تابعت تقرير وكاله وطن للانباء الجديد حول قضيه اسراء غريب. وانا استغرت بشده انه مع الامكانات الضخمه لهذه الوكاله حيث تقوم بتغطيه كثير من المؤتمرات ووورش العمل والفعاليات في فلسطين، الا ان معد التقرير خرج صفر اليدين منه. حيث اعلن ان اداره المستشفى التي تعالجت منها اسراء رفضت اجراء لقاء معهم. وشيوخ الدين الذين عالجوا اسراء غريب رفضوا لقاءه. ومعظم افراد عائله اسراء غريب ممنوعون من الادلاء باي معلومات للاعلام. والطبيب النفسي للمريضه رفض اجراء لقاء مع معد التقرير.. .
طبعا ان تعلن وكاله اعلاميه فشلها بالوصول لاي من المعنيين لمعرفه الحقيقه امر بمنتهى الغرابه. والمحصله النهائيه هي ان التعليق على الموضوع يجب ان يصدر من جهات رسميه بحته تجنبا للفوضى الاعلاميه.
لم يخرج التقرير الجديد الا بمغالطات واضحه للحقيقه المعروفه حتى على مستوى الاعلام. وهذه بعض المغالطات:
• اولا قال التقرير انه رفض لقاءه من اداره المستشفى. ووصله من احد العاملين بالمستشفى ان صراخ اسراء غريب لم يكن بالمستشفى.
المغالطه هنا انه اكد الناطق الرسمي لوزاره الصحه نفسه بلقاءه مع تلفزيون فلسطين ان الصراخ كان بالمستشفى نتيجه نوبه هستيريه انتابت المريضه اسراء غريب. وان المستشفى اعدت للمريضه طبيب نفسي وكانت ستنقلها لمستشفى اخر لاجراء العمليه الا ان اهلها اصروا على اخراجها من المستشفى على مسؤليتهم الخاصه مع ان حالتها لا تسمح. وهو بهذا اكد معظم ما قاله زوج اخت اسراء. وعندما سألته المذيعه ان كان القانون يسمح اخراج مريض بحاله حرجه على مسؤليه عائلته. فرد ان قانون وزاره الصحه يسمح بهذا ولا تستطيع المستشفى منعهم. طبعا انا اعتبر ان هذا خطأ كبير من اداره المستشفى. لان الفتاه ممكن تعرضت لاذى او اهمال من عائلتها مما ادى لتدهور نفسيتها وصحتها. اعرف انه الطبيب فقط من يكتب الخروج من المستشفى. ومن ثم كان يتوجب على اداره المستشفى منع اخراجها الا بكومسيون طبي أو موافقه جهه امنيه بعد التحري عن سبب تدهور حالتها لحمايه المريضه، وقد تعرضت لحادث. خاصه ان اسراء ليست قاصر بل شابه كبيره تعتمد على نفسها .
اما سبب اخراج اسراء من قبل اهلها فارجح السبب حسب فيديو زوج اختها اما انه بسبب الجهل حيث اثر اهلها ان تشفى اسراء من الجن المتلبس بها قبل العلاج الجسدي. او انهم لم يستطيعوا تغطيه نفقات العلاج فاثروا نقلها لمستشفى ارخص.
• المغالطه االثانيه في تقرير وطن للانباء ان معد التقرير ذهب لطبيب نفسي ليسأله عن تفسيره عن سبب سوأ حاله المريضه اسراء المرضيه. فأنكر بتاتا تلبس الجن باي انسان. واعزى السبب ان الفتاه قد تعرضت لضغوط نفسيه نتيجه التشهير بسمعتها او نتيجه تعذيب جسدي تسبب لها بهذه الحاله الهستيريه والاكتئاب . وعرض التقرير احد فتاوي شيوخ الدين انه لا يوجد تلبس الجن بالانسان.
