ما بعد حادثة الشمال التي ستبقي في اطار ما يمكن أن يقال عنها بالحركشة ...وليس فتح النار الي الحد الذي لا يتوقف .... في اطار الردود المدروسة لأفعال جزئية ...وفق حسابات خاصة ...داخلية وخارجية .... وذات أبعاد ودروس مستفادة تم استخلاصها .....تخرج عن اطار (هوجائية) الفعل ...الي الفعل المدروس والمؤقت بالزمان والمكان !!
على جبهة الشمال وما شهدنا من حركشة لا تصل الي حد الجولة المفتوحة بالمواجهة ....كما يتم على جبهة الجنوب من تهدئة التفاهمات المتدحرجة !! .... وما يصدر من خلال الجبهتين من تصريحات أكبرها يؤكد على ضبط النفس وعدم الانجرار وراء حرب يمكن أن تخدم نتنياهو بحملته الانتخابية وبحسب المقاييس التي يريدها والتي يحاول أن يضبط ايقاعها بصورة مدروسة حتى لا تفلت الامور ...وتصل الي مرحلة الخطر والمواجهة المفتوحة .
ما يجري باطار حملة نتنياهو الانتخابية بمحاولة ايهام أنه يخوض حرب ضد ايران من خلال مواجهة حزب الله ...وما يجري على واقع الأرض الفلسطينية من تصريحات عنصرية يحاول اقناع اليمين واليمين المتطرف وحزب المستوطنين بأن ما يجري من استيطان وبناء المزيد من المستوطنات يعتبر على طريق المشروع الصهيوني حول اسرائيل الكبري !! .
وان نتنياهو مستعد من خلال جولته الانتخابية واذا ما تم فوزه بتشكيل الحكومة سيقوم على اعلان السيادة الاسرائيلية على كافة المستوطنات بالضفة الغربية .... وأنه لن يقوم بطرد أي مستوطن ....وسوف يفرض السيادة الاسرائيلية على كافة المستوطنات ...لتصبح جزء من أرض اسرائيل الكبري !!
قد يقال أن مثل هذا الفعل العنصري العدواني يأتي في اطار الحملة الانتخابية لنتنياهو الذي يقدم المزيد من التطرف لصالح كسب المزيد من النقاط !! على اساس أن نتنياهو قد أثبت من خلال الايام الاخيرة أنه على مواجهة مع ايران سواء على الارض السورية ....أو اللبنانية من خلال حزب الله اللبناني ....وأن نتنياهو في ظل المشهد يعتبر الفاعل الرئيسي الذي يواجه ايران بديلا عن دول الغرب وأمريكا ...حتى وعن دول الشرق من بعض العرب !! .
نتنياهو ومنذ سنوات قد عمل على مواجهة ايران بالصورة والشكل والمضمون الذي لا يرتقي الي مستوي المواجهة العسكرية ...لاعتبارات ذات علاقة بطبيعة الصراع وحقيقة التوجهات التي ترضي اسرائيل !! .... كما الوقائع والأحداث التي لا تزعج ايران !!
قد يتجاوز فعل نتنياهو مجرد الكلام ...الي حيث الفعل والعدوان كما حدث بحادثة الضاحية الجنوبية ....وكما حدث عدة مرات بضرب العديد من المواقع لحزب الله وايران على الأرض السورية ...في ظل اعتبارات اسرائيلية أمريكية يجب أن تؤخذ في معادلة الصراع ..... ان اسرائيل وعبر حكومة نتنياهو لا يتوفر لها الظروف الكاملة للعدوان على سوريا ... بسبب امتلاك القطر السوري لقوة ردع صاروخية متقدمة ...كما قوة الحلف المساند لدمشق ...وفي الامر الاخر حقيقة الوجود الروسي الذي يمنع تجاوز أي عدوان ضد سوريا لاعتبارات لها علاقة باستراتيجية العلاقة التي تتعدي حدود العلاقة الثنائية العادية ما بين دولتين .
أي أن الملف السوري في ظل صمود وبسالة الجيش العربي السوري وقدرة القيادة السورية وحلفها القوي على وشك الانتهاء من مساحة المؤامرة وخيوطها المتشعبة والتي أخرها المؤامرة التركية .... بما يحفظ لسوريا وحدة أراضيها وسلامة شعبها .
سيبقي أمام نتنياهو وأي حكومة اسرائيلية قادمة مجال ضيق للتحرك والعدوان في ظل ما ظهر وتأكد من قوة الموقف اللبناني المتماسك..... كما قوة الحلفاء المؤيدين والذين لا يسمحون لاسرائيل بأن تلعب على الارض اللبنانية وأن تحدث من الدمار ما يحلو لها !!
هنا في فلسطين وأمام التهديدات والاستيطان العنصري وما يجري الحديث عنه حول الضم للمستوطنات لما يسمي باسرائيل الكبري ....يجب أن ندرك وأن نحسب الحسابات وفق المفاهيم والأسس المستندة الي القوة والوحدة والتماسك والارادة الواحدة لمواجهة ما يحاك ضدنا .
لأن ما يحدث على جبهة الشمال ومواجهته بصلابة الموقف والتماسك والارادة الواحدة ...يجب أن يكون دافعا ومحركا لنا على جبهة الجنوب بضرورة الوحدة وانهاء الانقسام والتمسك بالارادة الوطنية الواحدة والموقف الموحد اتجاه كافة المخططات وأقربها الصفقة الامريكية القادمة ما بعد الانتخابات الاسرائيلية .
المواجهة لا تكون بردة الفعل .... ولا حتى بالتصريحات والمؤتمرات والمسيرات ...بل ان ردة الفعل الوطني الموحد تحتاج لأرضية وحدوية عنوانها ارادة واحدة ....وشعارات واحدة ...وأهداف مركزية لسياسة استراتيجية لا تقبل بالتجزئة .... ولا تقبل بالانقسام ....ولا تقبل بالفعل المنفرد !!.
الكاتب : وفيق زنداح