يوجد رادع ؟؟
• يكون الشخص عالما في خبراته الاكاديميه والعمليه. وعندما يتقدم لوظيفه يتفاجأ بزحلقته باساليب مريبه بدون ان يسؤل سؤالا واحد بمجال العمل. ويجد لجنه مسيسه غير مؤهله حتى بتقييم المتقدمين للوظيفه. ويتم الغاء اي معايير حتى على مستوى الشهاده العلميه و لتمرير تعيين شخص غير مؤهل بالمحسوبيه. وعندما يشكو الشخص من هذا الغش يتفاجإ بادعاءهم انه لم يوفق بالمقابله بينما هو لم يسؤل اصلا او يطلع على شهاداته. ولا يجد من ينصره لان المسؤل هو مجرد ذراع لحزبه ولديه حصانه حزبيه. وهذه الحرب ضد المثقفين تتم بكل لحظه. وما هو الرادع. لا يوجد رادع ؟؟
الامثله كثيره وكثيره التي يظلم بها أي شخص ويدمر معنويا وماديا ولا يوجد جهه مختصه لحل هكذا قضايا. حتى مؤسسات حقوق الانسان لا تتدخل الا في القضايا التي تصل دوائر الامن والقضاء.
القرءان الكريم اكد على مدى خطوره الغيبه والنميمه والكيد للاخرين ومحاوله تشويه سمعتهم. وحتى الرسول كاد ان يطلق زوجته عائشه وهي اطهر الناس ليهرب من اي شكوك زرعت حولها بعد انا تاهت خلال السفر في الصحراء واعادها احد الصحابه وانزل الله ايه ببراءتها.
اذن المطلوب اليوم الرادع لكل من يحاول المساس بسمعه الناس كذبا وبهتانا. تحسبونه هينا وهو عند الله كبير حتى لا تتكرر مأساه اسراء غريب رحمها الله وتغمد روحه الجنه.
سهيله عمر
[email protected]