وانا هنا مهمتى ان ادافع عن الحقيقه العلميه البحته. اتمنى ان افهم لماذا الاطباء النفسيون ينكرون دائما التلبس بالجن مع انها حالات مرضيه واضحه. انا نفسي رايت بام عيني عدد من الحالات لتلبس الجن اتت للعلاج عند المرحوم الشيخ احمد نمر حمدان عندما كنت صغيره بالسن. اصطحبتني جاره كانت تتعالج عنده عندما استغربت علاجها بالتلبس بالجن . بمجرد ان قرأ الشيخ عليهن قرءان وأذن للصلاه، خرج الجن ينطق على لسان النساء المريضات. واذكر انه كان معظمهم جن يهود ويتحدثون على لسان النساء. وكان الشيخ يضطر لضربهن بعضا لاخراجهم. واشهد ان الشيخ لم يكن مشعوذ وكان علاجه لهن لوجه الله وبقراءه القرءان والحوار مع الجن فقط. طبعا ليس كل شخص بحاله نفسيه سيئه يكون ملبوسا بالجن, أي انك ستجد واحد بالمئه من الحالات التي تصل الشيوخ لديها تلبس بالجن. وحالات التلبس بالجن تكون واضحه ولا تحتاج اصلا لاقرار من شيخ الدين، لان الجن يخرج وينطق على لسان الشخص بمجرد الاذان وقراءه القرءان علي المريض. كما ان الشخص الذي يصلي ويحب سماعه لا يمكن ان يكون متلبسا بالجن لان الجن يتألم من القرءان. ومن هنا كان مفترض سؤال من رافق اسراء للعلاج عند الشيخ كيف تحقق انه فعلا اسراء كانت متلبسه بالجن.هل نطق الجن على لسانها مثلا ؟؟
الخلاصه انه يوجد حالات تلبس بالجن ولكن تكون حالات نادره وواضحه للعيان. ولا يمكن ان تتهم اي شخص عنده ازمه نفسيه او مر بسوأ حظ انه متلبس بالجن.
انا تحليلي قلته في مقالي السابق ان اسراء كانت بكامل قواها العقليه واوج حيويتها ونجاحها في عملها. وانها تفاجأت بعد مقابلتها للشخص الذي كان سيخطبها في مطعم بحضور اخته باتهامات ابنه عمها لها بتهم جارحه تخدش حياءها بسبب طريقه مكياجها ولبسها. وان ابنه عمها حرضت اهل اسراء وخطيبها علىها. فتركها خطيبها وحدث لدى اسراء انتكاسه نفسيه لانها صدمت في الشخص الذي تحبه وفي ابنه عمها معا الامر الذي افقدها ثقتها بالناس والحياه. وما يؤكد كلامي قول اخيها انها انتكست نفسيا وتعرضت لما تعرضت له من محاوله القاء نفسها من البلكون بعد اعلام خطيبها لها انه لا يريد الزواج منها. وقول زوج اختها انه اتصل بخطيبها مرارا ليحاول تحسين حاله اسراء النفسيه فرفض، فانتكست حاله اسراء اكثر انها شعرت ان خطيبها تخلى عنها في ازمتها. وهذا سبب هروب خطيبها من الاعلام لانه طرف رئيسي بانتكاسه اسراء الصحيه. وبالمنطق لا يمكن ان تتهم عائله تدعو خطيب ابنتهم للعوده اليها انها متشدده وممكن تقتل بحجه الشرف.
اما ان تكون ملبوسه بالجن فلا افتي به حتى ارى انها فعلا ملبوسه بالجن. ولكن كافه محادثاتها الصوتيه قبل الازمه توحي انها بكامل وعيها وقواها العقليه، والجن لا يلبس شخص بين يوم وليله.
وقعت اسراء غريب على ما يبدو لي ككبش فداء لتحريض ابنه عمها عليها وتشويه سمعتها وتخلي خطيبها عنها. وقد يكون رافق ذلك معايره اهلها وسوأ معاملتهم لها. ولا نريد كباش فداء جديده في ضوأ هذه الضجه الاعلاميه حول القضيه.
وتبقى الحقيقه المطلقه رهن تحقيقات اجهزه الامن والطبيب الشرعي.
سهيله عمر
[email protected]