حين يأتي فصل الخريف يرى رجلٌ امرأته أجمل ويسقط عنها الخجل، كأوراق الشجر، حينما تتساقط بالتدريج في أشهر خريفية، وتبيت امرأته هادئة على عكس ما يراها في فصل الصيف، عندما تكون حالتها عصبية ومتوترة من حرارة الجوّ.. ففي أيام خريفية يراها امرأة ساحرة في الحُبِّ، يسألها لماذا تسقطين أوراق الخجل من عينيكِ في هذا الجوّ الخريفي النّدي؟ تردّ عليه لأنّ الحُبّ في الخريف يكون أجمل من عطفكَ الندي، ومن دنوكَ غير العادي، يقول لها أتدرين فأنتِ في الخريف تختلفين في اشتياقكِ للمشاغبات في الحُبِّ، وتبيتين امرأة مراهقة لكن بعقلانية، فما أجمل الحب معك في أيام خريفية يدنون منها أكثر ويقول: ها فصل الخريف كاد ينتهي لكنك ستبيتين عصبية من أيام الشتاء، ومتوترة من أجواء المطر، ولن أراكِ مشاغبة في الحُبِّ كأيام الخريف، سأنتظر خريفا آخر لأرى تساقطَ الخجل من عينيكِ، ففي الشتاء تكون بلا أوراقٍ ومنكمشة على حالكِ، رغم الدّفء الذي أعطيه لكِ، لكنك تكونين نكدة، تقول له: لأنكّ في الخريف ترطّبني بكلماتكِ المفعمة بالحُبِّ، كالندى الذي يرطّب الورودَ في الصباحات الخريفية اشتاق لحبك في خريف آخر تقول له وابتسامتها لا تفارق وجهها يبتسم لها ويقول: الخريف ولّى، لكنني سأظل أعطفُ عليكِ بحبِّي، رغم توتركِ في فصولٍ أخرى..
عطا الله شاهين